|
أخر مسمار في نعش عفاش نشر الفوضى تحت مسمى الصراع الطائفي في اليمن .. استطاع بمساندة أجهزته الإعلامية ومن احتواهم الدنجوان والانسي وعبده برجي من صحفيي "البقشة والنصف" وحاملي المباخر ان يصنعوا دعاية في هذا الاتجاه ، ساندهم في ذلك التيار الحوثي الذي يبدي تقاربا مع عفاش ،وأصبح اليوم راضيا عن تاريخه وحربه السداسية في ارض صعدة وحرف سفيان، وقبل هذا التيار اعتذار المخلوع المعلن يوم احتفال المؤتمر بمرور 30 عاما على تأسيس افشل حزب عرفته اليمن، حينما قال انه لم يكن ليحارب في صعدة لولا التقارير الميدانية التي كانت ترفع له "نكاية بعلي محسن".
لم يكتف عمال الثورة المضادة وأساطيتها بهذه النغمة بل من البارحة وهم يرقصون على أغاني لمستشرقين يجيدون اللغة العربية واللهجة التعزية يغنون بأمجاد المسيح ويتمنون ان يملك ارض اليمن ويحكمها ،لاحظوا صفحات"اللبراليين" في الفيسبوك مليئة بهذه الأغنيات الساقطة التي يراد منها الضحك على الشعب الذي معروف انه متأثر بتراثه الغنائي والفلكلوري، متناسين ان معظم التراث اليمني والشعر الغزلي الحميني وغيره يبدأ بالبسملة وينتهي بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، أما نشر الصليبية فهذا ابعد من المحال مع شعب نشر الإسلام الى أصقاع الأرض، وأنا هنا في ماليزيا أجد أن الإخوة الماليزيين والإخوة الأندنوسيون يحبون اليمن ويحبون من نقل لهم الإسلام ببساطته وحلاوته ووسطيته واعتداله من تجار اليمن الذين قدموا الى هذه المناطق قبل 400 سنة ، وهذا ما يزيدني شرفا بانتمائي للإسلام كمواطن يمني ،وهكذا هو حال شعبنا المسلم بجناحيه الشافعي والزيدي لا يرضون عن الإسلام بديلا ولن ينجروا لحروب دينية الا في حال واحد :إذا أتى من يهدد دينهم وعقيدتهم فإنهم سيخرجون بسيف واحد وعلى قلب رجل واحد ليدافعوا عن دينهم الإسلامي الحنيف .
يحاول عفاش في أيامه الأخيرة هو وحملة المباخر ان يصورا أن الصراع الديني قادم إلى تعز ،ولا استبعد ان يكون قتل المواطن التعزي في قفلة عذر وإعدامه على أيدي الحوثيين يصب في هذه الخانة لإزكاء الطائفية التي لن يكون مرحبا بها لا في تعز ولا في صعدة ذاتها. وتستغل إيران الفقر في اليمن لتنشر التشيع التي تركب موجته لحصد المكاسب السياسية والاقتصادية في اليمن والمنطقة العربية برمتها تحت شعار ال البيت والمظلومية المزعومة ، وقد وجدت لها من يتبنى ان يكون وكيلا لها في تعز وعدن وغيرها من المناطق التي لا علاقة لها بالمظلومية ، فعلي سالم والعشرة مليون دولار التي استلمها من إيران يبحث له عن دورا بعد أن لفظه التاريخ والجغرافيا والإنسان اليمني، ولفظه الحزب الاشتراكي الذي صار انضج بعد خروج البيض الذي ورط الحزب بإشعال الحرب وإعلان الانفصال في 94 ،هذا الدور لن يحصل عليه البيض اليوم ولا غدا لأنه صار اقل شأنا ولن يأبه له احد وليس لديه ثقل في الحزب او في الشارع الذي باعه بالملايين الخليجية وهرب يوما ما واليوم يبيعه بالملايين الإيرانية .
السامعي سلطان المنبوذ لأفكاره من تعز ومن غيرها وخاصة تلك التي تتعلق بالمناطقية "تعز أفضل من اليمن" ومحاولته صبغ قاعدة الحزب الاشتراكي في تعز بهذه الصبغة المأفونة، لكن الحزب تنبه له وتركه لحال سبيله ، فوجد في إيران ممولا لحقده الدفين على المحافظات الشمالية من ذمار إلى عمران باسم تعز، وفيه وجدت إيران دابتها المنشودة لتحمله أسفارها الخرافية لنشر المظلومية في تعز .. تعز التي ظلمت في فترة عهد المخلوع ومن سبقه ولم ينصفها سوى الإمام احمد رحمه الله حينما اتخذها عاصمة سياسية، وضيعها ثوار سبتمر الذين لم يكن لهم فكرة تجمعهم وكان الجهل هو المسيطر الأكبر على الوضع إلى السبعينات وما بعدها،مظلومية تعز تتمثل في الحرب المناطقية التي مورست ضد أبنائها لثوريتهم،ولم تكن تشعر بأنها مظلومة لأنها من "آل البيت" بل لان البيت اليمني تنكر لها بعد أن كانت قبلته الثورية الأولى ، ولن يستطيع السامعي او سواه جرها لصراع ديني مراهنين على فقر أبنائها.
اليمن اليوم في مواجهة حقيقة بين عفاش ومعاونيه ومن استطاع خداعهم مؤخرا من البسطاء وبين الثورة ومن في صفها من أحزاب ومنظمات وجيش وطني حر .. النتيجة محسومة سلفا للوعي ضد الانهيار الأخلاقي والقيمي الذي يمثله تيار الثورة المضادة لأنه ليس لديهم حق فيما يفعلونه سوى التضليل والخداع الذي سرعان ما سيزول، ولم يبق لهم سوى الإعلام يتنفسون منه، أما ميدانيا فهم شبه منتهيين.. لكن وعي الشعب اليمني العظيم سيخنقهم وسينتهون إلى ما قدموا ،وهزيمتهم النفسية واضحة وما الحرب الإعلامية إلا وعي ساعة يعقبه نصر اليمن لامحالة.
في السبت 08 سبتمبر-أيلول 2012 05:00:12 م