شهر مبارك، وخواتم مباركة مرضية، يسرني ويشرفني أن ألقي كلمة المشترك في المحافظات في هذا الحفل المهيب، وأمام هذا الحضور النوعي، وفي هذه الفعالية التكريمية لمن يستحق التكريم والوفاء.
اسمحوا لي بداية أن أبدأ القصة منذ أن بدأت، فقد أدركنا ووعينا نحن في أحزاب اللقاء المشترك أن الفرق بين الدول متقدمة أو متخلفة ناجحة أو فاشلة إنما يكمن من في نظام الحكم، إنما يكمن في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وبالتالي وفقاً لهذه العلاقة ووفقاً لهذا النظام فمتى صلح نظام الحكم صلحت الدول ونمت وتقدمت وازدهرت، ومتى اختلت العلاقة بين الحاكم والمحكوم وظل البناء المؤسسي للدولة بناء هشاً غرقت الدول في الفوضى وضاعت معظم إن لم يكن كل جهود البناء مهما كانت الإمكانات في ذلك البلد.
وانطلاقاً من هذا الإيمان وهذا الوعي فقد تقدمت أحزاب اللقاء المشترك ومنذ حوالي عام ببرنامجها الإصلاحي الشامل والذي ركز في الأساس على إصلاح آلية الحكم وشخص مشكلتنا في اليمن من هذا المنطلق، وقد كانت في رأي الكثيرين هو الخطوة الأولى في الاتجاه السليم لأحزاب المعارضة اليمنية، وكان بمثابة خروج عن المألوف وخروج عن عباءة السلطة التي لم تعتد هنا في اليمن أن يوجه لها لوماً مباشر خصوصاً من أحزاب المعارضة.
إلا أن هذه البداية وهذه النقطة لم تكن إلا بداية في الطريق الطويل للنضال السلمي.
وقد تعزز هذا الإيمان وذلك الوعي من خلال إدراكنا أننا أمام امتحان هام وهو الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والمحلي فكان لزاماً علينا أن نجتاز هذا الامتحان بنجاح، وأن يتحول الإيمان إلى عمل وأن يصار الوعي والإدراك إلى نضال سلمي فاتخذ القرار بضرورة بذل الممكن لاستثمار هذا الاستحقاق الدستوري والقانوني في السير باليمن خطوات إلى الأمام لعلها تكون الخطوات التي توصلنا إلى بر الأمان.
ومع إدراكنا للواقع الذي نعيشه في هذا البلد ولجسامة الصعوبات التي تواجهنا في هذا البلد ولكثرة المعوقات وإدراكنا للفوارق الكثيرة في الإمكانيات إلا أننا أردناها أن تكون على الأقل انعكاساً لما نفهمه وندركه من أن الانتخابات هي الطريق الوحيد المأمول لتداول السلطة.
ولذا لا يد من ترسيخ هذا المفهوم، فكان قرار المشاركة الجادة، والذي لم يأت انقلاباً على أحد، ولكنه حقاً دستورياً وتثبيتاً لأحد أهم أسس قيام دولة الوحدة المباركة، وهو الأساس الذي حدده بوضوح نظام الحكم في اليمن الذي يقوم على التعددية الحزبية وينتهج الديمقراطية كخيار وحيد للتداول السلمي للسلطة، ولأننا نعلم حجم الخلل الذي أصاب الأداء والوضع السياسي في البلاد، والضيق الكبير الذي أصيبه به الهامش الديمقراطي وأن الملعب السياسي في الحقيقة لا يزال بحاجة إلى كثير من الجهد لتهيئته حتى تكون الانتخابات هي الأداة السياسية التي يستطيع الشعب من خلالها ممارسة حقوقه الديمقراطية في اختيار حكامه.
وبالتالي فقد ركزنا كل جهودنا لإقناع السلطة لإصلاح ما اعوج، وتسوية ما يجب تسويته للحفاظ على البنيان السياسي في الحدود المقبولة، والضغط في اتجاه إصلاح الآلية الانتخابية لكي نتمكن من ممارسة حقوقنا وواجباتنا كتنظيمات.
فكان أول انتصار للمشترك توقيع اتفاق المبادئ في يونيو الماضي، والذي أقرت من خلاله السلطة بأحقية مطالب المعارضة خلال الأشهر التي سبقت التوقيع.
