آخر الاخبار

جيش الاحتلال يكشف نتائج الهجوم الحوثي الصاروخي الذي استهدف تل أبيب اليوم أكاديمي يمني يعري أحد ابرز قيادات الحوثي التي تنتحل منصبا رفيعا في جهاز المخابرات أطفال مأرب يطالبون الأمم المتحدة القيام بدورها الانساني تجاه أطفال غزة ويعلنون التضامن مع منظمة الاونروا الخزانة الأمريكية توجه أقسى عقوبة على رجل الأعمال اليمني حميد الأحمر وتضع 9 من شركاته في قوائم العقوبات تعرف على قائمة الهوامير الذهبية التي تضم أسماء 25 قياديا حوثيا تم مناقشة الإطاحة برؤسهم وكيل محافظة مأرب يكشف عن أكبر تهديد بيئي واجتماعي يهدد عاصمة المحافظة المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر تسع محافظات يمنية من الأمطار والسيول لأول مرة في تاريخ الغرب.. طوفان من التأييد الأوروبي لغزة وإيبال توثق26 ألف فعالية في 20 بلدا أوروبيا خلال عام الإدارة الأمريكية تتعمد إخفاء الأرقام الحقيقة... واشنطن تغرق إسرائيل بالمساعدات العسكرية تعرف على ابسط الأرقام حريق مخيف يلتهم أحد حافلات النقل السياحي بمحافظة أبين كانوا في طريقهم الى السعودية

مقاييس عمياء في حب الوطن
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 24 يوماً
الخميس 13 مايو 2010 08:24 م

يقاس النظر بالعصا والجزر، وتقاس المباراة بخمسة صفر، وتقاس اللحمة بالعظم، وتقاس الأرض بالنفوذ، ويقاس الطول بالهبل، ويقاس الزمن بالنوم، وتقاس شدة التيار الكهربائي بـ"طفي لصي"، وتقاس شدة الضوء بالشمعة، ويقاس النهوض الاقتصادي بالجرعة، ويقاس العمل بالواسطة، وتقاس المعاملة بحق القات، ويقاس الحب بالجيب، ويقاس الدين بكثافة شعر الذقن، وتقاس الرجولة بالشنب، ويقاس العقل بالمنصب...

**فكيف يقاس حب الوطن:

- بمستوى تدلي كروشكم أم بمستوى أنيميا جوعنا؟!

- بنوعية السيارات الفخمة التي تركبونها أم بالمسافات التي نقطعها مشيا حتى تتفطر أقدامنا؟!

- بالأراضي التي تحوشونها أم بقطع الكراتين التي نفترشها على الأرصفة؟!

- بأرصدتكم في البنوك أم بديوننا لأصحاب البيوت والبقالات؟!

- بقهقهاتكم أم بدموعنا؟!

- بكثرة تصريحاتكم أم ببحة صوتنا؟!

- بقوتكم أم بضعفنا؟!

- بأمنكم أم بخوفنا؟!

- بقصوركم أم بمحاوينا؟!

- بفوح حدائقكم أم برائحة أزقتنا؟!

- بالـ"بودي خرط" المرافق لكم أم بالـ"تي في" الخرط الملتصق بآذاننا؟!

- بامتلاء جيوبكم أم بعَرَق الجبين المتساقط على وجوهنا؟!

- بمشاريعكم المنتشية في الداخل والخارج أم بمفارسنا العاطلة، المنتظرة في الجولات لفرصة يوم عمل؟!

- بوساطاتكم وظهوركم أم بانكسارنا وانقطاع أشجارنا؟!

- بخبزكم الفرنسي وموائدكم المتخمة أم بكدمنا وعصيدنا المتحجرة؟!

- بالحصان والشمس... أم بالثور والأرض؟!

- بنقار الديوك المختلفة أم بزقزقة العصافير الجائعة؟!

