تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
الحديث عن التجمعات الشيعية في اليمن, وإن كان يتشابه في بعض فصوله وملامحه مع التجمعات الشيعية الأخرى في العالم العربي, إلا أن الشيعة في اليمن يتميزون بكونهم ينتمون إلى المذهب الزيدي الذي ينتشر في
بلادهم منذ أواخر القرن الثالث الهجري وليس إلى المذهب الإمامي الإثني عشري الذي ينتشر في إيران والعراق ولبنان ودول الخليج العربي وغيرها.
وقد تميزت اليمن أيضاً بأن حكامها المنتسبين إلى آل البيت قبل الثورة اليمنية سنة 1962م هم أيضاً أعلام وفقهاء المذهب الزيدي, فدولتهم التي استمرت 1100 سنة كان يحكمها فقهاء المذهب الذين كانوا في الغالب يقاومون ويحاربون الرّفض والغلو في التشيع, كما أنهم كانوا يحاربون الباطنية والاسماعيلية الذين يتواجدون في اليمن, وكان الغلو من قبل علمائهم وعوامهم يعتبر من الاستثناء.
وبالرغم من أن الزيدية كانت طيلة تلك الفترة زيدية صدفة, إلا أن الانفتاح الذي عاشه اليمن بعد تحقيق الوحدة سنة 1990, وتحسن علاقات إيران بالدول العربية, والكُره الذي يُكنه قادة الزيدية في اليمن للثورة اليمنية التي همشتهم وقللت من نفوذهم, كلّ ذلك ساهم في أن تجد الإمامية الإثني عشرية موطئاً لها في بلاد اليمن, وتستقطب الكثير من قادة العمل الزيدي وعوامهم, بحيث أن الزيدية بدأت تسير سيرة إثني عشرية, وبدأت ملامح الرفض والتشيع تظهر واضحاً في العمل الزيدي من حيث المؤلفات والمحاضرات وإقامة الأعياد والمناسبات الإمامية, وبناء العلاقات مع الآخرين بموجب التوجه الجديد.
وسنسعى في هذا البحث إلى إعطاء نبذة عن المذهب الزيدي, وجوانب الاتفاق والاختلاف مع مذهب أهل السنة ومع مذهب الشيعة الإثني عشرية, وسنعرض لبداية دخول الزيدية إلى اليمن في أواخر القرن الثالث الهجري, وكيف أن دولة الزيدية التي استمرت 11 قرناً كانت تحكم من قبل فقهاء المذهب, وقد كان زوال هذه الدولة بنجاح الثورة اليمنية سنة 1962م, وهي الثورة التي شكلت قاصمة الظهر لهذه الدولة, حيث تبنت الحكم الجمهوري الذي قام على انقاض دولة الأئمة الزيديين ونظاماً أقرب إلى العلمانية منه إلى القومية واليسارية, وكان التأثير المصري الناصري على الحكم الجمهوري الجديد في بدايته كبيراً.
من ثم نعرض الدور الذي تقوم به الشيعة الإثني عشرية ودولتها إيران لاختراق المذهب الزيدي, وتحويل أنصاره نحو التشيع الإثني عشري, والظروف المحلية والخارجية التي ساعدت على ذلك.
وسنبين ملامح هذا التوجه الجديد في العديد من الأنشطة الدينية والثقافية والتربوية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للشيعة الزيدية في اليمن, وهو الأمر الذي يوجب على دعاة أهل السنة والجماعة الحذر والمسارعة إلى مواجهة هذا المد الشيعي الإمامي الإثني عشري في اليمن.
تنتسب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (80-122) هـ, وقد تلقى العلم عن والده زين العابدين علي بن الحسين, ثم عن أخيه الأكبر (محمد بن علي الباقر).
وتنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثاً عن العلم أولاً وعن حق آل البيت في الإمامة ثانياً, وكان تقياً ورعاً شجاعاً, وقد اتصل برأس المعتزلة واصل بن عطاء, وتدارس معه العلوم, فتأثر به وبأفكاره التي نقل بعضها إلى الفكر الزيدي, كما أن الإمام أبا حنيفة تتلمذ على الإمام زيد وأخذ عنه العلم.
ونتيجة للأوضاع التي عاش بها, أسس مذهباً فقهياً يجمع بين فقه أهل البيت والاعتزال, وأسس قاعدة مشروعية الخروج على الحاكم الظالم, وهي القاعدة التي طبقها الزيدية جيلاً بعد جيل.
ولم يكن فقه الإمام زيد قد دوّن في حياته, ومع ذلك فإن الزيدية تنسب له كتابين يعتبران عماد الفقه الزيدي, الأول "المجموع في الحديث" والآخر "المجموع في الفقه", وهما في كتاب واحد اسمه المجموع الكبير, وراوي هذين الكتابين عن الإمام زيد تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي, وقد اتهمه أهل الحديث بالوضع والكذب.
