رسالة عاجلة إلى اللواء علي محسن..
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 20 يوماً
الخميس 07 يوليو-تموز 2011 07:02 م

إن انضمام اللواء علي محسن قائد الفرقة مدرع إلى الثورة السلمية اثبت انه رجل يحترم التزاماته لما أقسمه من انحيازه إلى الشعب وحمايته من المهووسين للسلطة دون وجه حق. نشكرك ونشكر كل فرد من أفراد قواتك أيها القائد لتحملكم المعانات من طول الفترة التي امتحنتم بها حتى الآن، ولعدم انجراركم لاستفزازات النظام المتمثل بأسرة صالح.

لقد استطعتم بتواضعكم واحترامكم للآخرين وعقلانية ورجاحة خطابكم أن تكسبوا الكثيرين وتعزلون هذه الأسرة التي لا تحب إلا ذاتها ،وكل ما عداها فليذهب إلى الجحيم.كل ما سبق وغيره غير معروف لدينا مقدر من قبلنا نحن الأكاديميين ومن بقية شرائح المجتمع ،وبخاصة شباب الثورة وعلى الأخص ساحة التغيير بصنعاء.لكن

دعني أصارحك ببعض الملاحظات التي يتناولها الشباب على ما يرونه من جمود في ثورتهم، وهناك لبس مصحوب ببعض العتب مطلوب من شخصكم الكريم إزالته إذا أردتم.

وهذه الملاحظات هي: بعد إعلانكم تأييد ثورة الشباب السلمية عقب جمعة الكرامة، والذي كان من نتائجه انهيار شبه كامل للسلطة الحاكمة، ابتدءً من القادة السياسيين في قيادة حزب الحاكم، الوزراء، السفراء، المشايخ والوجهات، فالقادة العسكريين والجنود.. الخ، حيث استبشروا الشباب بقرب الفرحة الكبرى بيوم النصر، وكان سقف توقعاتهم عالية من هذا النصر المحقق بالرغم من الخسارة الكبيرة فيما قدموه من الشهداء والمئات من الجرحى.

إن الشباب ينتابهم شعور بالإحباط من أنهم صاروا في سجن كبير ولا يسمح لهم بالتصعيد ويعتقدون أن قادة الأحزاب هي من تطلب منكم التضييق ولا ندري إلى أي مدى هذا الأمر صحيح.

إن توضيح هذا الأمر يكون مهما؛ كي يزال اللغط الحاصل من جراء ذلك، وهذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني, إنه في جمعة الكرامة أسرت مجموعة من البلاطجة المعتدين على الساحة من قبل الثوار الذين، وكانوا يعتقدون أنكم ستظهرونهم على الإعلام بما اعترفوا به، لكي يتعرف الشعب على شخصياتهم ودوافع قتلهم للشباب. كان هذا سيزيد الإقبال الشعبي للثورة وسيؤدي إلى تأكل النظام وأنصاره، ولكنه لم يحدث. وهنا بعض العتب عليك وخاصة وأن الجريمة مشهودة، وصدمت العالم بأسره. والآن تناقلت وسائل الإعلام من أن المتهمين قد سلموا من قبلكم إلى النائب العام، ويعتقد أن الكثير منهم قد أطلقوا، وهذه إشكالية أخرى تحتاج إلى مكاشفة مع الشباب لكي يطمئنوا على ثورتهم.

الأمر الثالث يعتقد الشباب المستقلون من أنكم تحابون القيادات من الشباب المتحزب بالنظر إلى علاقاتكم بقياداتهم التي تربطكم بهم علاقات شخصية، ويشعرون بالتهميش وان صوتهم مغيب في الساحة من قبل تلك القيادات. وكذلك يتعرضون لبعض المضايقات والتخوين من قبل اللحنة الأمنية المدعومة من قبلكم حسب اعتقادهم، والمفترض أن تحل هذه المشكلة إن وجدت بأن يتولى الضباط الأحرار والجنود الذين انضموا للثورة عملية الأمن وبمقدورها أن تزيل الحساسيات وستتعامل اللجنة مع الكل بعدالة وبالتالي ستحصل على الرضا التام.

