|
تستضيف العاصمة صنعاء هذه الأيام اللجنة القطرية المكلفة بالوساطة بين الدولة والمتمردين الحوثيين بعد رحلة طويلة بدأت عام2007م، وكان خط سيرها كالتالي:ـ( صنعاء - الدوحة ، صنعاء – الدوحة ، صنعاء – الدوحة ، صنعاء - ....).ويقلل الكثير من المراقبين من فرص النجاح لهذه الوساطة لانعدام الجدية والنوايا الحسنة عند المتمردين اللذين لا يملكون قرارهم بأنفسهم والدليل على ذلك أنهم قد استبقوا هذا الاجتماع بالاستيلاء على بعض المديريات والمناطق في محافظة الجوف في الأسابيع الماضية كنوع من فرض الأمر الواقع تماماً كما حصل بفلسطين عام 48 أثناء ما سمي آنذاك بالهدنة، وإذا ما فشلت اللجنة القطرية في ملف صعدة لا قدر الله فإن المؤمل أن تنجح قطر في مكان آخر هنا وهو ملف الصراع وحرب الاختطاف بين (إب وذمار) خاصة والجانبان "الذماري والإبي" تربطهما علاقة جيدة مع قطر، ومن المعلوم أن هذا الصراع كان قد بدأ قبل عشرة أيام عندما أقدم بعض الأفراد من مغرب عنس في محافظة ذمار باستدراج خمسة أفراد مع سيارتهم من أبناء مديرية بعدان إلى قرية "وثن" في مغرب عنس تحت مبرر استئجارهم في موكب عرس جماعي إلا أن الاحتجاز كان من نصيبهم فور وصولهم إلى هناك بغير وجه حق وتحت حجج واهية، ورغم تواصل السلطات المحلية بين كل من إب وذمار وبعض وجهاء إب للإفراج عن أولئك المختطفين مع سيارتهم طوال عشرة أيام إلا أنها انتهت بالفشل مما دفع البعض من أبناء مديرية بعدان إلى احتجاز ناقلتين تابعتين لأفرادٍ من عنس وإيصالها إلى بعدان وقد ردت عنس على هذه الخطوة بنصب نقاط على خط صنعاء – إب واحتجاز أشخاص من مديرية بعدان كانوا في طريقهم إلى العاصمة وإنزالهم من الباصات بينما أخذ أبناء مديرية بعدان ومن تضامن معهم من مديريات لواء إب يعدون العدة لخطوة مماثلة.
أنا في اعتقادي أن محافظ ذمار المحافظ القدير/ يحيى العمري كان باستطاعته أن يقفل هذا الملف بسهولة في الساعات الأولى عند تلقيه بلاغ اختطاف السيارات مع سائقيها، ولكنه لم يفعل ذلك وهو المعروف بشخصيته القوية وحرصه على النظام والقانون وربما أن العامل المناطقي له دور في عدم حسم هذا الأمر، وقد يكون شعاره (أنا ذماري وأفتخر) ما حصل خلال العشرة الأيام الماضية أدى إلى احتقانات بين الطرفين (الذماري والإبي )، أحد الشياطين في ذمار المعروفين بالفكاهة قال : أنه لكي نكسب المعركة ضد إب لا بد من شعار لنا في هذه المواجهة واقترح أن يكون الشعار "الله أكبر – الموت لأميركا – الموت لإب – النصر لذمار".وقد ربط بعض المحللين بين زيارة محافظ إب القاضي/أحمد الحجري إلى فرنسا قبل يومين وبين التطورات الحاصلة مع ذمار وقد ربما أنه سيعمل على الحصول على صفقة أسلحة متطورة وخاصة من سلاح الجو الذي وربما إذا تطورت الأحوال مع ذمار قد يستخدم هذا السلاح لضرب خطوط القات العنسي، الذي يعتبر الشريان الرئيسي للاقتصاد الذماري ومن المرجح أن يستغل القاضي الحجري علاقة الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح الذي يرتبط معه بعلاقة خاصة والذي كان هناك قبل أيام سيستغل هذه العلاقة مع الجانب الفرنسي للحصول على ما يريد، بينما نجد أن اللواء/ يحيى الراعي – رئيس مجلس