- بسفرياتكم العلاجية أم بطوابيرنا البرزخية أمام المستشفيات؟!

- ببدل سفرياتكم أم بنسبة الضرائب المفروضة علينا؟!

** كيف نقيس حب الوطن:

- بحمى السعرات الحرارية أم بحمى الضنك؟!

- بعلبة السيجارة الفاخرة أم بإبرة الأنسولين؟!

- ببدل الورش والمؤتمرات والجلسات أم بفرزة جلسات الغسيل الكلوي؟!

- بالأوامر والتوجيهات أم بالمرارة والمعاناة؟!

** بأي معيار نقيس حب اليمن:

- بحبس الصحفيين أم بمحاسبة الفاسدين؟!

- بالشعارات أم بالإشعارات؟!

- بالتصريح أم بالصريخ؟!

 

- بحقوق الناس أم بـ"حق ابن هادي"؟!

- بالبطولة أم بالبطالة؟!

- بالوطن أم بالبطن؟!

براءة ذمة سياسية:

أقر وأعترف، أنا المواطن اليمني المذكور أعلاه، بأنني مواطن يمني "بغباره"، صالح لغاية الجرعة العاشرة، وضميري ماركة يمنية مسجلة, ووطنيتي وكالة لا قطع غيار ولا تشليح.

واليمن بالنسبة لي هو أولا وثانيا وثالثا ورابعا وخامسا... وليس مليونا ومليارا وبليونا وتريليونا!

واليمن أغلى، ورغيفه أغلى، وزيته أغلى، وغازه أغلى، ونفطه أغلى، ودقيقه أغلى، وقمحه أغلى، ومواطنه أرخص وأنحف وأعجف...

وأقسم بالله أن اليمن في روحي، وفي قلبي، وفي عيني، وفي دموعي، وفي دمي، وفي ابتسامتي، وفي دفتر طفلتي، وفي آهة جاري المريض، وفي دموع "صاحب العربية"، وفي لقمة عيشي، وفي كسرة خبزي، وفي كيس قمحي، وفي علبة دوائي... وأقسم بالله العظيم أنه ليس في جيبي (واللي مش مصدق يجي يفتش).

كما أقر وأعترف، والحاضر يبلغ الغائب، أنني من فصيلة الطيور غير الجارحة، ومسجل في البطاقة "ببغاء" من فصيلة الطيور الداجنة، بريء كل البراءة من صقور الأرض، ومن نسور الجو، ومن خفافيش الليل، ومن ديوك النهار.

ماشي بعد حالي، شايف أمامي، لا يميني ولا يساري، لا شرقي ولا غربي، لا مؤتمري ولا إصلاحي، ولا بعثي ولا اشتراكي، ولا مستقل ولا مستغل، لا "نامس" ولا "حُرَّبي"، ولا عصفور ولا هدهدي...

حق بطني، دب الباري، يومي عيدي، ويا ويل من ظلمني! كتاباتي كلها خبالة ومجهالة، وعقلي قفل غثيمي قديم، أشوف الكرسي واتعوذ منه، وأشوف المسؤولين وعيالهم وسياراتهم وقصورهم ومناصبهم وأقول: "ما شاء الله هذا من فضل ربي".

بريء من السياسة براءة "صاحب العربية" من البلدية، والوضع تمام التمام، وكل شيء رخيص، والرغيف بعشرين ريال (بس!)، وأجرة الباص بثلاثين (يا بلاشاه!)، ودبة الغاز بألف ريال لا غير (يا حراجاه يا رواجاه!)، والشعب مرتاح وداغز ريش، والناس كلهم يدعون للحكومة ليل نهار، والمسؤولون حقنا أحسن ناس، وأطيب ناس، وأكرم ناس، وقل أعوذ برب الناس... وما فيش مثلهم في العالم، ويكفينا أنهم علمونا قولا وعملا أن "النظافة من الإيمان".

نقلا عن السياسية