بين..صناعة التشدد.. والاعتدال1-2
بقلم/ د: أمين السلمي
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 23 يوماً
الخميس 13 مايو 2010 04:56 م

المشاهد اليوم لمناظر أشلاء الشباب الذين يفجرون أنفسهم وينتحرون تحت ظلال الفكر الديني المنحرف ليس في اليمن فحسب ولكن في كثير من البلاد .. يقابله أيضاً انحراف فكري يفجر أصحابه أنفسهم تحت ظلال الأخلاقي والسلوكي والثقافة أو التقليد الأعمى بزعم الحداثة والإبداع فكلا الفكرين مرفوضٌ مطلقاً لأن المؤدى والنتيجة واحدة وهو الفساد الذي حذر من الله سبحانه وتعالى بقوله ( والله لا يحب الفساد) .

يقول الله تعالى يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ روى الإمام أحمد في مسنده وحسنه الألباني ويقول النبي عليه الصلاة والسلام : ((إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)) وأخرج البيهقي قول النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً : (( لكل عملٍ شرة ولكل شرةٍ فترة فمن فترته إلى سنتي ف اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك ) ) ورواه الطبراني بلفظ آخر .

إن مما ابتليت به الأمة الإسلامية عامة اليوم! قضية العنف والغلو والتطرف التي عصفت رياحها بأذهان البسطاء من الشباب كنتيجة حتمية لغياب أو ضعف التوجيه الصحيح لهم ، فراح بعضهم يصدر أحكاما ويفعل إجراما يفجرون ويكفرون ويعيثون في الأرض فسادا ويظهر فيهم العنف والتطرف إفراطا وتفريطا .. فانشغل الناس وسُلبوا راحتهم وأثرت على أسباب رزقهم وأمان بلدانهم أ وانصرفوا إلى محاربة هذه الظاهرة بكل الوسائل السياسية والثقافية والعسكرية خاصة هذه الأيام ، وبالمقابل نجد أيضاً التشدد والغلو والتطرف من بعض من يسمون أنفسهم مثقفين الذين يحاربون فكر التطرف بتطرف مقابل وبنفس الطريقة فتزداد الشقة والخلاف مما يوقع المعتدلين بين فكي كماشة المتطرفون الذين يتدثرون بعباءة الدين والمتطرفون الآخرون الذين يتدثرون بعباءة التنوير وحرية الفكر ولعمر الله : إنها فتنة عمياء تستوجب التأمل وتستدعي التفكير في الكشف عن جذورها في حياة المسلمين المعاصرين ، وهذا يعد من أهم عوامل التخلص من الخلل الذي أثقل كاهل الأمة وأضعف قوتها وفرق كلمتها .

وإن الحقيقة التي لا جدال فيها أن لكل شيء في هذا العالم مقدارا قدره الله بعلمه وحكمته: { وكل شيء عنده بمقدار } [الرعد:8] أي لا إفراط ولا تفريط في خلق الله ، وبالتالي لا غلو بالتقدم ولا غلو بالتأخر في دين الله ، ولهذا عندما جاء أعرابي للبصري وقال له : \"يا أبا سعيد ، علمني دينا وسوطا ، لا ذاهبا فروطا ، ولا ساقطا سقوطا . \"أي دينا متوسطا ، لا متقدما بالغلو ، ولا متأخرا بالغلو\" . قال له الحسن : أحسنت يا أعرابي ، خير الأمور أوساطها ، ويقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله : \"فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إفراط وغلو ، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين والوسط بين طرفين ذميمين فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له فالغالي فيه مضيع له ؛ هذا بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد .

إن الإرهاب والتطرف والعنف لم يأت اعتباطا ولم ينشأ جزافا بل له أسبابه ودواعيه ، ومعرفة السبب غاية في الأهمية ذلك لأن معرفة السبب تحدد نوع العلاج وصفة الدواء ، فلا علاج إلا بعد تشخيص ، ولا تشخيص إلا ببيان السبب أو الأسباب فما هي هذه الأسباب والبواعث التي أدت إلى هذا الفكر الضال؟

إن أسباب نشأة هذا الفكر متعددة ومتنوعة ، فقد .. فكرية .. أو نفسية .. أو سياسية .. أو اجتماعية .. أو يكون الباعث عليه دوافع اقتصادية .. وتربوية . . إلخ .

وبالنظرة الشاملة المتوازنة نستطيع أن نجزم بأن الأسباب متشابكة ومتداخلة ، ولهذا لا ينبغي أن نقف عند سبب واحد ، فالظاهرة التي أمامنا ظاهرة مركبة معقدة وأسبابها كثيرة ومتداخلة .