وقد قاد الإمام زيد ثورة ضد الأمويين, زمن هشام بن عبد الملك سنة 122هـ, وقد دفعه أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولا يلعنهما, فاضطر لمقابلة الجيش الأموي وما معه سوى 500 فارس وقيل 200 فقط, حيث أصيب بسهم قضى عليه.
الإمامة:
يجيز الزيدية أن يكون الإمام في كل أولاد فاطمة, سواءً أكانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين, والإمامة لديهم ليست بالنص, وهي ليست وراثية بل تقوم على البيعة, ويتم اختيار للإمام من قبل أهل الحل والعقد.
ويجيزون وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين, وتقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل, إذ لا يشترط عندهم أن يكون الإمام أفضل الناس جميعاً, ومعظمهم يقرّون خلافة أبي بكر وعمر, ولا يلعنونهما كما تفعل فرق الشيعة, ويقرون بصحة خلافة عثمان مع مؤاخذته على بعض الأمور.
الاعتزال:
ويميل الزيديون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله, والجبر والاختيار, ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منزلة بين المنزلتين كما تقول المعتزلة, ولكنه غير مخلد في النار إذ يعذب فيها حتى يطهر من ذنبه ثم ينتقل إلى الجنة, وقالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإنسان حرّاً مختاراً في طاعة الله أو عصيانه, ففصلوا بذلك بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا, وهو رأي أهل البيت من الأئمة.
وخرجت عن الزيدية ثلاث فرق طعن بعضها في الشيخين, كما مال بعضها عن القول بإمامة المفضول وهذه
الفرق هي:
1-الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد.
2-السليمانية: أصحاب سليمان بن جرير, ويقال لها أيضاً "الجريرية".
3-البترية: أصحاب النوى الأبتر والحسن بن صالح, ويقال لها "الصالحية"[1].
التشابه مع الإثني عشرية:
وتعتبر الزيدية إحدى فرق الشيعة, وتتشابه بعض عقائدها مع عقائد الشيعة الإثني عشرية الذين يشكلون معظم الشيعة في العالم, فهم يتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر, وأحقية أهل البيت في الخلافة وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها, وتقليدهم, ويقولون "حي على خير العمل" في الأذان, ويرسلون أيديهم في الصلاة, ويعدون صلاة التراويح جماعة بدعة, ويرفضون الصلاة خلف الفاجر و ... . إذاً فالملامح الشيعية واضحة في مذهبهم, رغم اعتدالهم ومخالفتهم للإمامية في الكثير من الأصول والفروع [2].
نظرة الإثني عشرية إلى الزيدية:
وبالرغم من أن الزيدية تشكل إحدى فرق الشيعة شأنها شأن الإمامية الإثني عشرية والإسماعيلية والشيخية, إلا أن الزيدية كان لها نصيب وافر من كره وحقد الإمامية, بل وإفتاء علماء الشيعة الإمامية بكفر الزيدية, فقد وردت في كتبهم المعتبرة روايات كثيرة في ذم الزيدية وتشبيههم بالنواصب بل وتكفيرهم ذلك أن الإمامية يقولون بكفر كل من لا يؤمن بالأئمة الإثني عشر.
فقد روى الكليني في الكافي (8/235) حديث رقم 314, عن عبد الله بن المغيرة, قال: "قلت لأبي الحسن عليه السلام: إنّ لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بد من معاشرتهما, فمن أعاشر؟ فقال: هما سيّان, من كذّب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام من وراء ظهره, وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين, وقال: إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا".
وروى الكشي في رجال الكشي ص198, قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية, فقال: لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت, وقال لي: الزيدية هم النصّاب.
وجاء في بحار الأنوار للمجلسي (48/266) عن عمر بن يزيد قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فحدثني مليّاً عن فضائل الشيعة ثم قال: إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النصّاب, قلت: جعلت فداك, أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤون من عدوكم؟ قال: نعم. قلت: جعلت فداك, بين لنا نعرفهم, فلسنا منهم؟ قال: كلا يا عمر, ما أنت منهم, إنما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى.
وورد عند بعضهم أن الزيدية ليست مذهباً شيعياً, فيقول أحد كبار علمائهم وهو محمد الموسوي الشيرازي الملقب بـ (سلطان الواعظين) في كتاب ليالي بيشاور ص129-130:
"إني لم أذكر في الليلة الماضية أن الشيعة على مذاهب, وإنما الشيعة مذهب واحد, وهم المطيعون لله وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم والأئمة الإثني عشر (ع), ولكن ظهرت مذاهب كثيرة بدواعٍ دنيوية وسياسية زعمت أنها من الشيعة, ونشروا كتباً على هذا الأساس الباطل من غير تحقيق وتدقيق.
