آخر الاخبار

مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024.. اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية والتعليم تناقش سير العام الدراسي

الفندم «نوح»!
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 17 مايو 2011 04:13 م

منذ 33 عاماُ والرئيس «صالح» يوصِّل لنا الطريق، لكن للآن ولا خرجنا معه إلى طريق!

لا أصبحنا معه قبائل ولا مدنيين.لا أصبحنا حداثيين، ولا راديكاليين.لا رأس مال وطني و«هِيْه» ولا صنايعيه ولا طُفيليين .

لا أصبحنا حزبيين خالص ولا مستقلين خالص ولا رجال دين خالص ولا تجار خالص، بل أصبح اليمني هو الوحيد من سكان الكوكب الذي إذا سألته : كيف تشوف الوضع ؟ يرد عليك كما لو أنه وصل للتو من الفضاء “والله ماعد درينا كيف!”ويستطرد ليمنحك الأمل “كب لاشعوب” رجل الدين أصبح يفتي في السياسة، ورجل السياسة يفتي في مسائل الوقاية من أعراض الربو والسعال الديكي، ورجال الاقتصاد يتحدثون بلباقة عن نواقض الوضوء، والقبيلي “المبندق” يتحدث عن أسواق البورصة كأنه ميشيل كامديسو..«المهم رَبَشنا هذا الفندم الله يربشه».

< العسكري أصبح ينظر في شئون تنظيم الأسرة، وكابتن المنتخب يتحدث عن خطط للهروب من جوانتنامو، وأستاذ الجامعة يشرح للطلبة – باستفاضة - الطرق المثلى لتعبئة صناديق الاقتراع!

< الفارغون في عهده أصبحوا أكثر الناس حظوة ، فيما المؤهلون من حملة أهم الشهادات أصبحوا إما “عطالة” وإما “في الجيب” وإما مُدعممين يطلبوا الله على جهالهم و«عرْ» حد يطلع نخس؟!.

< في عهد«صالح» طبعاً تحقق الشيء الكثير. أصبح لدينا مدارس ومافيش تعليم . عندنا مستشفيات ومافيش صحة.. عندنا جامعات ومافيش تأهيل.عندنا أقسام شرطة ومافيش ضبط..عندنا قضاء ومافيش عدالة .

في عهد “صالح” اختلط الحابل بالنابل والطالح بالصالح والمثقف بالأمي وحتى مصطلحات اللغة اختبصت علينا وأصبح بالإمكان أن تستخدم عبارات «لم ولن» لأي جملة تخطر على بالك ، وهناك دائماً من يصفق.

يكفي أن تستمع إلى خطاب واحد للرئيس لتشعر بالدوار أو تستمع إلى كلمة واحدة يلقيها العميد يحيى الراعي - رئيس مجلس النواب - لتستغني تماماً عن مشاهدة مسرحية «شاهد ماشافش حاجة» .

ولكي تشعر بالمغص الكلوي يكفي أن تشاهد أراجيز البركاني والرعوي واللوزي والحبيشي والنجم الصاعد أحمد الصوفي .. تصفيقة حلوة لهذا البهلوان أمانة عليكم، يستاهل والله.

في هذا البلد الملطوم بـ«علي صالح» و شلة منظومته، يمكنك أن تفعل أي شيء إلا أن تشعر بالسعادة.

< وأما وجه الشبه بين الرئيس «صالح» ونبي الله «نوح»، فهو ببساطة كالتالي :

- سيدنا نوح الأطول عمراً من الأنبياء وسيدنا “صالح” الأطول عمراً بين الرؤساء اليمنيين.

- سفينة نوح غرقت في الطوفان.. و«علي صالح» طول عمره يفجعنا بالطوفان.

نوح حمّّل على السفينة من كل زوجين اثنين، والرئيس جعل في اليمن من كل زوجين اثنين، وأحياناً ثلاثة أزواج.

 الجيش زوجين اثنين .. فردة معه وفردة مع حليفه القديم علي محسن.أحزاب المعارضة جعل منها نسختين، وحتى الساحات لدينا الآن نسختين. نسخة التحرير ونسخة الجامعة. المسيرات نسختين..والجمعة جمعتين، جمعة “السبعين” وجمعة “الستين”. المهم «رَبَشنا» هذا الفندم “نوح” الله يربشه .

***

< الأهل في انتظار الأفضل دوماً من أولادهم . ولابد أن أولاد الرئيس وأبناء أشقائه قد منحوا أهاليهم طيلة كل السنوات الفائتة كثيراً من الحظوة والمال ،لكن سيصعب عليهم بالتأكيد أن يمنحوهم ولو شيئاً بسيطاً من الرفعة واحترام التاريخ طالما أوغلوا بالقتل.

 < منذ 11فبراير وحتى اللحظة ومئات من الشباب المحتجين يستشهدون – بلؤم رصاصات 5 شبان - على الأقل - من أبناء العائلة الحاكمة.

يفترض أن يكون القادة الشباب في عائلة الرئيس قد استفادوا جيداً من درس جمال وعلاء مبارك, وماقدمه طمع الأبناء لوالدهما المخلوع حتى الآن ليس أكثر من الإهانات التاريخية والمرمطة في المحاكم.و..ربنا يقطع الخلفة لو أن النهايات ستكون سيئة كتلك.

***

< أنت جاهز لخوض المرحلة المقبلة ، فبمقدورك إذن أن تستهزئ بمشاكلك .وللتنبيه فقط أكرر عل العويلة يفهمون: الأهل في انتظار الأفضل دوماً من أولادهم. وكلما سقط شهيد إضافي ازدادت كُلفة النجاة..أقصد النجاة بطريقة لائقة على الأقل.

إن كنتم جاهزين لخوض المرحلة المقبلة فبوسعكم الاستهزاء إذن بمحنة الرجل العجوز.وفي الزمن الغابر عموماً، عصى “سام” والده وغرق بالطوفان، وأخشى أن يتكرر المشهد الآن - بطريقة مغايرة- ويتسبب الأبناء في غرق “نوح” هذه المرة.

fekry19@hotmail.com

 

* نقلا عن صحيفة حديث المدينة بالاتفاق مع الكاتب