جاء يكحلها عماها!!
بقلم/ جمال حُميد
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 7 أيام
السبت 01 أغسطس-آب 2009 05:38 م

يقول المثل الشعبي الشهير" جاء يكحلها عماها" وهذا ما ينطبق فعلاً على عملية نقل أسواق القات في تعز لخارج المدينة.

فقبل أشهر أقرت محافظة تعز خطة لجنة التخطيط والتنمية والمتمثل في نقل أسواق القات التي تقع داخل إطار المدينة إلى الأطراف من أجل تنظيم حركة السير داخل المدينة وتقليل الازدحام الحاصل جراء الزائرين لهذه الأسواق وهذه خطوة ايجابية تحسب للمحافظة.

مشكلة اليمنيين بشكل عام هي القات فمنه يبدأ المواطن باستنزاف المال والوقت والجهد والصحة التي يتمتع بها وحدث ولا حرج عن الآثار السلبية الناتجة عن القات وما يحصل من توهان لبعض الشباب بسبب القات.

إن موقف وخطة شوقي هائل رئيس لجنة التخطيط والتنمية للحد من الازدحام وتنظيم مدينة تعز لتظهر بالمظهر اللائق بها كعاصمة للثقافة والمثقفين من أبناء اليمن ومتنفس سياحي يقصده الكثير من السائحون سواء المحليين أو الخارجيين الذين يقصدون مدينة الثقافة اليمنية أستقبلها المواطنين بتفاؤل وارتياح كبيرين كيف لا وهي التي ستتيح للمواطنين في تعز والوافدين إليها التنقل في بيئة نظيفة وشوارع متسعة بعيدا عن الازدحام.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فبعد نقل أسواق القات إلى أطراف المدينة ومكافحة الباعة المتجولين في الشوارع بناء على خطة شوقي هائل انقلبت هذه الخطة رأس على عقب حيث تم فتح سوق في كل حارة وفي كل مديرية أسواق "وهات لك ملاحقة" بين بائعي القات والعساكر المكلفين في تتبع البائعين ومحاسبتهم والذين يغيبون في كثير من المواضع التي يستخدمها البائعين في حاراتهم .

اعتقد ويعتقد معي الكثيرون ممن يهمهم هذا الأمر أن شوقي هائل في هذه المرة لم يوفق في خطته من خلال المعالجات الواجب القيام بها وطرح البدائل لإرضاء الجميع وإظهار تعز بالشكل المطلوب والمرجو منه في نتائج الخطة ولم يطرح البدائل الممكن اتخاذها جراء نقل الأسواق لأطراف المدينة وحشر البائعين في سوقين او أكثر وفي عشوائية مفرطة لم يقدم لها معالجة واضحة من خلال الخطة المطروحة.

شوقي هائل بادر بالخطة وتكفل في تنفيذها ولكنه نسي ما الذي سيتمخض عنها وما العواقب التي ستنتج عن الخطة.

أنا هنا لا أطالب بقطع عيش البائعين ولكني أطالب بمراجعة الخطة من جديد ووضع المعالجات السريعة لعشوائية الأسواق وحشر الكل في تجمع واحد خصوصا في سوق عصيفره ولن أتجنى وأقول أني زرت أي سوق لأني من أعداء القات ومن أنصار الطبيعة فكل ما قيل من واقع أسمعه بأذني في الحارات وكلام الشارع الذي يتحدث عن موسم حج في سوق عصيفرة وعشوائية كبيرة تدل على جهل كل القائمين وأصحاب القرار في تعز.

أخيرا

شوقي هائل بادر وله كل التحية والتقدير ولكن يتوجب عليه مراجعة خطته ووضع المعالجات السريعة والتي ترضي الجميع دون استثناء وليس التحيز لطرف وترك الثاني يجوع دون عمل.

فتعز تحتاج لمن يديرها إدارة صحيحة كونها تمتلك جميع المقومات السياحية والثقافية والتنموية التي تمكنها من التنافس عالمياً " ولكن لم تصلها حتى الآن يد فنان يرسمها ويقدمها للآخرين بشكلها الحقيقي" وكفى.

  

Gammalko@hotmail.com