وأما المذاهب التي انتسبت إلى الشيعة عن جهل أو عمدٍ لأغراض سياسية ودنيوية, فهي أربعة مذاهب أولية, وقد اضمحل منها مذهبان وبقي مذهبان, تشعبت منهما مذاهب أخرى, والمذاهب الأربعة هي: الزيدية, الكيسانية, القداحية, الغلاة"[3].
موقف الزيدية من الإثني عشرية:
وفي المقابل كان علماء الزيدية في القديم والحاضر –إلا من شذّ منهم- يعرفون ضلال الشيعة الروافض ويحذرون منهم, وينكرون ما هم عليه من الضلال والمنكر, ويتساوى في هذا الشيعة الإثنا عشرية والجارودية, وهم قسم من الزيدية عرفوا بالغلو والميل إلى الرفض والتشيع. وجاء عن الإمام زيد بن علي رحمهما الله (رسائل العدل والتوحيد 3/76 نقلاً عن التحف شرح الزلف) ما نصّه: "اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي ولعنتي على هؤلاء القوم الذين رفضوني وخرجوا من بيعتي كما رفض أهل حروراء علي بن أبي طالب عليه السلام حتى حاربوه".
والسبب في هذا اللعن هو أن الشيعة في الكوفة طلبوا منه أن يتبرأ من أبي بكر وعمر, حتى ينصروه ضد الجيش الأموي, فأبى ذلك فرفضوه فقال: أنتم الرافضة, وقال أيضاً: الرافضة مرقوا علينا [4].
وكان الإمام الهادي يحيى بن الحسين يقول (الأحكام في الحلال والحرام 1/454): "حزب الإمامية الرافضة للحق والمحقين", ويقول ".... هؤلاء الإمامية الذين عطّلوا الجهاد وأظهروا المنكر في البلاد".
وأما الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة المتوفى سنة 614هـ فقد ردّ عليهم بمئات الصفحات في كتابه العقد الثمين, وناقش كلّ أباطيلهم وترهاتهم, وفنّد أساطير أتباع عبد الله بن سبأ وربطهم به, وفنّد أدلتهم في دعوى ورود النص الجلي لتعيين الإمام علي بن أبي طالب أميراً للمؤمنين وادعاء العصمة للأئمة الإثني عشر ومعرفتهم للغيب, ودعوى وجود مهدي في السرداب, والتقية والبداء وزندقتهم في دعوى تحريف القرآن, وتحريف معانيه, وغير ذلك.
ومن المعاصرين, يقول مجد الدين المؤيدي (التحف شرح الزلف ص68) وهو يشرح خروج الإمام زيد بن علي بن الحسين على الأمويين: "ولم يفارقه إلا هذه الفرقة الرافضة التي ورد الخبرالشريف بضلالها" [5].
بداية التشيع في اليمن:
ارتبط دخول المذهب الزيدي إلى اليمن باسم الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم المعروف بالهادي (245-298هـ), ويعود نسب الهادي إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب, وقد ولد في المدينة المنورة وهو حفيد الإمام القاسم بن إبراهيم الرّسي صاحب الطائفة "القاسمية" بالحجاز.
وقد عكف الإمام الهادي على دراسة الفقه على مذهب الإمام زيد ومذهب الإمام أبي حنيفة, ورحل إلى اليمن سنة 280هـ, فوجدها أرضاً صالحة لبذر آرائه الفقهية, وقد رافقه في هذه الرحلة علي بن العباس بن أدهم الحسني الذي كان من أعلم رجال آل البيت بعلم آل البيت, وهو الذي يروي إجماعات آل البيت التي تعد عند الزيدية المصدر الثالث بعد الكتاب والسنة.
لكن الإمام الهادي عاد بعد ذلك إلى الحجاز, ولم يكن قد دعا إلى إمامته في هذه الرحلة ولا بايعه أحد من أهل اليمن, وبعد ذهابه إلى الحجاز, أحس أهل اليمن بالفراغ الذي تركه, وشعروا بالحاجة إليه فراسلوه ليرجع إليهم, فأجاب داعيهم ووصل إلى اليمن سنة 284هـ, واستقر في صعده (شمال اليمن) وأخذ منهم البيعة على إقامة الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطاعة في المعروف.
وقد كانت اليمن تعاني في ذلك الوقت تغلب أهل البدع من الباطنية والقرامطة والإسماعيلية, فبدأ الإمام الهادي حركته الإصلاحية بلم الشمل والقضاء على الفرقة والاختلاف, وبدأ بمجاهدة هؤلاء الباطنية حتى استطاع أن يحكم معظم أنحاء اليمن وجزءاً من الحجاز, وسار في حكمه سيرة حسنة من توفير الأمن والعدل وتنظيم موارد ومصارف الزكوات والجزية وتطبيق الحدود.
