مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
مدير عام مرور محافظة إب العقيد قيس بن علي الإرياني انتقد واقع المدن اليمنية، وقال إنها لم تخضع لتخطيط المدن الحضرية المحملة بكل اسباب التطور والحداثة وغلب عليها الطابع العشوائي ودائماً ما كانت تخضع لرغبات اشخاص ومتنفذين».
ونفى في لقاء مع «الثوري» وجود شوارع في اليمن واعتبرها اسواقاً شعبية. وقال إننا نعيش حرباً مرورية مروعة حيث معدل وفيات الحوادث المرورية هو الأعلى في البلد، داعياً الى ضرورة إيلاء الدولة والمجتمع المزيد من الاهتمام بالمرور وتوفير الإمكانيات البشرية المؤهلة والمادية للنهوض بهذا القطاع الحيوي والهام والذي يمثل عصب الحياة.. كثيرة هي الأفكار والرؤى كما هي المشكلات أيضاً كثيرة ومتعددة نحاول الوقوف على بعض منها هنا..
لقاء/ سام أبو اصبع
ما تقييمك للوضع المروري في اليمن عامة وفي محافظة اب خاصة؟
- الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر أتت والمدن اليمنية محدودة في نطاق أكبر مدينة ثلاثة كيلو مترات مربعة وكذلك الطريق محدودة وكانت تربط بين العاصمة والميناء والشيء نفسه في الجنوب والطريق عادة تعمل لكي تخدم الناس وعندنا كانت تعمل لكي تخدم من يحكم وفي ذلك الحين لو خططت مدننا من حيث انتهى العالم لكانت اليوم من اجمل المدن، مدننا لم تخطط والذي حصل مع اتساع المدن واتساع خريطة الوطن وترابطت بشبكة من الطرقات، ومع ارتفاع عدد السكان وارتفاع عدد المركبات التي تتزايد بشكل يومي والمدن لدينا لم تخضع لتخطيط المدن الحضرية المحملة بكل اسباب التطور والحداثة فالمخططات لدينا دائماً ما كانت تخضع لرغبات اشخاص ومتنفذين بالإضافة لعدم امتلاك الدولة لمهندسيين في مجال تخطيط المدن وصار الناس يتكلمون عن المرور بعد أن ضاقت خواطرهم بازدحام المدن لكن للأسف لا توجد لدينا ثقافة مرورية ولا سلوك ومع انعدم وجود أي اعتبار للمرور في تخطيط المدن وصلنا الى هذه الحالة الشائكة التي نشهدها اليوم والآن بات من المستحيل أن نقوم بهدم المدن والشوارع لتخطيطها من جديد ونحن اليوم بحاجة لدراسة حقيقية للوضع المروري في المدن وما الذي تحتاجه المدن اليمنية في هذا الجانب وسأعطيك مثالاً على محافظة إب: إب روضة النفس وعراقة التاريخ هذه المدينة التي أحبها الله ولم تحبها الأنظمة السياسية، من كان قبلنا من الأوائل قاموا ببناء المدينة فوق ربوة وقاموا بتخطيطها تخطيطاً جميلاً يتناسب مع واقعهم آنذاك وهو تخطيط يسمح الآن بمرور سيارات رغم أنها كانت مصممة للعربات أو للخيل، وإب الجديدة لم تخطط بالمطلق وأتحدى من يقول إنها خططت إب بكومة من الخرسانة المسلحة ومن الأحجار كيف ذلك ولكي نكون منصفين، كانت طريق صنعاء تعز تمر على مقربة من مدينة إب وكبرت المدينة وأصبح الخط يمر في داخل المدينة والمعروف اليوم بشارع تعز وزاد من سوء الأمر عدم الحفاظ على هذا الشارع كطريق رئيسي تمر به حتى الناقلات العملاقة وتم تآكل كتف الطريق الرصيف للطريق الرئيسي ولم يعد بإمكان الناقلات الكبيرة العبور في هذا الشارع وهناك شارع إب العدين وهناك مفرق جبلة طريق جبلة - إب وقد ضاق الحال بالمدينة فقامت هيئة الطرق والجسور مشكورة باستبدال شارع تعز الذي في وسط المدينة بما يعرف بشارع الدائري الآن كي يربط خط صنعاء - تعز لكن مع الأسف الشديد هذا الدائري استبيح حيث فيه الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية العملاقة، وكل هذه المنشأت بدون مواقف للسيارات مما يجعل الشارع موقفاً لها والآن كل هذا الاتساع الذي تشهده المدينة هو اتساع عشوائي أدى الى ضيق المواطنين، كما أن كثرة الحوادث المرورية وحصدها المخيف لأرواح المواطنين يجعلنا أمام تحدٍ حقيقي وقد حان الوقت لكي تولي الدولة الاهتمام الكافي وتنفق على المرور وإذا لم تبادر الدولة بذلك اليوم فالمشكلة ستصبح مستقبلاً أكثر تعقيداً يستحيل معه الحل.
