مجلس القيادة.. اقرار خطة الإنقاذ الإقتصادي وخطة إعلامية وتوجيهات أخرى تخص حضرموت أكثر 5 محافظات في اليمن تشهد صقيع وبرد شديد خلال الساعات القادمة من هو الملياردير وفيق رضا الذي استقبله الشرع؟ و ارتبط اسمه بـ صفقة اليمامة نقابة الصحفيين اليمنيين تكشف عن أكثر من 100 حالة انتهاك خلال 2024 سارية لمدة 20 عاما… اتفاقية استراتيجية بين روسيا وإيران روسيا تشن هجوم واسع بالصواريخ الباليستية على أوكرانيا وكييف تصدر إنذارا جويا 3 آلاف شرطي يعتقلون رئيس كوريا الجنوبية المعزول واشتعال صدامات مع أنصاره أمريكا أمام خطر جديد.. أعاصير نارية قد توسع الحرائق بشكل مفاجئ 22 شهيدا منذ الفجر في قصف إسرائيلي مكثف على غزة السفير اليمني بالدوحة يبحث مع وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية تعزيز التعاون المشترك
واخيرا أدرك المجتمع الدولي بأن هناك مشكلة في الصومال ، الصومال ذلك البلد الذي لم يكن يكترث لمأساته ومعاناته أحد بإستثناء بعض دول الجوار ومنهم بلادنا .
إدراك المجتمع الدولي لهذة المأساه وبالإضافة إلى كونه جاء متأخرا إلا أنه أيضا ليس في الإتجاه الصحيح فالعالم بدأ ينزعج من إنتشار القرصنة على كل السواحل المحيطة بالصومال ( وهو فعلا أمر يستدعي الإنزعاج ) لكنه يعتبر إنفعال موجه لتهديد الملاحة الدولية في تلك الممرات المائية الهامة والذي أدى لنشر قوات دولية لحماية السفن العابرة والحد من القرصنة ( وهو مانبهت بلادنا إليه من خطورة هذا الانتشار بهذا الشكل ).
والمجتمع الدولي وإن قام بهذة الخطوة فهو كمن يعالج الآثار الجانبية للمرض ولم يتطرق بعد لأصل الداء ، والدليل أن الناقلة السعودية التي اختطفت مؤخرا وعلى متنها ربع الانتاج السعودي اليومي من النفط جرى خطفها من مكان بعيد جدا عن تواجد القوات الدولية وفي قبالة السواحل الكينية .
لا أعتقد أن هناك أحدا سيتحمل أو يستطيع مواجهة الحماية المسلحة على طول الشواطئ الصومالية ، لكن هناك سؤال يطرح نفسه وهو لماذا لا يتم مواجهة المشكلة نفسها بدلا من السعي وراء أعراضها الجانبية؟؟
المشكلة الحقيقية يا ساده هي الوضع في الصومال نفسه ، الحالة المزرية التي يعيشها المواطن الصومالي ، إنعدام الأمن والغذاء والدواء ، حرب ضروس توقع يوميا عشرات الضحايا ، بلد يدمر ويدفن بكل ما فيه ، ما يقارب العشرون عاما خرج الصومال فيها من التاريخ ، وضع مأساوي انسانيا وسياسيا أدى إلى نزوح الملايين من اللاجئين عبر البحر إلى بلادنا في مأساة انسانية متجددة حيث يصل نصف هؤلاء النازحين ويقضي الباقي نحبهم في البحر، وضع أدى إلى جعل المواطن الصومالي يفترش الأرض ويلتحف السماء بانتظار القدر المحتوم.
وكما علمنا التاريخ فإن زوال أي حكومة مسيطره على مقاليد الأمور يؤدي إلى فوضى شاملة وهو ما حدث في العراق مثلا بعد سقوط النظام السابق مثلا ، وهو ما يجري في الصومال حاليا وهو أيضا ما أدى إلى نشوء القرصنة لعدم وجود من يردع القراصنة عن ما يقومون به من أعمال خارجه على القانون .
منذ سقوط حكومة الرئيس سياد بري عام 1991م لم يشهد الصومال اي استقرار باستثناء الفترة التي سيطرت فيها المحاكم الإسلامية على الصومال ، وهي (بالرغم من اختلافنا معها في أمور كثيرة ) الوحيده التي استطاعت فرض الأمن والنظام في الصومال وجعلت مقديشو مدينة واحدة بعد أن تقاسمها أمراء الحرب وزعماء المليشيات وهي التي حدت من انتشار القرصنة في عرض البحر قبل أن ينهار نظامها بفعل تدخل اثيوبيا العسكري في الصومال ، ويجب أن نعترف بأنه اعتمادا على هذه التجربة فإن الشيئ الوحيد الذي سيمنع تواجد القراصنه في المياة الدولية هو وجود حكومة وطنية قوية قادرة على بسط سيطرتها على الأراضي والسواحل الصومالية ، تحفظ فيها الامن والاستقرار وتتفرغ لإعادة إعمار هذا البلد المنكوب وانتشاله مما هو فيه ، الأمر الذي سيؤدي إلى إختفاء القرصنة تلقائيا .
دعم العملية السياسية في الصومال - خصوصا بعد انتخاب الرئيس الجديد واتفاقيات المصالحة الموقعة أخيرا بين الفرقاء الصوماليين - لن يكلف المجتمع الدولي نصف ما قد يدفعه للحماية المسلحة لسواحل الصومال ، وبالتالي فإن خطة عربية واسلامية في هذا الصدد سيكون لها الأثر الأكبر في حث المجتمع الدولي على تبني مثل هذا الحل سيما بعد أن أدرك العالم خطورة الوضع القائم حاليا هناك .
الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي هما الأحرص على بلد عربي مسلم مثل الصومال ( 100% من سكان الصومال مسلمون )حتى لو تتطلب الأمر إرسال قوات اسلامية إلى الصومال ( لا سيما بعد انسحاب الأثيوبيين) ضمن خطة سلام شاملة للمصالحة وإعادة الإعمار .
ختاما أقول أن الإدعاء بالحرص على سلامة الممرات الدولية وإرسال قوات بحرية للمشاركة في الحد من القرصنة هو ( حق يراد به باطل ) وتسطيح متعمد لمأساة الصومال المتفاقمه والتي لا يعلم أحد بما ستفرزه للعالم مستقبلا .
والله من وراء القصد
aalbably@yahoo.com