وفي سنة 293هـ, استشعر خطر القرامطة المتزايد فخرج لجهادهم واستمر يجاهدهم حتى توفي سنة 298هـ بعد إصابته بجروح في جهاده. وواصل ابنه أحمد بن يحيى ما بدأه والده من جهاد القرامطة, فجاهدهم حتى توفي سنة 325هـ, ودفن بجوار أبيه في مدينة صعدة.
وبهذا يتبين أن انتشار المذهب الزيدي في اليمن كان بسيطرة رجال من آل البيت على الحكم من أمثال الهادي ومن جاء بعده من أولاده وذريته, واستمر رجال آل البيت يحكمون اليمن حتى قيام الثورة اليمنية سنة 1382هـ (1962م) على أنقاض المملكة المتوكلية اليمنية, أي قبل 41 سنة فقط من الآن, وهي أطول فترة حكم في التاريخ لآل البيت, حيث دام أحد عشر قرناً: من بداية حكم الهادي 284هـ وحتى قيام الثورة وسقوط الحكم الإمامي الملكي سنة 1382هـ [6].
وقد شكّلت الثورة اليمنية ضربة كبيرة للزيدية في اليمن, ذلك أنها أنهت حكم الأئمة الزيدية الذي استمر حوالي 1100 سنة, وخلالها كان آل البيت "السادة" يتمتعون بنفوذ قوي وسلطة وتأثير على العوام, سرعان ما تلاشى مع قدوم الثورة وإنهائها للنظام الزيدي الذي كانت تصفه بـ "الكهنوتي".
وبالرغم من أن معظم الرؤساء الذين حكموا اليمن في العهد الجمهوري (1962م وإلى الآن) ينتمون إلى المذهب الزيدي, إلا أنهم لم يكونوا متحمسين لنشر مذهبهم, حيث أنهم كانوا يسعون إلى القضاء على جميع مخلفات النظام السابق, وحيث كان الحكام السابقون الذين ينتمون إلى آل البيت هم أعلام المذهب الزيدي, وصار الكثير من الموالين للمذهب الزيدي يخفون انتماءهم إليه خشية أن تصيبهم لعنة الثورة.
الزيدية في اليمن:
وبالرغم من عدم وجود إحصاء رسمي في اليمن يبين عدد السكان على أساس المذهب, إلا أن الرقم الذي تشير إليه بعض المصادر هو 45% من سكان اليمن الشمالي, أما اليمن الجنوبي فأهله من السنة الشوافع, ويتركز الزيديون في المحافظات الشمالية مثل ذمار وصنعاء وصعدة وحجّة, وأما السنة الشوافع فتركزهم في المحافظات الوسطى والجنوبية مثل عدن وحضرموت وتعز والحديدة وإِب ومأرب, وتتميز معظم المحافظات السنية كونها ذات كثافة سكانية كبيرة, فمحافظة تعز مثلاً, وهي إحدى المحافظات السنيّة تعتبر الأكثر سكاناً, إذ يصل عدد سكانها إلى مليوني نسمة من أصل 18 مليوناً.
وباحتساب سكان اليمن الموحّد, فإن نسبة الزيدية تنخفض إلى ما يقرب من 30-35%, حيث أن سكان اليمن الجنوبي هم من السنة الذين يتبعون المذهب الشافعي, حيث ينحصر المذهب الزيدي في المحافظات الشمالية من اليمن الشمالي.
وما زال الكثير من الزيدية في اليمن يعتزون بانتسابهم لآل البيت, وهي تعتبر إحدى الطبقات عالية الشأن في المجتمع اليمني, وخاصة قبل الثورة, ومن عائلات آل البيت "السّادة" البارزة في اليمن: الوزير, المؤيّد, الكِبْسي, المتوكل, الشامي, الأكوع, الديلمي.
وإضافة إلى السنة الشوافع في المحافظات الجنوبية والوسطى, والشيعة الزيديين في المحافظات الشمالية, فإن هناك أعداداً أخرى من الشيعة الإسماعيلية الذين يعرفون "بالمكارمة" ويقطنون مناطق مثل حراز وصعفان وهمدان.
التقارب الزيدي الإمامي:
شكلت الثورة الإيرانية سنة 1979م بارقة أمل للمتعصبين من الزيدية, ذلك أن الفترة التي تلت الثورة اليمنية وسبقت الثورة الإيرانية شهدت انحساراً للمذهب الزيدي, ونشطت خلال تلك الفترة دعوة أهل السنة فيذ المناطق الزيدية.
