الجمهورية بيتنا الأول
بقلم/ عزالدين سعيد الأصبحي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و 3 أيام
الإثنين 22 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:07 م

ياالله كم مر من العمر ؟ وكم مرت ايام صعبة كنا نظن انها لن تمر إلا عل جثثنا ؟

وياالله كم فقدنا من الأحبة الذين بقوا في قلوبنا المتعبة وصور على الجدار الحزين !

هذا اليوم .. نشرت صحيفة الجمهورية عدد خاص عن انطلاقتها ورأيت جزء من أجمل أيام عمري

رأيت محطات القلب الأولى مع كلمات العشق الجميل ، لحظات المغامرة مع الحرف الفرحة الأولى في ان ترى إسمك مرسوما على الجريدة العتيقة، فرحة الحارة الصغيرة بصغيرها الذي يكتب بجريدة المدينة وتظهر صورته نحيلا مندهشا !!

الجمهورية الصحيفة التي أهديتها أولى قصصي في مجموعتي القصصية الأولى - خطوات في الليل - وأعطتني فرصة ان ادخل غواية الحرف التي لا تنتهي !

أعطيتها أول العمر وأورثتني مشوارا من التعب الجميل في دروب الكلمة والعمل السياسي واقبية الخوف وأرصفة الشتات لا يبدو انها ستنتهي !!

دخلتها من حارتنا بتعز الحبيبة المسكونة بالعشق صغيرا حالما وأطلقتني وراء وهج الحرف أجوب العالم من أقصاه إلى قصاه ولكني لا أجد نفسي إلا بأزقة تعز المنهكة - والشاي الساخن في مقهى عتيق داخل الباب الكبير لأسمع من اصدقائي العجائز حكمهم في تقلب الزمان واهله - ولا زلت أراني في زاوية بركن صحيفة الجمهورية او - زوتي - بالثقافية رغم كل منابر العالم

اليوم قرأت بملحق الجمهورية كلمات من الحب والدفء لأسرتي الإعلامية تتذكرني وزملائي وأيامنا الجميلة ورأيت دمعة حب تشق قلبي لأني أرى وفاء زملاء أعزاء وصور أصدقائي وقد فعل الزمن معهم فعلته فظهروا اطفالا بشعر ابيض جميل !!.؟

وبكيت على رفاق حرفنا الغاضب من كانوا سندا لفتح كوة في جدار العتمة عبد الحبيب سالم مقبل وعبدالله سعد وعبدالرحمن سفيان ومحمد محمد المجاهد وكثيرين ما أجملهم

رأيت أستاذي محمد عبدالرحمن المجاهد يقاوم قهر الزمن وغدر الأيام بشجاعته المعهودة وذكرني بلقائه الذي نشرته الصحيفة اليوم كيف كان عندما يطلبنا الأمن الوطني الى أقبيته ويقول نريد عز نشرب معه شاهي يرد أنا سآتي نيابة عنه ( ويقول لهم بلهجة تعزية محببة أنا خااااور لقهوتكم )

وشاهي تلك الأيام وتلك الأماكن تعني سجنك بصمت وقهر

لكنه كان رئيسا للتحرير صاحب موقف وشجاع ينشر غضبنا ومشاغبتنا ويتحمل المسئولية بشجاعة نادرة اذكر له دفاعه عني وعن عبد الحبيب رحمه الله وشجاعته في ان تكون الجريدة الرسمية ذات هامش حر يتحدى الرسميات وهي البصمة التي اشتهرت بها الجمهورية وستبقى

شكرا للأحبة بالجمهورية الصحيفة بيتنا الأول.. وشكرا لجيل رائع من الزملاء القدامى الصامدين ..والرائعين من الزملاء الجدد الذين يصنعون أفقهم الأجمل