آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

رازم عفاش فى الجنوب
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 9 سنوات و 5 أشهر و 9 أيام
الأربعاء 16 سبتمبر-أيلول 2015 07:18 م
علي عفاش لم يزل معنا ، يعشعش في رؤوسنا ، تختلط أوراقه فينا وتدمّرنا من دواخلنا ، ويمزّق أواصرنا وأحلامنا وآمالنا الجميلة ، تجده في كل ما يجري الآن في الجنوب الذي كتب الله له الإنتصار العسكري المؤزر ، لكنه بالمقابل لم يستطع البتة الإنتصار عليه وعلى أفكاره وعلى نظامه وعلى مؤامراته التي يحيكها وزبانيته ليل نهار لتفرّقنا وتمزّقنا بنعرات مناطقية ، وخزعبلات جهوية ، وتحويل الصراع معه الى صراع مع أطراف ليس لهم علاقة بما نعانيه نحن فى الجنوب ، وزد على ذلك أنه جعلنا لا نمسّه بكلمة سوء هو وحوافيشه الملاعين الأنجاس ..
اختلق الصراع ، وهو صانع مآسي الجنوب جملة وتفصيلاً فحوّر في بدء الأمر هذا الصراع وجعله بين شمال وجنوب ، وجعل أبناء الجنوب يصبّون جام غضبهم على جميع أبناء الشمال دون استثناء ، بهدف التحريض لأبناء الشمال ليشاركوه الحرب على الجنوب ، ونحن نعلم أن غالبيتهم من الذين لم يتلوثوا معه بصناعة تلك المآسي ، وقانون العدالة يقتضي ألّا نحاسب الناس على ما فعلوه إلّا من ارتكب الظلم وحده ، وحتى ضمن اطار البيـت الواحد لا يحق لنا أن نعاقب أسرة كاملة ومرتكب الفعل الخطأ واحد منها ، فما بالك بشعب يفوق عدده عشرين مليون شخص ، فهل كل هؤلاء هم سبب مصائب الجنوب ، وهل كل هؤلاء من غزا الجنوب ، ودمّر ونهب أراضينا ومقدراتنا ، أم أن الذي فعل ذلك عصابة الحوافيش ، فما لنا لا نعقل ولا نستوعب حقيقة الصراع مع الطرف المعتدي ، ولست هنا بصدد الدفاع عن الوحدة فقد قتلها علي عفاش بمكره ، فأبناء الشمال ليسوا بحاجة الى أراضينا فى الجنوب ، ومن كان ينهبها عصابات عفاش وهم معروفين بالإسم .
لنسأل أيضًا ، أليس الذي غزا الجنوب هم جيش الحرس الجمهوري والأمن المركزي والحوثيون وبعض المرتزقة التابعين لهم ، كم عددهم ؟ قد يكونوا تقديرًا عشرة آلاف مقاتل أو حتى لنفترض مائة الف مقاتل ، فهل يعني ذلك أن عشرين مليون هم الذين غزو الجنوب ودمّروه وقتلوا أبناءه ، فهل يمكن لنا العودة الى عقولنا قليلاً؟!
 الآن ما الذي يحدث بعد أن تم طرد الحوافيش من ديارنا الجنوبية ، نسأل هل نحن نشعر بالأمن والأمان والإستقرار والرفاهية ، أم أننا ما زلنا نعاني من الصراع والقتل والتدمير ؟! ، هل العشرون المليون من أبناء الشمال هم السبب فيما نعانيه ؟! أم أننا نعاني من أزمة أخرى عميقة ، تتمثل في المناطقية والشللية والتشرذم ، والبحث عن الأصول والجذور ، والإمعان في سؤال كل شخص نلقاه ، من أين أنت ؟ ومن أي منطقة ؟ فإذا كنت من مواليد عدن يتم البحث عن أصولك وجذورك الى أين تعود ؟ هل أنت من تعز أم من البيضاء أو من إب ؟ فإن كنت كذلك فهذه مشكلة المشاكل وقد تم تسمية هؤلاء بعرب 48م ، رغم أنهم وربما آباءهم من مواليد عدن ، ولديهم آثار المشلى بأيديهم ، فهل سألنا أنفسنا من وراء هذه الموسيقى النشاز التي تدور بين أبناء الجنوب ، ومن يقف وراءها ومن يحرّكها ؟ فإن فعلتم ذلك وتتبعتم لعلمتم أن عفاش وزبانيته الملاعين يقومون بدور إبليس بالتحريش بين أبناء الجنوب ، وقد عملوا لهذا الأمر جيش من المفسبكين والواتس أب وغيرهما لبث النزعات المناطقية وإذكاءها لينالوا منا ما لم ينالوه في حربنا معهم .
 بدأ عفاش أولى ألاعيبه بالتخوين بين فصائل المقاومة الجنوبية ، وخصوصًا بين الإتجاهات الإسلامية وبين الحراك وبقية رجال المقاومة ، تحت مبرر من هو الأحق بالنصر ، مع العلم أن الكل اشترك في قتال الحوافيش ، ثم اللعب بالورقة المناطقية بين أصحاب يافع وأبين والضالع وعدن وشبوة وغيرهم ، ليمعن أكثر في توسعة دائرة التمزيق ، ثم بين أبناء الضالع ويافع من جهة وبين أبناء أبين وشبوة من جهة لنبش ثأرات الزمرة والطغمة .
إذن نحن بحاجة الى أن نبعد رازم عفاش من رؤوسنا لأنه المحرّك الرئيس لكل ما يحصل ، من ثم الإبتعاد عن النزعات المناطقية والشللية ، وكذلك الإبتعاد عن مرض الإقصاء والتخوين للآخر بسبب وبدون سبب ، ونعود الى عقولنا قليلاً لنتعلّم كيف نقبل الآخر ، ونتعايش معًا بأمان وحب وإخاء في أرض الله لأننا لا نملكها نحن البشر ، فهل نعقلها نحن الجنوبيون فنعتبر أم نركب الفوضى وننكسر ؟؟!