وبالرغم من حماس هؤلاء الزيدية لثورة الشيعة الإمامية في إيران, إلا أن تأثيرها عليهم في الفترة من 1979 إلى 1990 (عام الوحدة اليمنية) لم يكن كبيراً لأسباب عديدة أهمها:
1- توجس اليمن شأنها شأن مختلف دول العالم من الثورة الإيرانية التي رفعت شعار تصدير الثورة, وأخذت باستعمال القوة لنشر فكرها ومذهبها, فكان من الطبيعي أن تكون اليمن في عداء مع هذه الثورة.
2- كان اليمن خلال تلك الفترة يعيش نظام حكم شمولي, ونظام الحزب الواحد, وكان يمنع تشكيل الأحزاب أو الدعوة إلى أنظمة وتيارات وأفكار مخالفة لتوجهات الدولة والحزب, وكانت الدولة تقيّد إصدار الصحف والمطبوعات.
3- اندلاع الحرب العراقية الإيرانية, ووقوف اليمن في صف العراق ضد إيران, الأمر الذي لم يتح للشيعة تبني نهج دولة تعاديها بلادهم.
ومع قدوم سنة 1990 كانت الكثير من الأحداث المتسارعة في العالم, تصب في صالح الزيدية, ومن ذلك:
1- أن الحرب العراقية الإيرانية كانت قد وضعت أوزارها قبل ذلك بحوالي عامين, الأمر الذي يعني أن أحد مسببات العداء بين اليمن وإيران قد زال.
2- وفاة الخميني سنة 1989, والأمل الذي عُقد على الرئيس الإيراني الجديد هاشمي رفسنجاني في أن تتبع إيران في عهده سياسة سلمية وديّة مع العالم الإسلامي, خاصة وأن إيران بدأت في عهده التقليل التدريجي لتصدير الثورة بالقوة, واتباع أسلوب الغزو الثقافي. ومع مجيء الرئيس خاتمي إلى رئاسة إيران سنة 1997, زاد اندفاع الدول العربية والإسلامية نحوها, ذلك أنهم ظنوا أن خاتمي يمثل قمة الاعتدال, وأن عهداً إيرانياً جديداً قد جاء.
3- لكن الأهم من هذا وذاك هو تحقيق الوحدة اليمنية, الذي يعتبر أهم حدث يمني في التاريخ الحديث, ففي 22/5/1990 توحد شطرا اليمن, ورافقت الوحدة إجراءات سياسية كثيرة, تم بموجبها فتح الباب على مصراعيه لإنشاء الأحزاب والجمعيات والمطبوعات ونشر الأفكار والمذاهب, الأمر الذي جعل الزيدية يبادرون إلى الاستفادة من هذا الوضع الجديد, ويقومون بإنشاء بعض الأحزاب والهيئات والصحف, وبدأت تبرز الدعوة إلى عقائد الشيعة الإثني عشرية, والحنين إلى النظام الملكي الإمامي السابق, وبدأ بعض علمائهم ودعاتهم وطلابهم يتوجهون إلى إيران, ويعودون لينشروا سمومهم في أنحاء اليمن.
4- السياسة الجديدة للنظام الإيراني في الانفتاح على الزيدية لاستخدامهم واعتبارهم رأس جسر يعبرون من خلاله إلى اليمن.
الأنشطة الزيدية:
سبق القول أن مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية قد أدّت إلى أن يتجه قادة العمل الزيدي في اليمن اتجاهاً إمامياً إثني عشري, وبدأ هذا الاتجاه يسري إلى عوام الزيدية, وكان للأموال الإيرانية التي تغدقها لنشر مذهبها أثر كبير في هذا الاتجاه الجديد للزيدية في اليمن.
ونستطيع أن نلمح مجموعة من الأنشطة والأعمال في مختلف المجالات التي تصطبغ بالصبغة الشيعية الإثني عشرية.
أولاً: الأنشطة الدينية والتعليمية:
1-تقريب الزيدية إلى الإمامية:
إنّ أغلب من يدعو إلى المذهب الزيدي في اليمن ويدعو إلى إحياء تراثه الفكري هم شيعة إثني عشرية, وقد أشار القاضي إسماعيل الأكوع إلى هذا إذ يقول: "أمّا اليوم فإن أكثر العلويين ومن انعزى إليهم من أهل اليمن –وما أكثرهم- قد تحول بعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979 إلى إثني عشرية –رافضة- وصار هؤلاء دعاة لهذا المذهب بنشر كتبه والدعاية له, ومع أن فيهم من كان قد مال إلى السنة وعمل بها عن قناعة وإيمان وفهم وإدراك بأنها هي الحق الذي يجب أن يتبع" [7].
وقد صار هؤلاء يدعون إلى التشيع ويرغبون الناس به, ويدافعون عنه, ويقول أحد كبار دعاتهم في اليمن اليوم وهو الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري ما نصّه: "وما زلنا نطالع عبر الأيام حشواً من الكلام في كتب وكتيبات عن الشيعة الجعفرية فيها من الكذب والتهم على أهل البيت بدءاً بعلي عليه السلام والحسين السبط والأئمة وهلّم جرا, والتقول على الزيدية بما لا يدع شكّاً أن نوازع سياسية ومخابرات عالمية تحرك الجهلاء لكتابتها وتوزيعها مجاناً" [8].