لكن كيف يكون إنفاق الدولة دون وجود استراتيجية ما لديها؟
- أولاً علينا أن ندرس واقع المرور وما يتطلبه من اصلاحات ودراسة علمية دقيقة ولنأتي بشركات متخصصة في هذا الجانب لكل مدينة على حدة لإعادة ترتيبها مرورياً ولا يخفى عليك أن العواصم في العالم تدار من مكتب مدير المرور الكترونياً ونحن ما زلنا لم نتوفر بعد على إشارات مرورية، قس على ذلك لا إشارة مرورية ولا عبور مشاة ولا مواقف سيارات ولذلك المدن لدينا اكوام من الخرسانة المسلحة.
أنت تتكلم عن الصعوبات التي تواجهها في عملك؟
- أنا اتكلم عن الصعوبات بشكل عام، وإب يا أخي العزيز مجردة ومعدوم فيها البنية التحتية المرورية ومجردة تماماً من أي تخطيط، لا توجد إشارة ضوئية ولا عبور مشاة ولا رصيف مشاة تخيل لا يوجد في إب رصيف مشاة فالشارع العام يستباح من البساطين والفراشين وصاحب المحل الذي يقوم بعرض لبضائعه في الشارع وكذلك يوجد اسواق على الشارع العام اسواق بدون مواقف سيارات بالإضافة الى أنه لا توجد في المدينة منظومة مواصلات عامة ولا توجد فرزات لربط إب بمديرياتها وحركة السير في إب عالية جداً وطبيعة الإنسان في إب حركي، ولذا ترى كل المديريات اسواق يومية. كل هذا يأتي في غياب البنية التحتية المرورية ووسائل السلامة كالشواخص والعلامات؟
قد يكون كل ما تقوله صحيحاً ولكن ونحن في طريقنا للقائك علقنا في زحمة السير في الدائري جولة العدين لمدة نصف ساعة كاملة البعض عزا هذا الازدحام لغياب شرطي المرور؟
- إب محافظة كبيرة وعدد سكانها كبير، مركبات كثيرة حركة سير عالية وأيضاً حركة ربط إب مع محافظات أخرى بالاضافة للظرف الحالي، حيث يتجه إليها المواطنون في السياحة الداخلية مع حلول الصيف والامطار والمشهد الذي رأيته انت كالآتي: امكانيات المرور لا تواكب 10% من ما يحتاجه الوضع الذي شرحته لك، عدد جنود المرور 90 جندياً أمام غياب البنية التحتية المرورية كلها وهناك من هو في اجازة ومن هو مريض ومن شاخ ومن تقاعد وإذا بنا نخلص لـ50 شرطي مرور والمكان الذي كنت فيه هو طريق صنعاء تعز ويوجد في الجولة مطعمان سياحيان لا يتوفران على مواقف سيارات ولذلك يتحول الشارع الي موقف لزبائن المطعم من المسافرين أو من المحليين مما يؤدي الى انسداد الشارع العام ويوجد لدينا هناك دوريتان وخمسة جنود وضابط لا يستطيعون تقديم اي خدمة مرورية في ظل وجود الثلاثة مطاعم المتقاسمة أركان الشارع.
ما الحلول في رأيك؟
- مؤسسة مرور ذات كيان إداري يملك سلطة إصدار القرار الإداري.