وبالرغم أن هذا الاتفاق كان الأساس الذي وافقت بموجبه الهيئات التنظيمية لأحزاب المشترك في خوض هذه الانتخابات وبالرغم من إدراكنا ومعرفتنا ونحن نعلم مع من وقعنا، ولنا سابقة تجربة للتوقيع معهم والاتفاق معهم أن هناك شكوك كثيرة تساور الكثير في مصداقية وجدية تنفيذ هذا الاتفاق.
وبالرغم من أننا كنا قادرين على أن نوفر على أنفسنا عناء المشوار الطويل من خلال اتخاذ قرار المقاطعة، إلا أننا رأينا ضرورة أن نقوم بدورنا في هذا المضمار ونجسد حقوقنا الدستورية والقانونية واقعاً وأن نهيئ الشعب للانتقال من حال إلى حال، ترسيخاً للنهج وخدمة للوطن، مع ضرورة الاستمرار في بذل الممكن لضمان تنفيذ اتفاق المبادئ وفيما يكفل نزاهة وحرية الانتخابات.
وحيث أنه لا بد لكل سفينة من ربان ولا بد لكل راية ممن يحملها فكان فيصل بن شملان.
كان عنوان تفان وإخلاص للوطن من قبل قادة أحزاب اللقاء المشترك وكان بن شملان عنوان للوطنية والإقدام من قبل الرجل، فكانت تسمية فيصل كمرشح للقاء المشترك إسقاطاً لكل الرهانات التي دارت في تلك الفترة عن عجز أحزاب اللقاء المشترك عن الإجماع على مرشح لها، فما بالك أن يكون بحجم فيصل بن شملان، ولم يستطع الغير انزعاجه من هذا الإنجاز فظل يتهجم على هذا الاختيار حتى نهاية فترة الدعاية الانتخابية.
كان فيصل لم يطلبها ولكنا عرضناها عليه، وأصريناها عليه، فقبل ووافق من أجل الوطن مع معرفته بتبعاتها، فكر في المعنى والمقصد، ولم يفكر في النتيجة مع أهميتها، لم يكن فيصل الأقوى ولا الأوسم، لم يكن الأكثر شباباً أو حيوية ولكنه كان الأجدر والأقدر، استمد قوته من قوة قضيته ومن خبرته ونزاهته والتفاف الناس حوله، وبعد هذه المرحلة كان لا بد لنا أن نرد على من يروج أن القضية لن تتعدى أن تكون منافسة شكلية وأن أحزاب المعارضة لن تخرج من بيت الطاعة فكانت فترة الدعاية الانتخابية هي الرد وكان ذلك الخروج المذهل والعظيم لأبناء الشعب اليمني في مهرجانات التغيير في جميع المحافظات اليمنية التي وصل صداها إلى أصقاع الأرض فأتت بالكثيرين إلى اليمن ومنهم منهم حاضرون معنا اليوم ليشهدوا عظمة هذا الشعب التواق للحاق بركب الدول الناجحة.
وأثبتت تلك المهرجانات أن الشعب اليمني جاء في لممارسة حقوقه السياسية وأنه متمسك بالنهج الديمقراطي كأسلوب حياة وأنه شعب أصيل لا شعب ذليل، وأن الوعي السياسي للشعب وللمعارضة يشهد نمواً بالرغم من كل الممارسات للتضييق على الديمقراطية، وأن الأوضاع المعيشية قد وصلت إلى حد غير محتمل.
لقد استطاعت أحزاب اللقاء المشترك من خلال أدائها الرائع من خلال تلك الفترة أن تكسب اليمن احترام العالم أجمع ومن أن تختصر مسافات طويلة من الممارسات الديمقراطية، ومن أن تكسر العديد من الحواجز المصطنعة بين الشعب وبين ممارسته لحقوقه السياسية ومن أن تشخص بوضوح وبتعمق وبتفصيل مكامن الخطأ ونقاط الضعف في جسم الدولة اليمنية ومن أن تعيد للحياة السياسية مذاقها الخاص وتخرجها من رتابة التبعية والشكلية، ومن أن تساهم إسهاماً جباراً في ترسيخ النهج الديمقراطي والسير بالممارسة الديمقراطية خطوات كبيرة إلى الأمام وكل ذلك في رأي أي منصف مكسب وطني هام فازت به اليمن وصنعته المعارضة.