وقد جاء كلامه هذا في معرض رده على المحدثين لجرحهم بعض رواة الأحاديث من غلاة الشيعة. ويقول المحطوري في نفس الصفحة: "مع أنهم –أي الشيعة الإمامية- يتلمسون المودة والتقارب من إخوانهم العرب والمسلمين ولايجدون إلا الصلف والغرور".
ويروي المحطوري قصة زيارته لإيران ومدى ارتمائه في أحضان الإمامية, والاتكال على دعمها المالي والمعنوي في إنشاء طائفة شيعية تظهر مذهب الزيدية وتبطن مذهب الرافضة فيقول:
كنت في زيارة لإيران عام 1997, وبدعوة من حجة الإسلام السيد جواد الشهرستاني, الوكيل العام للمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني. وخلال خمسة عشر يوماً زرت خلالها عدداً من الحوزات والمنشآت العلمية والبحثية والمكتبية, فوجدت بشاشة وترحيباً وودّاً عند كل من قابلنا, وعندهم نهضة علمية ونشاط في تأليف الكتب يثير الدهشة, فالكل يؤلّف, وبعضهم له موسوعات وعشرات المجلدات. ولكي أبرهن على تعصب العرب والمسلمين فقد أدخلت السجن السياسي فور رجوعي من إيران, فما نزلت من الطائرة إلا إلى عربة الأمن السياسي بتهمة زيارة إيران [9].
ومن كبار دعاتهم إلى التشيع, بدر الدين الحوثي الذي ألّف كتاباً بعنوان (الزيدية في اليمن) وبيّن فيه أصل زيدية اليمن, وأصولها والتقارب بينها وبين الإمامية الجعفرية, بل الاتفاق في الأصول المهمة.
ويقول محمد بن إسماعيل الويسي في معرض ترويجه للفكر الشيعي الإمامي: "وأعظم مدرسة فلسفية توضح لنا الاقتصاد الإسلامي بطرح واضح وحقيقة لها جذور إسلامية صحيحة هي مدرسة السيد محمد باقر الصدر رحمه الله تعالى الذي أسدى للإسلام والأمة بل للبشرية حذمة قلّ نظيرها, والذي كان يمثل العلماء العاملين بحق ولم يقتصر على علم جامد يقتصر على النجاسة والطهارة".
ويقول: "فأنا أنصح كل من يريد تحرير فكره ونضوج عقله أن يطلع على مؤلفات الشهيد محمد باقر الصدر وغيره من العلماء الواعين الذين خدموا الإسلام بصدق لا بمنطق مذهبي متعصب وبمنطق التكفير والتفسيق, فللمسلمين الحق بأن يفتخروا بعظماء كهؤلاء" [10].
2-المساجد والمراكز العلمية والمدارس:
يدير الزيدية والدّاعون إلى الإمامية مجموعة من المدارس والمساجد منها:
-مركز بدر العلمي: وهو عبارة عن مسجد ملحق به مدرسة في حي الصافية في صنعاء, وفيه قسم داخلي للطلاب, وبجوار المركز توجد مكتبة بدر التي تبيع كتب وأشرطة علمائهم, كما أن المركز يتبع له مجموعة من المحلات المؤجرة, ويدير المركز د. المرتضى ابن زيد المحطوري.
-مركز ومسجد النهرين: الذي يقع في منطقة صنعاء القديمة, ويستمد أهميته من شخصية إمام المسجد حمود بن عباس المؤيد مفتي الجمهورية وهو رجل كبير السن يستغل الشيعة اسمه في دعوتهم بسبب قبول الناس له. ويتركز نشاط هذا المسجد في إصدار صحيفة صغيرة تدعى "النهرين", وهي غير منتظمة الصدور.
-الجامع الكبير: في صنعاء, ويتبعه مدرسة لتحفيظ القرآن وعلومه على مذهب "الزيدية الإثني عشرية", وله أوقاف تدرّ دخلاً وصندوق خيري لطلاب العلم, كما أن فيه أكثر من حلقة لتدريس الفقه وأصوله واللغة ...
-مركز الهادي: في مدينة صعدة, شمال اليمن, التي تعتبر من أهم التجمعات الشيعية النشطة في اليمن, فيه مدرسة تقع غرب المسجد (الهادي), وتتكون من طابقين, وبها مكتبة المسجد, ويدير المدرسة أحمد بن محمد حجر.
