آخر الاخبار

احمد شرع يخاطب السوريين .. السلاح سيكون محتكرا بيد الدولة و سوريا لا تقبل القسمة فهي كلّ متكامل المظاهرات الغاضبة تتجدد في عدن والمجلس الانتقالي يجتمع بنقابات عمالية ويتبنى خطابًا مرتبكًا مع تراجع شعبيته توجيهات جديدة وصارمة للبنك المركزي اليمني تهدف لتنظيم القطاع المصرفي على خطى مليشيا الحوثي .. المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بإعادة صياغة المناهج الدراسية وفقا لمقومات الهوية الجنوبية ... أجندة المنظمات الدولية وتسويق الوهم... نقاش اكاديمي بمحافظة مأرب ومطالب بفتح ملف التمويلات الدولية كلية الأدآب في العاصمة عدن تمنح الباحثة أفراح الحميقاني الدكتوراه وزارة الدفاع الاميركية تبلغ وزارة الدفاع السعودية التزامها في القضاء على قدرات الحوثيين ومنع إيران من تطوير قدراتها النووية إعلان أسماء الفائزين بجائزة محافظ مأرب للطالب المبدع .. فوز 18 متسابقا بينهم 10 فائزات من أصل 630 متنافسا ومتنافسة السعودية وأميركا تبحثان تطوير الشراكة في المجال العسكري والدفاعي.. وملف اليمن حاضراً جامعة عدن تنتصر للعلم وتلغي درجة ماجستير سرقها قيادي في المجلس الإنتقالي وتتخذ قرارات عقابية ''تفاصيل''

التربية قبل السياسة
بقلم/ محمد عمارة
نشر منذ: 5 سنوات و 10 أشهر و 8 أيام
الجمعة 19 إبريل-نيسان 2019 08:08 م
 

منذ إسقاط كمال أتاتورك للخلافة الإسلامية عام 1924م وفرضه للعلمانية المتوحشة على الشعب التركي، وفتحه الأبواب للزندقة والإلحاد، أصبحت الدعوة إلى الدولة الإسلامية أو الشريعة الإسلامية من المحظورات التي تقود أصحابها إلى أعواد المشانق، بل إن الانقلاب العسكري قد أعدم الذين أعادوا الأذان باللغة العربية إلى الشعب التركي!.

لذلك، سلك حراس الإسلام والإيمان الديني طريقا لا علاقة له بالسياسة، طريق المرابطة على ثغور القرآن، وإقامة الأدلة على صدق الإيمان بالله، داعين إلى تأجيل الدعوة إلى السياسة الإسلامية حتى تتكون قاعدة شعبية لهذه الدعوة لا تقل عن 60% إلى 70% من الناخبين الأتراك.

وعن هذه السياسة في التدرج والعمل الصبور، كتب رائد هذا الاتجاه بديع الزمان سعيد النورسي يقول: "إنه مثلما يترتب وجود الخبز على أعمال تتم في المزرعة والبيدر والطاحونة والفرن، فإن ترتيب الأشياء كذلك يقترن بحكمة التأني والتدرج، والحريص هو الذي يتأنى في حرصه وفي حركاته، مراعيا الدرجات والمراتب المعنوية الموجودة في ترتيب الأشياء، وذلك حتى لا يقفز ويطفر فيسقط، فالمطالبة بحكم إسلامي إنما تأتي في المرحلة الأخيرة، وعندما تكون هناك قاعدة إسلامية تمثل أغلبية الشعب، وتطالب بهذا الحكم عن إيمان ونتيجة فهم تام.

إن إصلاح القلوب هو الطريق لإصلاح سياسة الدولة، وذلك لأن أعظم المخاطر على المسلمين في هذا الزمان هي فساد القلوب، والعاقل لا يستطيع أن يستعمل النور والهراوة معا في هذا الوقت، لذا فأنا مضطر إلى الاعتصام بالنور بما أملك من قوة، فيلزم عدم الالتفات إلى هراوة السياسة، نعم إن الهراوة ضرورية لوقف تجاوز الكافر والمرتد عند حده، ولكننا لا نملك سوى يدين اثنتين، بل لو كانت لنا مائة من الأيدي فما كانت تكفي إلا للنور، لا يد لنا تمسك بهراوة السياسة".

سلك حراس الإسلام والإيمان الديني طريقا لا علاقة له بالسياسة، طريق المرابطة على ثغور القرآن، وإقامة الأدلة على صدق الإيمان بالله

لقد رسم بديع الزمان النورسي خطة التدرج في الإصلاح، وقرر الرباط على ثغور الحقائق القرآنية مدافعا عن الإيمان بالله وحارسا للدين، وكانت "رسائل النور" التي ينسخها تلاميذه ويوزعونها، والتي بدأ نسخها بآلة "الرونيو"، ثم حصلوا على حكم قضائي بطباعتها، لخلوها من كل آثار "السياسة"، كانت رسائل النور هذه هي الحرب والتنظيم والسياسة التي حفظت للشعب التركي إيمانه الديني، حتى تطورت الأمور – عبر عقود من السنين – فتحققت نبوءة النورسي وخطته، واستطاعت الجماهير المؤمنة في تركيا أن تصبح أغلبية، وعند ذلك حملت رجالات حزب "العدالة" إلى كراسي الحكم، ليمارسوا إصلاح ما أفسده الزنادقة والملحدون في وطن الخلافة الإسلامية!.

إن السياسة ليست كل الإسلام، كما أنها ليست مغايرة للإسلام، وهي من فروع الإسلام، وليست من أمهات الاعتقاد فيه، ويستحيل أن تكون لدينا "فروع" إذا لم تكن لدينا أصول وجذور لهذه الفروع.

تلك سنة من سنن الحياة، ومنهاج لا يجب أن يغفل عنه العقلاء المصلحون!.