المرأة اليمنية والمساواة
بقلم/ د. أنجيلا أبو اصبع
نشر منذ: 12 سنة و 4 أسابيع
الثلاثاء 09 أكتوبر-تشرين الأول 2012 12:56 ص

بعد ثورة تغييرية شاركت المرأة اليمنية فيها بكل قوة وكان صوتها هو الأبرز على مستوى كافة الساحات ، خرجت المرأة في بلدي عن صمتها الطويل، واستبشرنا خيرا بكل هذه الجموع الهادرة لنساء اليمن من مختلف المحافظات، استشهدت تفاحة العنتري وهي تحلم بمستقبل أفضل لليمن، ورحلت عزيزة وهي تنوي ان تقول كلمة لكل نساء اليمن "من هنا الطريق" لم تلفظها لكنها كانت على أول الركب هادية الى الطريق السليم، وعلى الطريق ذاته غادرتنا ياسمين سعيد، وزينب مهيوب، وراوية الشيباني، ونظيرة ردمان،وكفاية العمودي، واسماء الحاج،وايمان طه،وجميلة احمد،وسحر يحيى وبلقيس دبوان،وفوزية الدبعي،ورجاء شمسان،ونجوى مقبل،ورندا قائد،وآمال عبد الباسط،ورهف اليوسفي،وشهد ناصر، فهل وصلت الرسالة الى بقية نساء اليمن المشاركات في الثورة منذ انطلاقتها والى اليوم؟ وهل وصلت الرسالة الى المجتمع برمته والى الحكومة ورئاسة الدولة ان نساء اليمن خرجن ثائرات ومازلن ثائرات حتى تتحقق كافة أهداف الثورة والى أن تصبح اليمن دولة حديثة قائمة على اساس الحضارة والمدنية والرفاهية والعدل والمساواة بين افراد المجتمع في كافة الحقوق والواجبات الاجتماعية. أم هل مازال هناك شك أن المرأة هذه خرجت فقط لتسقط نظاما ذكوريا مقيتا ليأتي غيره على شاكلته أو أفضل منه لكن المرأة ليست فيه ذات قيمة ولا شأن.

اذا كان هناك من يشك في ان المرأة التي اشعلت الثورة وساهمت في نجاحها ستعود للبيت فانه واهم او لأنه فقط يسمع وينظر لبعض النساء اللاواتي لا علاقة لهن بالثورة لا من قريب ولا من بعيد وما هن الا مجرد مهرجات ومنظرات للبخور والمشاقر والحزاوي وحكايات "صياد الرحوب"، وان كن نزلن للساحات يوما ما للتسلية او لالتقاط الصور مع الاصدقاء والصديقات الا انهن كن وبالاً على الثورة وساهمن في تشويهها من البداية وما حكاية عاكسات الخط في المظاهرات النسائية الا دليل على ان هناك امرا يحاك ودبر بليل وكن متصدرات للمشهد لكنه كان سخيفا واعطى انطباعا سيئاً لهن لا سواهن فنساء الثورة لسن الا قوة ضاربة سارت على طريق الثورة ومازلن مواصلات هذا الطريق ، فلا ينخدع احد بتلك النسوة المتقعرات في احاديثهن وعلى صفحات الصحف والشبكات الاجتماعية ولا حديث لهن سوى التفرطة والبحث عن دور في مهاجمة الثوار ومكوناتهم واحزابهم بقصد التربح اللامشروع وهناك من يدفع وهناك من يضخ لهن ليكّن مانعا من انتصار الثورة لكن هيهات لبيوت العناكب والمهرجات ان تحجب الشمس والحرية والثورة.

لم يكن هناك سوى توكل الثورة توكل الحرية هي التي بدأت ثورية واستمرت ثورية قبل نوبل وبعد نوبل وتوكل هي الوجه الحقيقي للثورة اليمنية، ومهما حاولن بعض المتشحات بالحقد ان يقلن عليها مع رفاق السوء الا ان نساء اليمن يعرفن ان توكل هي الثورة والثورة هي توكل.

ما اود ان اطرحه هنا عله يصل الى كل نساء اليمن وعلى رأسهن السيدة توكل كرمان وكل الثائرات من مختلف التوجهات والاحزاب ان يوصلن صوت المرأة الى المجتمع بكل أطيافه وألوانه وان يجتمعن مع اختلاف توجهاتهن لأن يكن في مقدمة المسيرة التنموية ويشاركن في بناء الدولة كاخوانهن من الرجال الذين تعبوا كثيرا خلال السنوات الخمسين الاخيرة واتكأ عليهم المجتمع في تسيير اموره الى ان وصلت البلد للانهيار، اننا نطالب بان يكون للمرأة الدور القيادي في المجتمع في مختلف الجهات وان يتم مساواة المرأة بالرجل في الوظيفة العامة بالمناصفة لكي يتم البناء الكامل للدولة بكل طاقة المجتمع .

لا نطالب بالمحاصصة بقدر ما نطالب كل القوى السياسية بالوقوف الى جانب النساء واسقاط ما سبق عليهن من احكام عرفية لا علاقة لها بدولة ولا بشريعة ولا بقانون، كما ان كل الهبات التي كانت ستمنح للمرأة في العهد السابق كحق الكوتا والأخذ بيد المرأة لم يعد اليوم مقبولا ولا معقولا ولا منصفا فقد كان مجرد تنويما لأكثر من نصف المجتمع ومغازلة للمرأة كناخبة وينتهي دورها مقهورة بلا تعليم وبلا وظيفة ومجرد خادمة في بيت أبيها او زوجها.

ان حرية المرأة آتية من دينها ومن ثقافتها ومن المجتمع الذي يحترم قوى المجتمع الحية وهذه الحرية لم تأت من دعوى او زيف قادم عبر أيدلوجيات فكرية عفى عليها الزمن، لكنها حرية أتت من رب الناس جميعا لكل عبادة بالتساوي فالله لم يفرق بين عباده بحسب الجنس والفئة ولكنه جعل تكاليفه عليهم متساوية ومنها التكليف ببناء المجتمع والدولة والأمة.

ان اجتماع نساء اليمن اليوم على كلمة واحدة بغض النظر عن انتماءاتهن ومدارسهن الفكرية هو السبيل الافضل للوصول الى الهدف العام في منح المرأة كافة حقوقها ومساواتها اجتماعيا. اننا ندعوا لجنة الحوار الى ادراج مساواة وحرية المرأة على طاولة الحوار بدلا من ادراج المواضيع البسيطة والتي لم تكن ذات شأن .

لا حرية ولا كرامة لمجتمع ينظر للمرأة على أساس جنسها ونوعها الاجتماعي ،ولن يكون هناك نهضة لأمة تفقد قوتها الحقيقة واكثر من نصف مجتمعها تحت دعاوى ما انزل الله بها من سلطان كالعيب والعادات البالية ، فلتسقط عادات المجتمع السيئة الصيت ولتشهد الدنيا ان اليمن ارض بلقيس عادت لها الحياة.