-دار العلوم العليا: وهي مدرسة كبيرة في صنعاء بنيت على نفقة إيران, وتنفق عليها الحكومة اليمنية, ومنهجها مختلف عن المدارس العامة, فالمناهج والمدرسون من الشيعة, ويصل عدد الطلاب في الفترتين الصباحية والمسائية إلى 1500, في جميع المراحل, ويديرها عبد السلام الوجيه.
-مركز الإمام القاسم بن محمد: في مدينة عمران, شمال صنعاء, وقد أقيم حديثاً, ويتكون من مسجد ومكتبة صغيرة لا يوجد فيها كتب لأهل السنة, ويوجد غرفة كبيرة يتلقى فيها الطلاب دروسهم, ويديره محمد المأخذي.
-المركز الصيفي: في مدينة ضحيان, ويقام هذا المركز في مدرسة الفلاح في ضحيان والتي يديرها يحيى حمران, وتُمارس الكثير من الأنشطة والفعاليات خلاله.
-مركز الثقلين: في حارة الشراعي في صنعاء, ويشرف عليه شيعي عراقي إضافة إلى شيعي يمني درس في مدينة قم الإيرانية اسمه إسماعيل الشامي, ويمارس مختلف الأنشطة, ويدعو الساكنين في هذه المنطقة إلى عقائد الشيعة الإثني عشرية.
3-المطبوعات والمحاضرات والاحتفالات:
ازدادت في الآونة الأخيرة الكتب التي تدعو إلى مذهب الشيعة الإثني عشرية وعقد المحاضرات والندوات, بل وإقامة الاحتفالات وإحياء المناسبات الإثني عشرية, والتي لم تكن مألوفة بين الزيدية في اليمن:
-إحياء ذكرى مقتل الحسين –رضي الله عنه- وإقامة المجالس الحسينية في مساجدهم الخاصة لا سيّما في صنعاء القديمة, ويسبقه الإعلانات في المساجد, وتعليق اللافتات الكبيرة في الشوارع التي تدعو إلى المشاركة وتدل على زمان ومكان تلك المجالس.
-إحياء ذكرى وفاة بعض الأئمة كجعفر الصادق ومحمد الباقر وعلي زين العابدين رضي الله عنهم بطريقة استفزازية مثيرة للفتن.
-اتخاذ الروافض جبلاً في مدينة صعدة, أطلقوا عليه اسم (معاوية), يخرجون إليه يوم كربلاء (عاشوراء) بالأسلحة المتوسطة والخفيفة, ويطلقون ما لا يحصى من القذائف, رغم سقوط قتلى وجرحى, ومناشدة الدولة وبعض علمائهم لهم بوقف هذه الأعمال.
-عرض بعض المحلات التجارية والمطاعم لأشرطة (المجالس الحسينية) المسجلة في إيران, وفيها أصوات العويل والندب والقدح في الصحابة.
-إدخال أحدى قرى منطقة الحيمة الداخلية تسمى (الجلب) اسم علي بن أبي طالب في الأذان, وقولهم (أشهد أن عليّاً ولي الله).
-الاحتفال بذكرى يوم الغدير.
-إقامة المحاضرات في المساجد والمراكز مثل: علي وعلاقته بالرسول, علي ودوره في معركة بدر, علي السياسي والعسكري.
وسرعان ما تتحول مثل هذه المحاضرات إلى التشكيك بعدالة الصحابة, والنيل من أهل السنة وعلمائهم.
-طباعة الكتب والنشرات, وتوزيعها أحياناً بالمجان, مثل كتاب "الوهابية في اليمن" لبدر الدين الحوئي, و"ثم اهتديت" للتيجاني.
4-محاولة الاستيلاء على مساجد السنة:
يحاول الزيدية السيطرة على مساجد السنة أو إدخال بعض شعائرهم في المساجد التي لا يستطيعون السيطرة عليها, ولو بالقوة, وقد راح ضحية هذه الأعمال عدد من شباب أهل السنة.
ففي سنة 1411هـ (1990م) قتل إمام وخطيب مسجد الغنيّة عبد الله الملحاني, لأنه لم يوافق هوى الشيعة في الأذان, ولم يضف عبارة (حي على خير العمل), وفي سنة 1421هـ (2000م) جاءت عصابة إلى جامع إسحاق لطرد إمام المسجد برفقة قوة عسكرية, وقاموا بسجن الإمام, واستولوا على المسجد, وفي العام نفسه حاولوا الاستيلاء بالقوة على مسجد (عثرب) بعد الانتهاء من بنائه, وحدث تبادل لإطلاق النار.
كما أن مساجد أخرى مثل (البهمة, حجر...) حاولوا الاستيلاء عليها, وكانوا أحياناً يوفقون في سعيهم هذا.
ثانياً: الأنشطة الإعلامية والثقافية:
مع أجواء الانفتاح التي عاشها اليمن بعد تحقيق الوحدة سنة 1990, سارع الشيعة إلى إصدار بعض الصحف والمطبوعات والهيئات الثقافية, ومنها:
1-صحيفة الشورى: الناطقة باسم اتحاد القوى الشعبية, ويرأس تحريرها محمد بن يحيى المداني.
