الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي والتنافس مستمر على مجلس النواب سفينة حربية إيطالية تنضم إلى حملة حماية البحر الأحمر ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق النتائج الأولية مفاجأة مدوية.. صلاح بديلا لنيمار في الهلال السعودي ترامب يعلن التقدم والفوز في 12 منطقة أمريكية … . نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحظة بلحظة التحالف العربي ينفذ ثلاث عمليات إجلاء جوية في سقطرى الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية
لا ضير أن تحلم اليوم بالعيش في عالم تندر فيه علامات الحياة المتناغمة مع سياقات الحلم، ولا ضير كذلك أن تحلم بوطن آمن ومزدهر تفاخر به وبهويتك أينما يممت وجهك... هذا أدنى ما يحلم به الإنسان؛ ولذلك حينما لا يملك الإنسان مكاناً يوفر له قوته وحريته وآمنه لا إنسانية له ولا هوية.
كم مرات يتعرض الإنسان للألم والقهر في وطن لا يحسن أربابه إلا بيع الأوهام، ووأد الأحلام، ومع ذلك يظل عالقاً بتلابيبه يتنفس هواه ويفترش أرضه ويلتحف سماءه ..ثمة رابطٌ خفي يجمع بين الإنسان ومكانه الذي يشاطره الأحلام والأحزان.
تتجسد هذه الحالة فيمن يمتلك إحساساً وشعوراَ، أو قلباً نابضاً بالحياة، أما أن من يغيب في ذاته وخصوصيته ويشبع رغباته ويساير مصلحته الآنية دون مراعاة هوية الوطن ومصلحته وسمعته فأنه في الأصل خارجٌ عن الوعي ومنزوعُ الإرادة ومصابٌ بفيروس أفقده أغلى ما يملك من إحساس بالوطن وشعور بجماليته وغيرة على سمعته... هذا التوصيف ليس رد فعل على الإخراج السيئ لافتتاحية خليجي عشرين أو على الهزيمة الشنعاء التي لحقت بالمنتخب الوطني، وإنما هو إقرار لحالة ماثلة في واقع المجتمع اليمني أصبحت ثقافة راسخة في عقول كثير من أبناء المجتمع ونفوسهم، وهي ظاهرة (ضبابية الهوية) هوية الإنسان اليمني التي ينبغي أن يعتز بها كل إنسان يعيش على هذه الأرض المباركة، والاعتزاز ليس مجرد أقوال أو رفع شعارات فارغة المحتوى، وإنما يكون في مضمار التنافس من أجل مصلحة الوطن والعمل بصدق وإخلاص للنهوض به في كل مناحي الحياة، والترفع عن كل فعل يسيء إلى سمعته ويشوه سماته الحضارية.
الاعتزاز بالوطن يكون من خلال تمثيل الوطن على أحسن وجه في الداخل والخارج، أن نحيي كل محاسنه تمثلا وسلوكاً ونميت كل مساوئه ...... من منا يعمل على ذلك. إنها فاجعة كبرى أن يكون كثير ممن يمثل الوطن من مسئولين ومثقفين ورجال أعمال في عالمهم الخاص لا يهمهم سوى كم ربحوا وكم كسبوا أما الوطن فإلى الجحيم... يظهر ذلك جلياً في مواقف كثيرة لا حصر لها وليس آخرها ما حدث ويحدث في خليجي عشرين من نهب لأقوات الملايين وتشويش لصورة بلدٍ كم هو يتيم لمثل هذا الحدث الذي يمكن من خلاله تحقيق غايات كبرى تخدم سياسته واقتصاده وآمنه وتؤهله للانفتاح على نوافذ عديدة قد تشاركه أحزانه وآلامه وآماله.
الاعتزاز بالوطن ليس حشد الآلاف للمباهاة بلوحة فنية أو أداء رقصة شعبية وإنما غرس حب الولاء في نفوسهم وتجسيد مبدأ العدل كي لا يخرجوا في اليوم التالي في تظاهرة بحثاً عن حقوقهم المسلوبة.
الاعتزاز بالوطن ليس تلميع الشوارع بالزينة الكاذبة أو رصه بطبقة مزيفة من الأسفلت غير قادرة لمواجهة حر الشمس أو السير عليها أسابيع معدودات، وإنما باستشعار الأمانة عند التنفيذ واستحضار مبدأ الجزاء والحساب.
الاعتزاز بالوطن ليس ببيع الأوهام على البسطاء وتدليس الأمور ومحاولة الظهور في عباءة لا تتناسب في شكلها وحجمها مع الواقع ....
يكفي سنوات من الوهم والتدليس والكذب والافتراء، يكفي تلميع الأشياء وتضخيم الأمور حتى غدت جملةٌ من السلبيات ثقافة مجتمعية يئن منها النظام السياسي والواقع المجتمعي كالرشوة والاختلاس وغياب الوازع الديني والأخلاقي.
يكفي كثير من الهزائم النفسية والمعنوية، (لقد بلغ السيل الزبى)، هل من آذان صاغية قبل أن تصدق نبوءة زرقاء اليمامة.