وهل سلطة القرار الإداري معدومة؟
- نعم معدومة الموضوع كالتالي: في العالم كله المرور هو الوجه الحضاري ويقتصر لدينا على القول فقط دون فعل، يجب أن يكون لدينا مؤسسة مرور مستقلة لأن العمل المروري مهني بحت وامكانياته ليست مثل امكانيات الأمن ومهامه ليست كمهام الأمن العمل لدينا 24 ساعة نحن الآن طوارئ ولا يوجد لدينا إجازة يوجد لدينا نقيل سمارة والسياني وحتى ونحن الآن جالسون نتحدث والتلفونات شغالة، إذا لا سمح الله ووقع حادث في سمارة أو السياني امكانياتنا محدودة معنا السنتافي كدورية وما الذي نستطيع تقديمه والسيارة قد سقطت في الوادي لولا علاقتنا بالناس التي تجعلنا نستطيع جلب الغرافات والونشات التي تمكننا من رفع السيارات التي تقع في أي من النقيلين.
معقول لا يوجد لدى مرور المحافظة ونش؟
- نعم لا يوجد في إب رافعة وعندما نحتاج لرافعة نطلب من تعز.
كيف ذلك؟
- كان يوجد مع المرور ونش للجبال كبير -50 طناً- وعندما أتيت الى العمل هنا وجدته مؤجراً 16 سنة ما يعني أن عمره الافتراضي انتهى والآن يتحمل المرور تكاليف باهضة في إيجاد بدائل.
لمن كان مؤجراً اقصد الونش؟
- كان مؤجراً لصاحب حديد وأخشاب.
من قام بتأجيره؟
- لا أعرف وجدته عند التاجر وقمت باسترجاعه وسحبه الى حوش المرور.
بالعودة للحديث عن استراتيجية ما لديكم للعمل، هل لديكم في الوقت الحاضر هذه الاستراتيجية؟
- أولاً يجب علينا إنشاء كيان مروري قادر على تقديم خدمة مرورية للناس بكفاءة عالية ويملك سلطة إصدار قرار إداري ثانياً ننمي قدرات المرور البشرية والآلية ونحن في محافظة إب لا نملك حتى جهاز لاسلكي للتواصل فتخيل عندما تكون لديك دورية في سمارة ما الذي سيربطني بهذه الدورية؟! وهل الجندي ملزم بأن يتصل بي بتلفونه الشخصي وعلى حساب قوت أسرته؟ ولذلك يجب توفير إمكانيات ولو في الحدود الدنيا تمكننا من القيام بواجباتنا على أكمل وجه وتأهيل الكادر المروري لذلك، كما يجب اعادة النظر في التخطيط الحالي للمدن فالشوارع الرئيسية التي تربط بين هذه المدن ضيقة ولا تسمح بحركة مرورية سريعه وفي غياب وعلى الأقل علينا توفير أدوات السلامة في هذه الطريق كاستراتيجية قصيرة المدى وكخطوة أولى بدلاً من انتظار استراتيجية طويلة المدى لبناء شبكة طرقات واسعة والتي تحتاج إمكانيات مادية هائلة تعجز عنها الدولة في الوقت الحالي بالإضافة لعمل رقابة على الطرق ويجب من رفع وعي الناس وتثقيفهم مرورياً، وأنا أستغل هذا اللقاء لتوجيه رسالة للإعلام ليكن شريكاً حقيقياً للمرور في مهمة توعية الناس وعليهم أن يدركوا أننا نعيش حرباً حقيقية تتمثل في حوادث المرور حيث تأتي أعلى معدلات الوفيات في البلد نتيجة هذه الحوادث، والمرور يجب أن يعي ذلك ثقافة وسلوكاً، كما يجب على القطاع الخاص في كل محافظة للعمل على ايجاد شراكة حقيقية مع المرور في حملات التوعية من خلال تمرير رسائل التوعوية المرورية في اعلاناتها المتواجدة في كل مكان.
هل لديكم احصاء بالحوادث المرورية في المحافظة لفترة معينة على سبيل المثال خلال شهر رمضان؟
- بلغت احصائية حوادث السير في المحافظة خلال 1رمضان وحتى 28 رمضان إجمالي 30 حادثاً على النحو التالي: 7 انقلابات، 5 صدام آليات، 5 صدام آليات مع دراجات، 11حادثة دهس، 2سقوط، راح ضحيتها 26 حالة وفاة 23 من الذكور و3 إناث و25 اصابات جسيمة و22حالة اصابات خفيفة وبلغت الأضرار المادية ما إجماله 7.530.000 سبعة ملايين وخمسمائة وثلاثون الف ريال.