2-صحيفة الأمة, الناطقة باسم حزب الحق, ويرأس تحريرها محمد بن يحيى المنصور.
3-صحيفة البلاغ, وصاحب الامتياز هو إبراهيم بن محمد الوزير, ويرأس تحريرها عبد الله إبراهيم الوزير.
وبالرغم من انتشار هذه الصحف المحدود, وقلة قرائها, إلا أنها تلعب دوراً في الترويج لعقائد الشيعة مهاجمة هيئات علماء أهل السنة على اختلاف تياراتهم كالشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ عبد الوهاب الديلمي, والوقوف في صف العلمانيين, والرّد على ما يكتب في صحف ومجلات التيارات السنية كالسلف والإخوان.
وإضافة إلى الصحف التي يصدرها الزيدية في اليمن, فإنهم يهتمون بنشر وتوزيع والدعوة إلى عدد من المجلات الشيعية التي تصدر خارج اليمن مثل:
1-العالم, التي تصدرها إيران.
2-النور, التي تصدرها من لندن مؤسسة الخوئي, ويشرف عليها شيعة عراقيون.
وإضافة للصحف والمجلات, فللشيعة وجود واضح في إذاعة صنعاء, كما أنهم يدعون أنصارهم لمتابعة إذاعة طهران بحجة أنها الإذاعة الوحيدة التي لا تبث الأغاني.
ثالثاً: الأنشطة السياسية:
بادر الشيعة الزيدية إلى دخول المعترك السياسي في اليمن بشكل ملحوظ بعد سنة 1990, حيث سمح في ذلك العام بإنشاء الأحزاب وتأسيس الجمعيات وإصدار المطبوعات, فبادر الشيعة إلى إنشاء:
1-حزب الحق: الذي يرأسه أحمد محمد الشامي.
2-اتحاد القوى الشعبية: ويرأسه إبراهيم علي الوزير.
وهذان الحزبان ليس لهما وزن يذكر على الساحة السياسية, إضافة إلى أن الشيعة يتعرضون بين الحين والآخر إلى انتكاسات منها:
1-وقوف حزب الحق إلى جانب الحزب الاشتراكي اليمني في خلافه مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس علي عبد الله صالح, وقد تحول هذا الخلاف إلى حرب نشبت بين الحزبين الذين كان كلّ منهما يحكم جزءاً من اليمن, صيف سنة 1994م, الأمر الذي جعل الحزب يتعرض لهزيمة سياسية ومعنوية بسبب انتصار علي عبد الله صالح على الحزب الاشتراكي الذي أيّده حزب الحق.
2-فضيحة الماسونية, وتمثلت في مشاركة وفد لحزب الحق وبعض دعاة الإمامية في الاجتماع السنوي لحركة الماسونية العالمية سنة 1416هـ, وكان على رأس الوفد أحمد محمد زبارة, مفتي الجمهورية السابق, وقد سجل شريط فيديو يظهر هذا الوفد وهو يتلقى محاضرات عن توحيد الأديان ومبادىء الماسونية, وسجلت للمفتي زبارة كلمات مصورة وهو يشيد بتعاليم الماسونية والثناء على زعيمها "مون".
رابعاً: الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية:
-معظم أفراد الطائفة "الزيدية الإثني عشرية" هم من الفئات المتوسطة التي لا تستطيع أن تنفق بسخاء على حزبها ومطبوعاتها, لذلك أنشأوا جمعية تدعى "جمعية الإيمان الخيرية" من أجل جمع الأموال وإنفاقها في نشاطاتهم.
كما أن الجمهورية الإيرانية تقدم مساعدات مالية للشيعة في اليمن, وتقيم بعض المشاريع مثل المركز الطبي الإيراني في صنعاء, وتقدم المنح الدراسية لليمنيين لدراسة العلوم الدينية وغيرها, ويقوم السفير الإيراني في اليمن بزيارات للمناطق الزيدية.
المراجع:
1- ملوك العرب – أمين الريحاني.
2- الفرق بين الفرق – الإمام عبد القاهر البغدادي.
3- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة – إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرّياض.
4- نظرة الإمامية الإثني عشرية إلى الزيدية – محمد الخضر, تقديم محمد المهدي.
5- التاريخ الإسلامي – الجزء السابع – محمود شاكر.
6- التشيع وأثره على الجرح والتعديل – المرتضى بن زيد المحطوري.
7- الزيدية نشأتها ومعتقداتها – القاضي اسماعيل الأكوع.
دوريات ومواقع:
1- صحيفة الشورى اليمنية.
2- نشرة النهرين.
المصر شبكة راصد السُنية