تصريحات صارمة للرئيس أردوغان بخصوص تقسيم الأراضي السورية
صحيفة بريطانية تحذر أوكرانيا من تعهدات أوروبا
حصل على وسام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين: مأرب تودع أحد أبطالها..
عاجل رئيس الوزراء يطالب محافظي المحافظات برفع الجاهزية والاستعداد لكل الخيارات
في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
حيث الانسان يزهر من محافظة لحج ويحيي أمالا كانت طي النسيان ويبعث الحياة في مزرعة جدباء كانت للأشقاء السبعة... الحلقة الثانية
موجة غبار متوقع أن تتأثر بها 5 محافظات يمنية
رئيس واحد يقرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة بالقاهرة ويعبر عن حنقه
نتنياهو يتوعد .. نستعد للمراحل المقبلة من الحرب
عاجل: أمريكا تضع المشاط و الناطق باسم الحوثيين وقيادات أخرى على قائمة الإرهاب وتعلن بدء سريان قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
مأرب برس - خاص
على ترانيم اغنية ياحارس البن كانت النشوة تصل بي منتهاها وانا مازلت في فورة الشباب وكلما كان المغني يصدح بهذه الاغنية كانت النشوة تسري في جسدي وكأنني اشرب اقداح البن حتى الثمالة وارتشف من رحيقها كطائر حط على هذه الشجرة وامتص عصارتها حتى ارتوى فأخذ يترنم بأعذب الالحان في صباح ربيعي على قمم مناخة وبني مطر وبني حماد ...
لم تكن الاغنية وطنية ولكني كنت اتذوق الوطنية مع كل كلمة تصل مسامعي ويتلفظ بها شفتي وتسيل منه شهدا احس بلذاذته تغمر وجداني وتذهب بي الخيالات بعيدة حتى تصورت شجرة البن عملاقة بين الغمام اغصانها ودررها وفي احشاء الارض الغائره تسري جذورها قبل ان اعرف الشجرة ...
وكنت اتصور حارس البن يقف بجانبها هي و حدها معتمرا خنجره اليمني المعقوف يصوب نظراته في كل الاتجاه كحارس امين لكنز اسطوري ...وقد شد رأسة بالعصابة اليمنية بطريقة متقنة ... وتصلب امامها كتمثال حجري لكنه متوثب ....
واتخيل الحارس تبلغه البشائر من هذا الصادح وهو يردد " موسم البن داني"فتتراخى شفاهه عن ابتسامه جميله لا تفقده هيبة الحارس الاسطوري الصلب الذي يقف بجانب الكنز الاسطوري رافعا رأسه في شموخ وقد كست وجهه لحية انيقة مشذبة باتقان لا يجيده الا حلاق انطاكي ماهر وقد اتزر بمعوز مزركش متلألىء ووقف اما شجرته العملاقة( هذا ماكنت اعتقده) المرصعة بالدرر ذات اللون الخمري ...
وعلى قمة مناخة وقفت بعد ذلك بعشرين سنة انا وصديقي الروسي ( ايجور ) وزوجته لنلتقط لهم صورة تذكارية مع شجرة البن فوجدتها شجرة ضامرة قميئة مصفرة ذابلة الاوراق خجولة وهي ترى نضارة عيدان القات القريبة منها والمروية والمرعية بعناية ..نظرت لهذه الشجرة بازدراء وسخرية اهذه الشجرة التي كانت عروقها واغصانها تملأ تجاويف عروقي فأهتز كلما "سمعت يااااااااااا حارس البن "ياللغرابة وتركتها غير اسف ...
ولكن ما ان تركنا هذه الشجرة حتى اصابتنا الثلاثة بعدها باشهر ما يصيب الذين يسخرون او يعبثون بالكنوز الاسطورية ... فانتهى الامر بزوجة صديقي ايجور جثة هامدة في شقتها في الحديدة بخنجر شاب يمني في جريمة هزت المدينة وب ( ايجور ) وحيدا( في دبي ) مفارقا لرفيقة عمره وزميلة مهنته طبيبة الانف والاذن والحنجرة وبي مهاجرا خارج البلد ...
قصة ثلاثتنا وان لم يكن البن هو السبب الا انها قصة شعب احتقر هذه الشجرة واستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير فأضاع الكنز واقتلع الشجرة وأغوى الحارس الاسطوري لذي اصبح جالسا متكأ الى جذع شجرة قد انتفخ خده كالغدة السرطانية يمضغ القات وينفخ الدخان ويلتقم ( الشمة ) ويحتسي زجاجات الببسي كولا وينتف لحيته الكثة وشعره الاشعث ويسعل حتى تنتفخ اوداجه شارد النظرات يفكر بمصاريف اليوم وما سيجود به عليه صاحب ( الحول ) وكيف سيشتري حليب الرضيع ودواء الازمة للطفلة ودواء السكر للأم المقعده بجلطة زارتها في نوبة غضب عارمة وحزن شديد على ما آل اليه حارس البن ...يقضي ليله يتنهد ويتؤه وهو يتذكر ايام مجده وعزه ( البعض سيتوقع ان انهي كالعادة وتدحرجت الدموع من عينية ) ورغم ان هذا ما حدث لكن خلينا نغير النهاية بنهاية حقيقية هي الاخرى واخذ يترنم " يااااا حارس البن ... وينتابه السعال الذي اكتسبه مع الدرن ياااااحارس أهه ..أهه ..أهه يااااحارس أهه ..أهه ..أهه يااااحارس البن شلوووك أهه ..أهه ..أهه "وتتخثر الدموع في عينيه .