عدن تشتعل غضبا احتجاجات ليلية وقطع طرق بسبب إنهيار كلي للكهرباء لأول مرة في تاريخ المدينة
تقرير صحفيات بلاقيود يوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد النساء والفتيات في قطاع غزة ويكشف عن مقتل أكثر من 15000 أنثى
صحيفة أمريكية: الحوثيون نفذوا سياسة العنف الجنسي والقمع ضد النساء الناشطات سياسياً والمهنيات
سلطنة عُمان تعلن موقفها من خطة.ترامب لتهجير الفلسطينيين
الحوثيون يعتقلون تعسفيا أحد أعضاء نقابة المحامين اليمنيين
المليشيات الحوثية تفرج عن الإعلامية اليمنية سحر الخولاني
صراع النفوذ الحوثي في إب إشتباكات دامية على قطعة أرض تقتل شابا وتصيب أخرين بجروح خطيرة
اتحاد الشرطة الرياضي ينظم ماراثون اختراق الضاحية في اربعينية الفقيد العقيد بدر صالح
الجيش الوطني ينجح في كسر هجوم حوثي عنيف جنوب اليمن
الموظفون النازحون يتظاهرون غداً الخميس بالعاصمة عدن للمطالبة بصرف مرتبات 7 أشهر متأخرة
حينما أحرق الشاب التونسي (محمد البوعزيزي) جسده في إحدى نهارات ديسمبر المنصرم، لم يكن ليدرك بأن ما أقدم عليه سيكون الشرارة الأولى التي أوقدت الزمن والأفئدة في مدن وبلدات تونس وساحاتها، ولم يكن ليدرك بأن جسده المشتعل سيكون سبباً لتحول الفصل القارص البرودة إلى شتاء ساخن وحار ..حتماً ترك هذا الحدث التونسي الخطير ،ولسوف يترك – شئنا ذلك أم أبينا- أثراً في نفوس الناس، وعقولهم، وسلوكهم، على امتداد الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج ،فهنالك ألف ألف عربة خضار تُصادر، وألف ألف روح يُغمطُ حقها،وألف ألف سلوك سلطوي يضيَّق سبل العيش على الشباب، ويغلق أبواب الأمل في وجوههم، وهنالك الكثير من الممارسات المهينة ،التي تنتهك حق الإنسان في الحياة ،وحقه في التعبير عن أرائه، وحقه في الكرامة ،وغير ذلك الكثير..
فهل نحتاج إلى أجساد محترقة كي نلتفت إلى حقوق الناس،ومعاناتهم ؟؟..العاقل الحكيم من اعتبر بغيره، والدرس التونسي مازال طازجا أمام الجميع، فصبر الناس لن يستمر إلى الأبد، خاصة بعد أن رأوا، وشاهدوا بأم أعينهم ثورة نقلت إليهم عبر الهواء، لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة، بفضل حداثة الاتصالات، وتقنية المعلومات، وقنوات البث الفضائي المفتوحة على العالم ،،
ومع أن الثورات لا يمكن تصديرها،غير أنها معدية كفيروسات الأنفلونزا يمكن لها الانتشار عبر الهواء الملوث بشيوع الظلم وغياب العدالة الاجتماعية ، وانتهاك الحريات العامة،،
إن المراهنة على العصا الغليظة ،والحلول الأمنية، وعسكرة الحياة المدنية،كل ذلك لن يجدي نفعا حينما يضطر الناس إلى تقديم التضحيات، فالجياع والفقراء ،وهم وقود الاضطرابات الاجتماعية، لن يكون لديهم ما يخسرونه سوى قيودهم وآلامهم ومعاناتهم، فليحذر، وليعتبر أولي الألباب !!
ما قد يقبل اليوم ويعتبر مكرمة وشهامة ،بل بطولة وجسارة يشكرُ عليها الحكام، وتحسب لهم وترفع من قدرهم، ورصيدهم في قلوب مواطنيهم، لربما لن تقبل منهم غداً، وستعتبر تنازلاتهم حينئذ ضعفاً، وتوبة مغرغر ،ووعوداً في الهواء،وتلك كانت قصة رئيس تونس ،فما كان يمكن قبوله من (زين العابدين بن علي) قبل شهر فقط، لم يقبل منه في اللحظة الحرجة،،كان الأوان قد فات،إذ أزفت ساعة الرحيل !!..
* نائب برلماني
baridughaish@yahoo.com