الأمر الرابع انه عندما يعتزم الشباب المستقل التصعيد يواجهون من قبل جنود الفرقة بالاعتداء ولا يسمح لهم بالخروج خارج شارع العشرين باعتبار ذلك مخالف لتعليمات اللجنة التنظيمية.. فهل هناك محظورات؟! وهم يعتقدون أنهم ثوار ولا يجب أن يوقفهم أحد. والحل لمثل هذه المعضلة هو بفتح قناة للشباب المستقل وإشراكهم وعدم تجاوزهم وإقناعهم إذا كان هناك ضرورة لعدم التصعيد.

الأمر الخامس يعتب الشباب عليكم من أنكم تدعمون الحوار بين الأحزاب وحزب الحاكم، بل وتدعمون المبادرة الخليجية وضغطتم على الأحزاب بالذهاب إلى الرياض من أجل توقيعها، وهذا يتعارض مع دعمكم لثورة الشباب السلمية ويعيق إنجاز الثورة، وقد جعل العالم يتعامل معها وكأنها أزمة بين الأحزاب. وان اجتماعكم الشهير بمنزل اللواء عبد ربه منصور الذي قد أضر الثورة ضرراً بليغاً استفاد منه الرئيس وعصابته.

الأمر السادس إن الثورة قد جمعت كل الناس بالرغم من اختلافاتهم ،ولكن هناك عدم الثقة بينكم وبين الحوثيين باعتبارهم من مكونات الثورة الشعبية ،ويختلفون معكم بسبب حرب صالح عليهم حيث أنت من قاد هذه المعارك ،وهم يطلبون الاعتذار، وباعتبارك كنت مستهدفا مثلك مثلهم فان بعض الثوار يرون أن تجتمع بهم وتنهون

الحقبة الماضية، وفي الشيخ صادق الأحمر العظة، حيث خاطبهم، أن علي صالح كان يريد أن يوقع بين حاشد والحوثيين وقال لهم "عداكم العيب"، وقال انه لم يكن يدرك خبث صالح.

الأمر السابع انك أيها اللواء المناصر الأول لثورة الشباب من القادة العسكريين، وكونك تملك معلومات مهمة بما فعله النظام بشعبه وقد أشرتم في تصريحات سابقة بإشارات إلى جرائم صالح مثل قتل مشايخ تعز، وأحداث يناير...الخ, فإن من مصلحة الثورة نشر هذه الملفات؛ لأن الكثيرين ما يزالون مع النظام لما يعتقدون من طيبة الرئيس وتسامحه، ومن أنه غير دموي..

اختم مقالي بوجهة نظري الشخصية.. أيها القائد الحكيم المشهور بتواضعه، وعدم حبه للظهور في وسائل الإعلام ولعلاقاته الطيبة مع أطياف واسعة من المجتمع، فإن انضمامك للثورة قد أكسبك الكثير فتشرفت بها، فحمتك وحميتها.

إن انحيازك الكامل قد حدد بوصلة الثورة، فلا تسمح لكائن من كان أن يمارس عليها الانتهازية, فدماء الشهداء لم تجف بعد، وأنين الجرحى ما زالت تسمع، فالذي فقد عينيه لن تعودا إليه.

إن الوجدان والضمير الوطني الحي المتدفق لديك يفرض عليك أن تعلن صراحة وبوسائل الإعلام من انك ومن معك ستؤيد فقط أي اتفاق يأتي من ساحات الاعتصام وليس من المتحاورين, وأن على المتحاورين أن ينزلوا إلى الساحات ويتحاورون مع الشباب إذا ما أرادوا أن يتفقوا على أي شيء ومع من كان. وأن ما يقرره الشباب ستتبناه.

هذا ما أردت توصيله إليكم, والله من وراء القصد..