آخر الاخبار
المجتمع الدولي ومعسكرات الحوثي الصيفية
بقلم/ محمد عبدالله القادري
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 9 أيام
الخميس 15 يونيو-حزيران 2023 05:54 م
 

أدلة دامغة واضحة كوضوح الشمس في كبد النهار ، موثقة بالصوت والصورة ، تكشف وتبين وتدلل على قيام الحوثي بإستخدام مراكزه الصيفية لتجنيد وتجييش الأطفال.

وهذه الأدلة بحد ذاتها فقط كافية لإيجاد رأي عالمي ساخط وتوجه المجتمع الدولي بشكل طارئ لفرض عقوبات ضد الحوثي وتقديم كل سبل الدعم للتوجه للقضاء عليه كسبيل إجباري من أجل إنقاذ أطفال اليمن. ولكن عدم قيام المجتمع الدولي بموقفه المطلوب يدلل على أنه متواطؤ مع الحوثي ، والتواطؤ معناه الشراكة في الجريمة بحق أطفال اليمن. عدة مرات ولجنة العقوبات بمجلس الأمن ، تتطرق في تقارير لها إلى قيام الحوثي بتجنيد الاطفال ، وتلك التقارير ظلت حبراً على ورق ولم يقم مجلس الأمن بواجبه ويفرض عقوبات قاسية على الحوثي.

ما يحدث في اليمن من جريمة يرتكبها الحوثي عبر تجنيده للأطفال هي جريمة لم تحدث بهذا الشكل في أي دولة بالعالم على الإطلاق ، إذ أنه بالأصح يقوم بقتل الأطفال تعمداً عبر غرس ثقافة العنف واستخدامهم وجرهم للقتال في صفوفه. عادة الحروب أن يحدث فيها جرائم قتل بحق الأطفال من خلال القصف ، ولكن هذه الجرائم تعتبر جريمة قتل عن طريق الخطأ ويتحمل مسؤوليتها الطرف المتسبب بالحرب ، ولكن ليس من عادة الحروب قتل الأطفال بالطريقة المتعمدة كما يفعل الحوثي يتشدق الحوثي بقيام التحالف بقتل بعض من الأطفال عبر القصف وهم أعداد بسيطة ، وهذه الضحايا تعرضت للقتل بطريقة خاطئة وليس تعمداً ويتحمل مسؤوليتها الحوثي لأنه

المتسبب بالحرب عبر انقلابه على الدولة والاتجاه للسيطرة بالقوة على الشمال والجنوب ، كما أن الحوثي قام بإرتكاب جرائم مماثلة لها وأرقام أكبر عبر قتله لأطفال بطريقة القنص والقصف في تعز والحديدة ومأرب والجنوب ، إضافة لذلك قيامه بقتل الأطفال عمداً عبر تجنيدهم وتجييشهم في مراكزه الصيفية التي تقوم بتعبئتهم وتدريبهم على القتال والتوجه للجبهات ، وهذه جريمة قتل متعمدة جماعية يرتكبها الحوثي نحو كل طفل في مناطق سيطرته جعله يلتحق في المراكز الصيفية. عدم وجود رأي عالمي ساخط ومتضامن معنا يعود مبرر شعوب العالم إلى أنها لا تعرف ما يرتكبه الحوثي من جرائم ، وهنا نكون نحن السبب والحجة علينا.

لأنه ليس لدينا خطة شاملة وعمل جماعي يشمل الإعلام والحقوق والدبلماسية. لم يكن سفير اليمن في كل دولة لديه خطة عمل مستمرة يدعو الجانت الحقوقي والإداري والمنظمات المدنية في تلك الدولة أو يتواصل معهم ويطلعهم على جرائم الحوثي.

لم يقم الملحق الإعلامي في سفارة اليمن في كل دولة بدعوة الإعلاميين وممثلي الإعلام الرسمي والأهلي أو يقوم بالتواصل معهم ويطلعهم على جرائم الحوثي ويطلب منهم الوقوف معنا واطلاع الرأي العام لشعوبهم بتلك الجرائم. لم تقم وزلرة الإعلام بإنشاء مواقع ممولة في وسائل التواصل بكل لغة على حدة تتحدث عن جرائم الحوثي وتستهدف الوصول على حدة لكل متحدثي كل لغة.

ليس هناك موقع يكشف جرائم الحوثي ويشرحها باللغة الإنجليزية ويتم تمويله للوصول لمتحدثي تلك اللغة ، وليس هناك موقع باللغة الفرنسية والآخر بالهندية ومواقع أخرى لبقية اللغات بما يصل لكل شعوب العالم بمختلف لغاتهم. للأسف نحن ندور داخل حلقة فارغة ونحدث أنفسنا ونشاطنا محدود. لم نستغل جريمة ما يفعله الحوثي بالصحفيين ونوصلها لكل العالم ونجعل كل صحفيي وإعلاميي العالم يقفون معنا. لم نقوم بإظهار ما يرتكبه الحوثي من جرائم بحق النساء بشكل يوصلها لكل نساء العالم ويجعلها تقف معنا.

لم نقم بإظهار ما يرتكبه الحوثي من جرائم بحق الأطفال بشكل يوصلها لكل العالم ويجعل أطفال العالم وآباءهم وأمهاتهم يقفون معنا. نحن بحاجة لعمل شامل يعري الحوثي ويوجد رأي شعبي عالمي ساخط ضده ، يسهم هذا الرأي في قيام نظام كل دولة بموقف ضد الحوثي ويضغط على المجتمع الدولي في اتخاذ العقوبات اللازمة ضد الحوثي ومحاكمته والقضاء عليه. كما نحن بحاجة لخطاب صريح تجاه المجتمع الدولي يشكل ضغط عليه للقيام بواجبه ضد الحوثي ، خطاب يدين تواطؤ المجتمع الدولي مع الحوثي ، وذلك التواطؤ نعتبره شراكته مع الحوثي في الجرائم التي يرتكبها بحقنا.