وكان فيصل فارس الميدان الذي خاطب الضمائر والقلوب، وكسب مودة واحترام أبناء الشعب اليمني، لا مس الحاجات، تكلم في حدود المعقول، أحيا الأمل، رفع الروح الوطنية، فتح الأبواب المغلقة واختصر المسافات، عالج الجراحات التي طرأت على جسد الدولة والوحدة اليمنية، صرف المرتبات، فتح الخزنات، جاب البلاد طولاً وعرضاً فاستقبله الشعب بالترحاب وهتافات فداء.. فداء من؟ فداء الوطن ورفعة اليمن.
أنارت خطوات نور الطريق إلى المستقبل أمام اليمنيين وبعثت في قلوبهم آمالاً كانت قد خبت وكان كل يوم يمر وفيصل بن شملان في الميدان يزيدنا قناعة وامتناناً لحسن الاختيار.
وفي خضم هذا العرس الديمقراطي الذي قاده مجدد الديمقراطية في اليمن المهندس فيصل بن شملان تابعت قياداتنا في المشترك بجدية جهودها لإصلاح الآلية الانتخابية من خلال متابعة تنفيذ بنود اتفاق المبادئ إلا أنه كما عايشنا ومعنا جميع المهتمين فقد كانت هناك مماطلة واضحة في التنفيذ وإصرار جلي على أن يتم تحويل المعركة الانتخابية من معركة إرادة يكون الشعب هو صاحب الكلمة فيها إلى معركة قدرة.
أيهما أقدر هل الشعب قادر على إحداث تغيير أم السلطة قادرة على إبقاء الأوضاع كما هي وليس أدل على ذلك من عدم تنفيذ بعض أهم بنود اتفاق المبادئ ومنها عدم تصحيح السجل الانتخابي، ملايين الأسماء الوهمية وكذا عدم تمكين أحزاب المشترك في اللجنة من مهامهم وعدم تحييد اللجان الأمنية التي كان لها وكما يعلم الجميع دور كبير في تزوير العملية الانتخابية.
وقد ساند موقف السلطة للأسف الصمت الواضح من الهيئات الدولية الراعية والداعمة للتحول الديمقراطي وكان بمقدورنا أمام كل هذا أن نعلن انسحابنا من الانتخابات لا لعدم الثقة بالناخب ولكن لمعرفتنا أن الآلية التي تسير عليها الانتخابات لا تسمح للناخب بأن يكون صاحب الكلمة الأولى يوم الاقتراع، ومع هذا رأينا أن نكمل دورنا الوطني إلى نهايته وليتحمل غيرنا مسئولية عدم قيامه بمسئوليته ودوره.
ومواصلة لهذا الدور الوطني فقد تحملنا بمفردنا أعباء أن يكون يوم عشرين من سبتمبر يوماً خالياً من العنف، تحملنا كل التجاوزات، تحملنا توقيف الاقتراع تماماً في عشرات المراكز الانتخابية التي للمشترك ثقل فيها، تحملنا توقيف الاقتراع في وقت مبكر في مئات المراكز الانتخابية، تحملنا نهب الصناديق، تحملنا منع الفرز، تحملنا إحراق صناديق الاقتراع، تحملنا إيقاف الفرز الذي لا يزال متوقفاً حتى يومنا هذا في بعض المراكز كما هو حاصل في محافظة عمران.
تحملنا ذلك وغير ذلك من الخروقات التي تعلمونها لأننا نريدها أن تكون معركة انتخابية،معركة إرادة سلاحها الصوت لا البندقية، وهو إيماننا الأصيل الذي سنناضل سلمياً لنراه واقعاً.
والآن وبعد الانتهاء من عملية الانتخابات فإننا لن نلوم أحداً: لن نلوم اللجنة العليا للانتخابات على انحيازها الواضح والكبير لصالح الحزب الحاكم، ولا على إعلانها النتائج قبل بدء الفرز، لن نلوم الأستاذ عبده الجندي أن أصبح ناطقاً باسم الحزب الحاكم بدلاً من أن يكون ناطقاً باسم لجنة محايدة، لن نلوم الجيش والأمن الذي أصبح بدلاً من أن يكون حامياً للدستور والقانون أصبح حامياً لصناديق السلطة بل من قام بتعبئتها في بعض المناطق.
