اليمن مفتوحة على مصراعيها للمستثمرين
بقلم/ علي عبدالله صالح
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
السبت 21 إبريل-نيسان 2007 06:12 ص

مأرب برس ـ علي عبدالله صالح _ رئيس الجمهورية -

أرحب بالمشاركين في مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية باليمن أجمل ترحيب ، سائلاً الله أن يكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح المأمول .

إن هذا المؤتمر ينعقد في ظل رؤيةٍ شاملة إلى القرن الواحد والعشرين بوصفه قرن التحولات الكبرى .. قرن التغيير والتكنولوجيا العالية .. قرن الديمقراطية والاقتصاد المُعولم والمندمج . إن الجمهورية اليمنية وهي تقوم بإنجاز برنامج للإصلاحات الوطنية الشاملة في الميادين المختلفة – سواءً الاقتصادية أو المالية أو الإدارية أو القضائية أو غيرها تؤسس بذلك مقومات صلبة ودائمة لمناخ استثماري آمن وجاذب ، يتحرك فيه المستثمرون على مختلف جنسياتهم والراغبون في الاستثمار في الجمهورية اليمنية بحرية وطمأنينة وفي ظل ضمانات مؤسسية وقانونية كاملة بهدف تطوير وتوسيع آفاق التنمية في اليمن ودمج الاقتصاد اليمني في محيطه الإقليمي والدولي .

ولقد بادرت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ، بروح الإخاء والمحبة والرغبة الصادقة في تعزيز أسس التعاون والمصالح المشتركة بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي مدعومة بتوجيه سديد وعزم شديد و
حكمة بالغة من أصحاب الجلالة والسمو ، قادة دول المجلس، بالدعوة لعقد مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية بوصفه أحد بوابات الجيرة وتعزيز الشراكة بين دول المنطقة . وقد استقبلت الجمهورية اليمنية هذه المبادرة القيمة والهامة بتفاعل ايجابي بناء، وبدأت مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي بالتحضير لهذا المؤتمر، وذلك بهدف دفع العلاقات اليمنية الخليجية ، والاقتصادية على وجه التحديد ، إلى مجالات أرحب ، واستغلال الفرص الاستثمارية الواعدة في الجمهورية اليمنية وتوليد المزيد منها .

تشهد اليمن اليوم تحولاً كبيراً يتسم بقوة التغيير ، وصدق العزيمة والإرادة في صناعة مستقبل مزدهر يعمه الرخاء والسكينة في كافة مناحي الحياة , ولدى اليمن رغبة صادقة وقوية في تطوير وتعزيز الشراكة والتكامل الاقتصادي مع أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي ، إدراكاً يقينياً منها أن مثل هذا يؤمن لهذه المنطقة التطور والرخاء والأمن ويعزز من فرص التكامل والاندماج . كما أننا ندرك أن عالم اليوم هو عالم التكتلات الاقتصادية .. عالم يتصف بحدة المنافسة وقوة التحولات السريعة في مختلف القطاعات الاقتصادية ، وهي تحولات ومنافسات لا تمنح فرص البقاء والتطور لمن يعمل ويتحرك ويفكر في إطار أنماط تقليدية ومنطوية على ذاتها ، في عالم يشكل الاندماج الاقتصادي والاستثمار الحر أهم معالمه وخصائصه .

ولمواجهة هذه التحديات الكبيرة و المتسارعة ، بدأت الجمهورية اليمنية خطوات عملية جادة وواثقة بفتح باب الاستثمار في اليمن لكافة المستثمرين على مختلف جنسياتهم وتقديم كافة التسهيلات والامتيازات والضمانات باعتبار ذلك الطريق القويم والأمثل إلى تعزيز موقعها التنافسي في عالم اليوم . ونحن نولي أشقاءنا في دول مجلس التعاون الخليجي اهتماماً خاصاً في نهجنا هذا لأننا واثقون من أن ذلك سوف يؤمن تعزيز وترسيخ وتطوير المصالح المشتركة بين اليمن ودول المجلس . ومن هذا المنطلق فقد اتخذت الجمهورية اليمنية عدداً من الإجراءات العملية لتشجيع وحفز الاستثمار الخليجي في اليمن في العديد من القطاعات وتطوير الأنظمة والخطط الإستراتيجية التي من شأنها تحقيق الأهداف المستقبلية ومواءمة القوانين واللوائح التي تساعد على اندماج اليمن في محيطها الخليجي ، وهي ماضية على هذا الطريق بإذن الله .

لقد أصبحت بوابة الاستثمار في اليمن مفتوحة على مصراعيها أمام إخواننا وأشقائنا المستثمرين من دول المجلس باعتبار ذلك المدخل الطبيعي والجاد لتطبيق البرنامج التنفيذي المعتمد لمشروع الاستثمار في اليمن ، لكي تمتد وتتنوع جسور المصالح والعلاقات وتترسخ ، حتى تواكب اليمن ما تشهده الدول الشقيقة في هذه المنطقة من قفزات تنموية نوعية وكبيرة ، يمثل مصدر اعتزاز وفخر لنا نحن في الجمهورية اليمنية .

إننا نسعى بكل جد نحو تطوير كل سبل وأشكال العلاقات والمصالح المشتركة بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي. كما أننا على أمل أن يغدو مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية حلقة وصل قوية للمصالح المشتركة وجسراً واسعاً ومتيناً لتعزيز مقومات الجيرة والشراكة بين دول وشعوب المنطقة وخدمة الأمن والاستقرار فيها .

أهلاً وسهلاً بكم بين إخوانكم وأشقائكم في اليمن ، ولكم منا كل الرعاية والتقدير .

*رسالة فخامة الاخ رئيس الجمهورية لمؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية الذي سينعقد في 22 ابريل الجاري بالعاصمة صنعاء