فالإسلام يكابد اليوم حربا ضروسا تعددت مصادرها وتنوعت أشكالها وتبدلت وسائلها لتتناسب مع تغيرات الأحوال وتبدلات الزمان واختلاف المكان وإن اتفقت كلها على وحدة الهدف والمحاولات المستميتة للقضاء على الإسلام الصافي في حربه بيد أبنائه لوقف شمسه واسكات صوته !! ودعمونا نبدأ بذكر السبب الرئيسي لصناعة التشدد والتطرف وللتفصيل أكثر دعونا نتناول أسباب صناعة التشدد :

(1) الجهل بقواعد الإسلام ومقاصده الرئيسية ... إن من علامات الساعة أن يتحدث الرويبضة في شأن العامة والقضايا المصيرية ومن لا هم له إلا شهواته ، أو من حمل بأفكار غريبة يتولى تربية الشباب فتستغل عواطفهم بتحميلهم أفكارا تؤدي لتحمسهم بلا ضابط ولا رادع ولا رجوع لأهل العلم الصالحين الذين خبروا الأمور ودرسوا معالم الإصلاح جيدا ، ولا نجد تعليلا لذلك إلا الجهل ، فالجهل داء عظيم وشر مستطير تنبعث منه كل فتنة عمياء وشر وبلاء ، قال أبو الدرداء رضي الله عنه : (كن عالما أو متعلما أو مجالسا ولاتكن الرابعة فتهلك . وهي الجهل ، ومنه حديث : « ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما دواء العي السؤال » ، وحديث عثمان الذي رواه البخاري : « من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين » ، ويندرج في ذلك القول في دين الله بغير علم ؛ وذلك أن الجاهل يسعى إلى الإصلاح فينتهج طرقا يظنها حسنة فيسيء من حيث أراد الإحسان فيترتب على ذلك مفاسد عظيمة ، كالذي يريد أن ينكر وجود الكفار في الجزيرة فيفجر ديارهم ومساكنهم وفيهم من ليس منهم . بل قد أمرنا أن لا نسيء إليهم للعهد الذي بيننا وبينهم والأمان الذي أخذوه من ولي أمر المسلمين . هذا بالإضافة إلى شموله من ليس منهم .

فيضاعف تلك المفاسد الناشئة عن ذلك .

الجهل الواضح بالمقاصد الحقيقة للشريعة الإسلامية .. الجهل بمقاصد الشريعة ، والتخرص على معانيها بالظن من غير تثبت ، أو الأخذ فيها بالنظر الأول ، ولا يكون ذلك من راسخ في العلم ؛ ألا ترى إلى الخوارج كيف خرجوا عن الدين كما يخرج السهم من الصيد المرمي ؟ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفهم بأنهم « يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم » كما رواه البخاري ج3 / 1321 باب علامة النبوة في الإسلام كتاب المناقب . ومسلم ج1 / 563 ، بمعني - والله أعلم - أنهم لا يتفقهون به حتى يصل إلى قلوبهم ، لأن الفهم راجع إلى القلب ، فإذا لم يصل إلى القلب لم يحصل فيه فهم على حال ، وهذا يقف عند محل الأصوات والحروف فقط ، وهو الذي يشترك فيه من يفهم ومن لا يفهم . وما تقدم أيضا من قوله عليه الصلاة والسلام: « إن الله لا يقبض العلم انتزاعا » إلى آخره .

(2) المقارنة بين مثالية الماضي وواقع الحاضر .. المنقولة لنا عن المجتمع الإسلامي في عهد النبوة وعهود الصحابة وما كان عليه المجتمع من عدل ومساواة وعفة وشرف ونزاهة وكل المعاني الجميلة ، فينظر لها كحالة مفقودة اليوم .. وليس الخطأ في المثالية أو النظرة إلى محاولة تحقيقها ، لكن المشكلة تكمن في النتائج المترتبة عن تأخر وصعوبة تحقيق الحالة المثالية والتي هي في نظري مثالية جمعية وليست مثالية تفصيلية فقد وجد في عهد النبوة والعهود الإسلامية اللاحقة بعض مظاهر الانحراف ولكن بالجملة كان هناك محاربة لها ، وعندما يحاول البعض تطبيق هذه الحالة ويستعجل النتائج بأسرع ما يكمن ولا يستطيع يكون أول ملمح فكري إذا لم يعالج في وقته بالتوعية الصحيحة من ملامح أسباب صناعة التشدد والغلو فيدخل عن ذلك في قلق فكري يصاحبه اليأس من إصلاح المجتمع فينتقل رويداً رويداً إلى حالة القلق العقدي والذي أتناوله في الملمح الثاني .