النواب – وهو من ذمار كان قد توجه إلى المانيا قبل توجه الحجري إلى فرنسا مما يفسره بعض المحللين بأن زيارة الراعي هذه تأتي في سبيل الحصول على مساعدات اقتصادية من المانيا لدعم الاقتصاد الذماري الضعيف مقارنة بالاقتصاد الإبي القوي المرتبط بالدولار والحصول على دعم المانيا داخل السوق الأوروبية والوقوف إلى جانب ذمار في حال تطور الموقف مع إب والحصول كذلك على أسلحة لضرب المواقع السياحية في اللواء الأخضر.هناك الكثير من التفاؤل في نجاح الوساطة القطرية في حال تدخلها والذي إذا ما حصل ذلك فسوف ينتقل الجانبان (الذماري والإبي) إلى العاصمة القطرية "الدوحة" وستبدأ مرحلة التعويض والذي لا شك أن كل جانب سيطلب من قطر استلام التعويض مباشرة أسوة بما يطالب به الحوثيون من قطر، ومن المؤكد أن الجانب القطري سيبذل أقصى جهده في سبيل نجاح هذه الوساطة حتى لا يعود إلى الدوحة "بخفي حُنين" إذا ما فشل في ملف صعدة.
وهناك بعض الأنباء شبه المؤكدة أن العاصمة اليمنية صنعاء ستوجه نداء إلى الجانبين( الإبي والذماري ) في الساعات القادمة تطالبهم فيه تحكيم العقل وضبط النفس، لأن ما يجري لا يخدم إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية..
لا تستغرب عزيزي القارئ من هذه السخرية فقد قيل في المثل الشعبي "إن شر البلية ما يضحك" ومع ذلك فكل شيء جائز في هذه البلاد وإلا فأين الدولة طوال العشرة الأيام الماضية؟ مما دفع البعض إلى القول إنه إذا كان كل من رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس مجلس النواب ووزير الداخلية ووكيلها وكلهم من ذمار قد فشلوا في تطبيق النظام والقانون هناك فلا أمل يرجى بتطبيقه في بقية أنحاء الجمهورية؟.رسائل ساخنة 1 – علق أحد السياسيين على وصول اللجنة القطرية بخصوص ملف صعدة بالقول قد ربما أن الأخوة في قطر جادون هذه المرة في إغلاق ملف صعدة، إلا أن مشكلتهم أنهم لا يدركون أن المتمردين يكذبون كما يتنفسون ويدارون بالكنترول من الخارج.2 – هل يعلم الأخوة في اللجنة القطرية أن التوطين جاري على قدم وساق في حرف سفيان فهناك أكثر من مائتي عائلة قد تم إخراجها من بيوتها هناك وتسليم تلك البيوت لعائلات أخرى قادمة من مناطق المتمردين، فهل هذه هي النية للسلام.3- إذا تم السماح لسلاح المهندسين بانتزاع الألغام وتوريدها إلى مخازن الدولة لتفجيرها فيما بعد فسوف يعد ذلك مؤشراً جيداً للاتجاه نحو السلام أما إذا أصر المتمردون على انتزاعها وتوريدها إلى مخازنهم الخاصة كما يحصل في كل مرة فمعنى ذلك أن كل ما يجري هو نوع من الضحك على الذقون.4- إلى الأخوة الكرام رئيس وأعضاء الوفد القطري، لا زال أبناء الشعب اليمني بالكامل يتذكر كلمة السيد/ الأخضر الإبراهيمي – مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن – أثناء حرب الانفصال والذي كان لقطر دور مشرف فيه.
لازال الجميع يذكر كلمة السيد الإبراهيمي عند اجتماعه بالكثير من السياسيين اليمنيين ولمس فيهم القلق على وحدة البلد فقال كلمته الشهيرة "لا تخافوا يا أبناء اليمن فإذا لم أنفعكم فلن أضر وحدتكم فأنا أعلم جيداً أن التاريخ لا يرحم"
في الأربعاء 20 أكتوبر-تشرين الأول 2010 07:24:25 م