لن نلوم أجهزة المخابرات على أنها تحولت إلى جهاز لتنظيم وإدارة العملية الانتخابية لصالح الحزب الحاكم، استخدمت آلاف العناصر التابعة لها التي تستلم مرتباتها من المال العام ليصبحوا جزءاً من الآلية الدعائية الحزبية للسلطة وتضليل الرأي العام.
لن نلوم أجهزة الإعلام على انحيازها الكبير لمصلحة الحزب الحاكم، وأنها تحولت لقنوات هجوم على المعارضة ورموزها، لن نلوم على قصائد الإساءة التي لا زالت تنشر في صفحات الجرائد الرسمية إلى اليوم.
لن نلوم كبار موظفي الدولة على أنهم تحولوا إلى غرف عمليات متحركة لضمان فوز الحزب الحاكم مستخدمين سلطاتهم ومقدرات الدولة التي بأيديهم.
لن نلوم الكثير من الوجهاء والمؤثرين الذين باعوا احتياجات مواطنيهم الجوعى بقضاء حوائجهم الشخصية، لن نلوم ذلك الجائع الذي باع جوع سنوات قادمة بشبع أسبوعين، لن نلوم المراقبين الدوليين على أنهم خذلونا في المهمة التي اعتمدنا أن يقوموا بها من خلال قيامهم بها منقوصة وعدم خروجهم من المدن وتصديقهم لمسرحية الاختطافات والتفجيرات التي تمت هنا أو هناك لمنعهم من القيام بدورهم.
لن نلوم الخطوط الجوية اليمنية على أنها أجلت رحلتها اليوم من سيئون حتى لا يصل الأستاذ فيصل بن شملان في موعده فاضطر أن يقطع المسافات براً حتى يصل إليكم.
لن نلوم الإدارة المالية على أنها لم تفرج عن مستحقات بعض مرشحي الرئاسة حتى اليوم، لن نلوم الحزب الحاكم على أنه وقف خلف كل ذلك، لن نلومه على أنه استخدم كافة مقدرات الدولة لفوزه بالانتخابات، لن نلومه على تجاوز للدستور والقانون بل سنقول له "شكراً".
شكراً لك أيها الحاكم على أن أتحت لنا فرصة القيام بدورنا ولو منقوص.
شكراً لك عندما تركت الأمل ينمو، ولو حتى في فترة الدعاية الانتخابية.
شكراً على أنك تركتنا نحلم وأعطيت فرصة للشعب للتعبير عن حمله.
شكراً لأنك سمحت لنا كمعارضة ولأعداد هائلة من الجماهير للتعبير عن آرائنا، ورغباتنا.
شكراً لأنك فتحت نافذة الأمل ولو أنا كنا نأمل منك أن تفتح أبواب الأمل مشرعة أمام كل الرغبات وفقاً للدستور والقانون، إلا أننا نعلم أنها السلطة وهو الكرسي، ونعلم أن ما حققناه معك أكثر مما حقه غيرنا مع غيره، إلا أن هذا لا يعفيك من مسئوليتك في المضي في مهمة تهيئة مناخ الممارسة الديمقراطية السلمية، وتنقية الآلية الانتخابية من كل السلبيات وفي مقدمتها التصحيح السريع للسجل الانتخابي، وضمان الإدارة المتوازنة والمحايدة للجنة العليا للانتخابات، ووضع ضمانة حيادية المال العام والسلطة والإعلام وأجهزة الدولة، وكذا مسئولية تحويل مؤسسية الدولة إلى واقع وليس مجرد شعار، وكذا المحاربة الجادة للفساد خلال الفترة المقبلة، والعمل الدؤوب لرفع مستوى الشعب اقتصادياً وثقافياً وتعزيز حقوق المواطنة المتساوية، وتعزيز الاحترام الجاد والكامل للدستور والقانون من قبل الجميع أفراداً وجماعات حاكماً ومحكوم.
كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساندنا ولكل من دعمنا، لكل من صوت لنا، لكل مركز انتخابي فاز فيه فيصل بن شملان، لكل مركز انتخابي فاز فيه مرشحو أحزاب اللقاء المشترك، لكل من تغلب على الصعاب ليعبر عن رأيه بحرية، شكراً لكل من عمل لصالح حملتنا لانتخابية، شكراً لكل عناصر اللقاء المشترك، الذين نسقوا فيما بينهم بوعي وإدراك، شكراً لكل فرق العمل في حملتنا، شكراً لكل من ساندنا من إخواننا المستقلين الذين كان لهم موقف يشكرون عليه، شكراً لكل الإعلاميين الشرفاء، الأقلام الجريئة الصادقة الوطنية، شكراً لكل المراسلين الذين تجاوزا كل ضغوط السلطة لإيصال صوت اليمن للعالم، شكراً لإخواننا الذين ساندونا من المقيمين خارج اليمن وفي المهجر، شكراً للأصدقاء والمراقبين الدوليين على جهدهم، وشكراً للأستاذ فتحي العزب على أدائه الرائع وشجاعته.
شكراً لكل قياداتنا التي نكن لها كل الاحترام والتقدير على كل ما قاموا به، وعلى كل قرار اتخذوه، وعلى كل ما أبدوه من وطنية كبيرة، وشكراً أولاً وأخيراً لبطلنا الأستاذ فيصل بن شملان.
لم ننهزم، ولكننا انتصرنا بكم جميعاً، بكل من ساندنا، انتصرنا بك فيصل بن شملان، انتصرنا بقدرتنا على أداء مهامنا بإصرارنا على خدمة وطننا، انتصرنا بكل ما كسرناه من الحواجز والموانع بالتعرف على حقوقنا ومحاولة ممارستها، انتصرنا بكسب احترام العالم لنا بإظهار عظمة هذا الشعب، انتصرنا بالأداء السلمي بالصبر على التجاوز والصبر على الإيذاء، انتصرنا بنسيان الذات ونكرانه بالتغلب على الفوز وبتغليب مصلحة الوطن، انتصرا بتقبل ما أريد لنا أن نرفضه، وبالقدرة على نسيان الإساءة الشخصية والتغاظي عنها، انتصرنا ببقاء نعمة اللقاء المشترك، انتصرنا بالقدرة على الحفاظ على الأمل للغد المشرق بإذن الله وبسواعد كل أبناء الوطن لأنه أغلى.
لأن الوطن أغلى فقد اضطررنا أن نخوض غمار التنافس ونحن نعلم أننا في بلد وثقافة لا يفرق بين المنافسة والخصومة، لا يفرق بين الخصومة السياسية والخصومة الشخصية، لأن الوطن أغلى لم نأبه لما تلقيناه أفراداً وتنظيمات من تهديد ووعيد ما ليس سراً، فنحن نعلم منذ أن اتخذنا خطواتنا في هذا الطريق أننا قد تجاوزنا الخطوط الحمراء، وتعدينا السقوف المرسومة، وأننا ومصالحنا سنكون معرضين لهذا الوعيد وهذا التهديد، إلا أنه الوطن، الوطن الذي واجب علينا تقديمه على كل اعتبار، الوطن الذي منحنا كل ما يمكن أن نخاف عليه، فحق علينا أن نستجيب لأن الوطن أغلى، فمن أجله تهون التضحيات مهما عظمت، ومن أجله دخلنا هذا المعترك، ومن أجله قمنا بما قمنا به، ومن أجله قبلت قياداتنا بنتائج الأمر الواقع.
ولأن الوطن أغلى فسنستمر بنضال سلمي حتى نصل باليمن حاكم ومحكوم سلطة ومعارضة إلى بر الأمان مهما كانت المهمة صعبة، ومهما كانت التضحيات جسام، أما في معركتنا الأخيرة فيكفينا أننا أثبتنا للعالم أن في اليمن رجال عظماء أمثال العظيم فيصل بن شملان.
بل سيظل لحناً في قلوبنا تردده أفئدتنا، ورمزاً لأمل لا بد أن يتحقق فلك منا كل المحبة والوفاء، ولكم أيها الحضور كل الشكر والتقدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الثلاثاء 10 أكتوبر-تشرين الأول 2006 08:55:53 م