الهربة سنة واللقاء يوم
بقلم/ مجلي احمد الجرباني
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر و 25 يوماً
الأحد 08 مارس - آذار 2015 12:51 م

هكذا يقول اليمنـيـون, ولعل هذا المثـل الشائع يتـنبأ سلـفــًا بما سيُـفـضي إليه أي حوار مرتـقب في قادم الأيام. وحتى تكون مقالـتي مبنية على أساس عـلمي وليست ضربــًا من التخـمـين سأسرد لكم بعض الحقائق التاريخية المماثلة لهذه اللحظة المأزومة التي نمر بها.

في الواقع تاريخـنا ليس مشرفــًا في الجانب التـفاوضي وفي إدارة الأزمات فمثلاً في 22 مايو 1990م تحـقـقـت الوحدة اليمنية التي لم تـتم إلا بعد عدة اتـفاقـيات ومشاورات حتى تحـقـقـت لكنها لم تدم أكثر من أربع سنوات لأنها كانت عبارة عن استحواذ ولي ذراع الطرف الآخر من خلال الالتفاف على المتـفـق, وتـقويض العملية السياسية, والتصفيات الجسدية حتى تم إنعاش الوحدة ومنحها عمر اصطناعي في 18 يناير 1994م بواسطة وثيقة العهد والاتـفاق التي أنـتهى مفعـولها بعد أربعة أشهر فـقط حيث انزلقت البلاد إلى حرب أهلية مازلنا إلى اللحظة نعاني من تـكـلفـتها وتبعاتها.

اليوم وبعد مرور عشرون عامـــًا مازالت مطالبنا لم تغادر سقف تلك الاتفاقية, فمثلاً من أهم بنودها في الجانب العسكري والأمني أنها نصت على إخلاء المدن من المعسكرات على أن يتم دمجها في مدة لا تـتجاوز أربعة أشهر, ويصحب ذلك إنهاء كافة التحركات العسكرية على الحدود السابقة للشطرين. أيضـــًا إبعاد العناصر غير اليمنية التي تـتوفر بحـقها دلائل كافية لمزاولتها أعمالاً تخالف سياسة اليمن وقوانينها أو تروج أو تحرض على هذه الأعمال.

بالإضافة إلى تـقسيم اليمن من 4 إلى 7 وحدات إدارية تسمى مخاليف. كذلك يتم تشكيل مجلس رئاسي من خمسة أعضاء يُـنـتخبون من قبل مجلس النواب ومجلس الشورى مجتمعين.

إذن المشكلة ليست في التصنيف هل هي ثورة أم أزمة سياسية؟ أو مكان انعقاد الحوار في الداخل أم الخارج؟ ليست في من هو اللاعب الإقليمي السعودية أم إيران؟ بل تكمن المشكلة في العقول التي تدير الحوار وتفاوض بعضها البعض بإسم اليمن لأنها عقلية نصف دماغها متارس, وتحت طاولة الحوار تكدس الأسلحة وترتفع أسهم السوق السوداء التي تكـنس جـيوب اليمنيين الغلابى.

إذن الإعلان عن حوار ما هو إلا طبل يُـدق قبل شن الحـرب, والمتحاورون مجرد بيادق يخدمون الملك وولائهم له لا للوطن, لذا الذي تخفيه أفـواه البيادق ستحسمه أفواه البنادق...!! ألم تخرج الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني وكذلك الأشخاص المتحاورين فيه ليصفوا حساباتهم القديمة في الشوارع ؟

مما يثير الشفـقة أيضـــًا أن نتحدث عن رئيس يهرب, ثم يليه وزير الدفاع, وكأنه لم يتبق إلا أن نحزم أمتعتـنا نحن شعب الشمال ونعلن عن هجرة جماعية كما يحدث في عالم البراري, إذن تخيلوا لو أن عشرين مليون شمالي يلحقون بالشرعية إلى الجنوب, ياللهوووول...!!! ألا يكفينا أننا دولة هاربة...؟ مع ملاحظة أن الهروب لا يكون إلا من العدالة أما من يملك قضية ورؤية وشرعية فليس بحاجة إلى هذا التكـتيك.

يا هؤلاء إن كـنـتم تمثـلون شرعية أيـّــن كانت؟ حتى لو كانت شرعية الغاب فأغـلب الظن بأن الشرعية لا تهرب بل تـثـبت. ثم ماذا نصنع والهارب لا يملك إلا البـيضة وغيره يملك الحجر إذن هي مجرد مراهنة على الحصان الخاسر.

لم يعد مهمـــًا الآن من الذي ساعد الرئيس هادي على الهرب لأن هناك عدة سيناريوهات كلها متـناقضة بل ومتطرفة في بلد لا يهتم كثيرًا بالـتـفاصيل بقدر ما يؤمن بالواقع المفروض.

 لكن المهم من وجهة نظري بأن ما سيحدث بعد حين من الدهر هو أن الحوار سيفضي إلى أمرين لا ثالث لهما إما حرب أو انفصال يعقبه حرب وكلاهما سواء..!! إذن الشطر الجنوبي من اليمن سيكون صفـيحــًا ساخـنــًا, وكما تـفرج الجـنوبـيون على حـروب الشمال وكأنها لا تعـنيهم ربما كذلك سيكون الحال بالنسبة للشماليين وكأنهم جمهور مسرح يتـفـرج على مسرحـية سيئة الحـبكة يقال لها الحرب, وكما سقـطـت صنعاء ستـسقـط عـدن وليست الثـانية أغـلى مـن الأولـى, بالمناسبة لـيست عـدن عـقـبة كــأداء. في الأخير ,ومن وجهة نظري أيضـــًا, إذا كانت عدن تراهـن على الهارب فهي تراهــن فـقـط على حـصان طـــروادة...!!! الإغـــريـــق قـــادمـــون...!!!