إحدى المشكلات التي تحدثت عنها تمثلت في عدم وجود مواقف للسيارات كيف يمكن إيجاد حل لهذه المشكلة التي من الواضح ومن خلال المشاهد اليومية أنها تضيف الكثير من الأعباء المرورية؟
- تكمن المشكلة في ضعف الوعي العام والمجتمعي بأهمية المرور، والمرور كمؤسسة وجدت دون استراتيجية تعكس أهمية هذه المؤسسة وبذلك جنبت من الخطط والدراسات والموزانات الكافية للحكومات المتعاقبة وعندما جاءت الحاجة للمرور كانت المدن قد كبرت ولحل المشكلة يجب أن تكون هناك ثقافة استثمار في المرور ووعي بأهمية مثل هذا الاستثمار، مثلاً الأراضي البيضاء خلف الشوارع الرئيسية يمنع البناء فيها ونجعل صاحب الأرض أو المستثمر يجعلها موقفاً للسيارات، وأنا اقول للناس من خلالكم أن الاستثمار في بناء مواقف للسيارات أربح وأكثر مكسباً من بناء عمارة بدلاً من الصراع مع المستأجرين والتلفيات التي تحصل في الشقق السكنية فالمواقف تقتصر على عمدان وسطح وتعطي ارباحاً يومية أكثر من العمارات وحتى من شركات الأدوية ثانياً في المواقف والفرزات العامة وجعل الأراضي البيضاء مواقف وفرزات عامة وتخيل على كل باص يخرج من الفرزة 30 ريالاً ستدر ثروات هائلة على أي مستثمر أو صاحب أرض، وأنا أدعو عبركم القطاع الخاص للاستثمار في هذا الجانب أيضاً ويجب أن يتم التسوق وفق المرور وعمل اسواق مركزية متكاملة ملزمة بعمل مواقف للسيارات وبذلك نعمل على تخفيف الضيق من وسط المدن. وإذا ابتعدنا قليلاً كيف تحول شارع جمال وشارع الزبيري بعد الثورة الى وسط صنعاء وتحولت الى اسواق بفعل ان كل من يقوم ببناء عمارة في الشارع يعمل دكاكين اسفل العمارة وانتقلت العدوى لكل المدن اليمنية وتحولت الشوارع العامة الى مجرد اسواق شعبية وهذه حالة ليست طبيعية أيضاً مع وجود الفراشين والبساطين على ارصفة الشوارع وما يضفيه ذلك من إفساد للذوق العام.
ننتقل الي جانب آخر وفي موضوع هيكلة الداخلية تحديداً هل لبت الهيكلة ما كان مأمولاً منها بالنسبة لكم كرجال مرور؟
- للأسف الشديد لم تلب الهيكلة ما كان مأمولاً منها وما كان مطروحاً في سبعينيات القرن الماضي تم بعثه في الهيكلة الجديدة كنا نطمح أن يكون المرور ثقافة وسلوكاً وفي المكون العام كان يجب أن يحتل المرور وما يقدمه من مهام خدمية المرتبة الأولى وارتباط المرور بالمجتمع ارتباط وثيق وقوي وعلى مدار24 ساعة، تخيل في كل محافظة مدير عام للحدائق أو للتشجير وأحياناً لا توجد الحدائق ولكن يوجد مدير الحدائق ومدير عام المرور ليس بالمرتبة الإدارية التي تخوله ليكون مديراً عاماً ولا يملك سلطة إصدار قرار إداري وتنتظر من يعطيك سلطة القرار الإداري مع إننا كنا أقرب بالارتباط بالمجلس المحلي ارتباطاً وثيقاً ايرادتك تذهب للمجلس المحلي عملك مع الأشغال ومع النظافة ومع التخطيط إذاً عملك مهني لذلك لا بد أن ترقى لتصبح مؤسسة مرور، للأسف كان الاتجاه نحو تقزيم المرور ويطلب منك القيام بعمل فوق طاقتك وامكانياتك مع أننا كنا نأمل بإنشاء شق أساسي مطلوب يتمثل في الإعلام المروري لتثقيف الناس مرورياً وكيف يحافظون على أنفسهم من خلال الالتزام بالإرشادات والتعليمات المرورية واقول لك ولا اخفيك إننا كنا نحلم بإنشاء مركز للبحوث ومركز لتخطيط ومراكز للعلاقات والشراكة المجتمعية وإذا بنا نفاجأ بالهيكلة التي اعادتنا الى ما قبل السبعينيات.