|
رحل عنا عام 1429هـ - 2008م - وإلى الأبد !!!
وها هو عام جديد أطل علينا 1430هـ - 2009م !!!
مضى اثنا عشر شهراً ، 365 يوما كاملة ، 8760 ساعة دون نقصان ، مرت بنا 525,600 دقيقة ، 31,536,000 ثانية ، مضى كل ذلك وانقضى ، وكل منا يهنيء الآخر بقدوم عامٍ جديد .
تلك هي حقيقة أعمارنا ، مجموعة أيامٍ وليالٍ ، كلما مضى يوم أو انقضت ليلة ، كلما نقص رصيد أيامنا ، حتى ينتهي ذلك الرصيد ، ثم نغادر هذه الدنيا ، فالعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد وخطط لغده .
لنعود معاً بذاكرتنا إثنا عشر شهرا مضت , ماذا قدمنا؟؟ ماذا تركنا من أثر؟؟ ماذا أضفنا إلى حياتنا ؟؟ فإن كان خيراً فلنحمدلله ، وإن كان غير ذلك فلنبادر إلى استدراك مافاتنا . يقول الحسن البصري : ( يا بن آدم إنما أنت أيام ؛ فإذا ذهب يوم فقد ذهب بعضك ) ، ويقول بن الجوزي رحمه الله تعالى : ( من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر ) .
إنا لفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يُدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فانما الربح و الخسران فى العمل
الأعمار تقاس بالأعمال :
نحنُ في الأيام الأولى لعامٍ مجموع أيامه 365 يوماً، فهل أعددنا له ليكون مُشرقاً مليئاً بالعمل والإنجاز ، والفرح والسّعادة ، والإيجابية والتحدي ؟
هل أعددنا وخططنا له ( حكومات وشعوب ، أفراد ومؤسسات ، نساء ورجال ، آباء وأمهات ، .. الخ ؟
إن أعمار الأمم والشعوب والأفراد ، تُحسب وتقاس بمقدار ما تقدمه وتنجزه للبشرية ، فأسلافنا في صدر الإسلام - رضوان الله تعالى عليهم - بنوا الحضارة الإسلامية بأزهى صورها ، خلال فترة زمنية وجيزة ، حتى نهل من حضارتنا المجيدة الأمم الأخرى في الشرق والغرب ، وشهد القاصي والداني بعظمة تلك الحضارة ، وقوة أولئك الأفذاذ ، لأنهم سخّروا إمكاناتهم العقلية والجسدية والزمنية لخدمة دينهم وأمتهم ، فكانت أوقاتهم منظمة، فلم يضيعوا فرصة ، ولم يهدروا طاقة ، إلا فيما يبني أمتهم ويعلي مكانتهم بين الأمم والشعوب .
ولذا فالأمة التي لاترسم لحياتها خططاً مكتوبة ، وفق رؤى واضحة ، ولا تحسن استغلال الوقت لا يمكن أن تكون في مركز الصدارة والقيادة ، بل تعيش في فوضى وتخبط وعشوائية ، فيؤدي ذللك إلى ضياعها وتأخرها ، فيكون وجودها كعدمها ، وصدق الرافعي حين قال : (إذا لم تزد على الحياة شيئاً كنت انتَ زائداً على الحياة) .
يقول د. ابراهيم الفقي – استاذ التنمية البشرية – في كتابه سيطر على حياتك : " "إن عدم وجود خطة فى حياتك يجعلك تعيش الحياة وكأنها حالة طوارئ .. كل شئ فيها متداخل ومضطرب .. وعلى العكس من ذلك ، فوجود خطة منظمة ومتوازنة لحياتك .. سيجعلك أكثر تركيزا على طريقة معيشتك ، وستجد أن هناك طاقة هائلة ونشطة بداخلك على الدوام تدفعك إلى الاستمتاع الدائم بحياتك " .
تأمل فيما تعمل :
هذه قاعدة عامة ضمن فقه الأولويات والموازنات ، وأرى فائدتها عند التخطيط أوالشروع في تنفيذ أي عمل كان وتتلخص في ثلاث نقاط :
1- اختبار الضرورة : هل هذا العمل ضروري وله أولوية في حياتي ؟ لأن هناك الكثير من الأنشطة والأعمال التي نقوم بها ، لمجرد أننا نحبها فقط لا أنها ضرورية .
2- اختبار الخصوصية : هل هذا العمل يخصني ؟ سوف تكتشف أنك تقوم بمهام كثيرة ليس من اختصاصك.
3- اختبار الكفاءة : هل سأنفذ هذا العمل بأكبر قدر من الكفاءة الممكنة ؟
استبيان تطبيقي :
نصل إلى الجانب العملي : وهو أن تجيب أخي القارئ عن السؤالين التاليين باختيارك لإجابة واحدة من الخيارات الثلاثة لكل سؤال وفقاً لواقعك الحالي :
س1 :هل خصصت جلسة تقييمة لما تم إنجازه في العام الماضي 1429هـ - 2008م ؟؟؟؟
1- نعم ( )
2- لدي نية ولم أقم بها حتى الآن ( )
3 - لا - لم تخطر على بالي إطلاقاً ( )
س2 : هل أعددت خطة العام القادم 1430هـ - 2009م ؟؟ كـ " فرد ( )- أسرة ( )- مؤسسة ( )
1- نعم أعددت خطة مكتوبة ( )
2- نعم لدي خطة ذهنية (غير مكتوبه) ( )
3- لا ( )
فإن كانت إجابتك إيجابية فحافظ على المستوى الذي أنت عليه واعمل على الارتقاء نحو الافضل ، وإن كان غير ذلك فبادر إلى وضع خطتك وأهدافك الخاصة .. كيف ذلك ؟؟
حدد أهدافك بوضوح , أكتب ماذا تريد أن تغيّر أو تطور أو تنجز أو تنفذ هذا العام؟ ثم لماذا تريد أن تفعل ذلك؟ حتى تتعرف على دوافعك وأهميتها وقوتها , ولتتأكد من جدوى الهدف .. ثم متى تبدأ ؟ وأين ؟ وكيف سيكون التنفيذ ؟
أهم فوائد كتابة الخطة :
1- تُريح ذهنك من تزاحم الأفكار والأهداف وغموضها ، فعند كتابتها محددة مزمنة قابلة للقياس بمؤشرات واضحة , حينها تكون الأهداف أكثر تنظيما ، وأسهل تنفيذاً .
2- الخطة المكتوبة تجعل الحلم حقيقة فمع مرور الأيام ، ستجد نفسك تقترب من تحقيق أهدافك التي حددتها ، شرط المتابعة والتقييم المستمر .
نأمل أن نقضي عاماً حافلاً بالخير والعطاء ، عنوانه الأمل والطموح ، وتاجه التوكل على الله ، وذروة سنامه التخطيط مصحوباً بالإرادة والرغبة والعمل الدؤوب .
Email: training.h@gmail.com
في الأحد 28 ديسمبر-كانون الأول 2008 07:57:27 م