(3) القلق العقدي .. وأقصد بذلك البنية التحتية للتشدد والغلو والذي من خلاله يصنف الآخرين بل كل من يتعامل معه من عامة الناس المسلمين بمعي ومشابه لفكري ومضاد لي ولفكري فيتكون عند ذلك حالة من الفرز النفسي لدى المتشدد يعين من خلالها الأعداء والخصوم .

(4) احتكار الحقيقة ... ويبدأ ذلك عقب الفرز النفسي وهو احتكار الأفكار والأفعال الصحيحة وحصرها في فئة دون البقية فتتشكل عند ذلك حالة الواحدية في التفكير .. والتقرير .. والرأي .. والمرجعية .. كل ذلك يبعث على اشتعال هائل في صدور المتشددين فيظهر عند ذلك العنف الذاتي.

(5) العنف الذاتي ... والذي أقصد به جلد المتشدد لذاته ولومه لنفسه بطريقة معذبة عن سابق عهدة وعن سكوته عن تغيير المنكرات والتعسير على نفسه باعتزال الناس ومحالة حصر نفسه على أقرانه ويبدأ بإنزال مساءل الفروع بمنازل الأصول ويبني عليها الأحكام من حلال وحرام وكفر وإيمان ، وسرعان ما يتحول هذا إلى عنف دعوي اتجاه الآخرين ... وهو استعمال طريقة وأسلوب العنف في شرح المفاهيم الدينية والقناعات الفكرية تجاه المستقبلين ومحاولة إلزامهم بقناعات محددة في قضايا معينة .

(6) الإحساس بالظلم .. نتيجة محاولة الرد على الأسئلة المثارة لماذا المسلمون في حال ضعف لماذا فلسطين محتلة واليهود يقتلون الرجال ويغتصبون النساء وييتم الأطفال ، لماذا تحتل ؟أفغانستان والعراق ؟ ومع هذا الحكام لا يأخذون بالثأر ، ولا يحركون ساكناً ؟ .. وهل الحكام هم جزء من المؤمرات التي يتعرض لها الإسلام من قبل غير المسلمين؟ سواء دول كبرى أو منظمات عالمية أو محاكم دولية ، فضلاً عن بعض مظاهر الفساد والانحلال في بعض المجتمعات الإسلامية من انتشار الخمور والدعارة والمخالفات الشرعية التي تحمى في بعض البلاد ويروج لها ، مروراً بطابور طويل من الاحتقانات التي تتولد في النفوس نتيجة الفقر والتهميش واحتكار السلطة والقرار .. الأمرر الذي يؤجج الصراع الفكري داخل أوساط المتشددين مما يصل بهم الحال لتكفير المجتمع والحاكم وبالتالي استحلال الدم والعرض والمال فتتهيأ في النفوس وتنضج فكرة أننا نعيش في جاهلية فالحاكم لا يحكم بما أنزل الله فهو كافر .. والأمن يحمي الحاكم فالأمن بجميع أفراده كفار .. والمجتمع الذي يتقبل هذه الأوضاع مجتمع كافر .. وبالجملة فكلهم يستحقون القتل !!!! فينشأ السبب السابع وهو عدم القدرة على التعامل مع الواقع .

(7) التوعية السلبية .. إما التي يتلقاها المتشدد في محاضن تربوية خاصة بعيداً عن رقابة الدولة ودون علمها فينشأ التناقض بين ما يتلقاه الفرد في هذه المحاضن وبين ما يعيشه الناس من واقع فكري .. هذا جانب .. وجانب آخر في ضعف والقصور الواضح في المحاضن التربوية التي تديرها الدولة من مدارس وجامعات ومعاهد فيغيب عنصر التوعية بالدين بطريقة منصفة فإما أن تجد منهج ضعيف في تركيبته العلمية أو ضعيف نتيجة ضعف الذين يقومون على تعليمه .. ومن ناحية ثالثة لا يقوم الإعلام بواجبه في بلادنا إلا بطريقة أسميع انا ( أزموية التعامل الإعلامي مع القضايا الخطيرة ) فمثلاً لا يتكلم الإعلام عن فساد الأخلاق إلى إذا وقعت قضية أخلاقية كبيرة تحرك الشارع والمجتمع ، ولا يتناول الإعلام قضايا السلوكيات الفاسدة التي يعيشها الشباب اليوم إلا إذا ثارت قية اغتصاب أو عرض ، لا يتكلم الإعلام عن المخدرات إلا إذا لا قدر الله تحول كثير من الشباب إلى الإدمان .. لا يتكلم الإعلام عن خطورة الإرهاب إلا إذا حصل تفجيرات ونحوه ... بل يزيد الطين بله عندما يتعامل الإعلام مع قضايا مثل التي ذكرنا بطريقة معكوسة ولنأخذ مثلاً يعرض التلفزيون حلقة نادرة عن أهمية استقامة الشباب ثم يعقب ذللك بأغنية تثير غرائز أصحاب السبعين والثمانين سنة فضلاً عن الشباب ، يعرض حلقة عن خطورة الجرائم في الوقت الذي يعرض مسلسلات فاضحة تعلم الأطفال الجريمة ، وغير ذلك من التعامل المعكوس . (ولعل هذا السبب يحتاج إلى تفصيل بطريقة علمية مدروسة مبنية على التحليل والاستنتاج ).

(8) عدم القدرة على التعامل مع المتغيرات .. كل الأسباب السابقة مجتمعة أو متفرقة تسد الباب أما أصحاب الفكر المتشدد الغاليين في الدين إلى عدم القدرة على التعامل مع واقع ما يعيشون ويعجزون على إنزال وإسقاط الأحكام الشرعية برؤية صحيحة على واقع الحال المعاش ، فمتغيرات السياسة والتعامل مع النظام الديمقراطي بطريقة تداول السلطة مسألة لا يستطيعون التعامل معها تارة لاعتقادهم بأن الديمقراطية إن هي إلا بدعة من دول كافرة وهي باطلة وما بني على باطل فهو باطل دون النظر إلى ما يمكن أن تستفيد منها دون أن يمس ما أخذناه من الغرب بثوابت ديننا ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنهم يعتقدون بأن الحكام اتخذوا من بدعة الديمقراطية مطية وحولوها إلى (دملوكيات) يظل فيها الحاكم إلى ما شاء الله ثم يرثه أهله من بعد ذلك ، لا يستطيعون التعايش مع المتغيرات الثقافية وتطور المجتمعات فتبرز الصعوبة في التعامل مع هذه المستجدات إلا من منطلق التشدد والغلو .

(9) رؤيتهم للوطن القطري بطريقة اشمئزازية .. بحيث يعتقدون أن أرض المسلمون كلها واحد ، وإن كان هذا الأمر صحيحاً على الأقل من وجهة نظرية فقط ، ولكن الحقيقة أن المسلمون اليوم دول قطرية نتنمنى أن تجتمع ولكن ليس بالطريقة والأسلوب الذي يزيد من تقسيم المقسم وتجزيء المجزئ ، فهم لا يرون انتماءً للوطن ولا وجوب الحب له ، ولا واجب الدفاع عنه وكل هذا كنتيجة حتمية للجهل بقواعد الإسلام ومقاصده الرئيسية .

(10) الأحوال السيئة التي يعيشون فيها .. وأقصد بهذا الملمح سواءٍ الحالة الاقتصادية أو التعليمية أو الاجتماعية ولنأخذ الحالة الاقتصادية كمثال .. فلكل إنسان حاجات لتستقر حياته حاجته للبقاء .. حاجته للنماء .. حاجته للرفاهية .. فكلما قل دخل الفرد أو كان منعدماً كان رضاه واستقراره غير ثابت بل قد يتحول هذا الاضطراب وعدم الرضا إلى كراهية تقوده إلى نقمة على المجتمع . وهذا الحال من الإحباط يولد شعورا سلبيا تجاه المجتمع ، ومن آثاره عدم انتمائه لوطنه ونبذ الشعور بالمسئولية الوطنية ولهذا يتكون لديه شعورا بالانتقام وقد يستثمر هذا الشعور بعض المغرضين والمثبطين فيزينون له قدرتهم على تحسين وضعه الاقتصادي دون النظر إلى عواقب ذلك وما يترتب عليها من مفاسد وأضرار ، فيقع فريسة سهلة لأصحاب الفكر الضال المتشدد ، فيتحول من آدمي إلى قنبلة أو حزام ناسف . وسوف أتناول هذا الملمح عندما أتكلم عن صناعة الاعتدال كجزء من الحلول بشيء من الاستفاضة من خلال التركيز على الحاجات الأساسية حتى يزداد معتنقي فكر الاعتدال والتنوير .

شكراً جزيلاً لكم وإلى اللقاء