آخر الاخبار

الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا الكشف عن ألغام حوثية ذات أشكال ونوعيات جديدة تصل شظاياها لأكثر من خمسين مترًا الكشف عن قيادي حوثي يقف خلف حملة اعتقال الآلاف من اليمنيين على خلفية احتفالهم بثورة 26 سبتمر دولة كبرى ترفض مناشدات واشنطن لاتخاذ إجراء دولي مشترك ضد هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر واشنطن تكشف عن ضربات جوية استهدفت 15 هدفاً حوثياً إسرائيل تزعم تصفية أمين عام حزب الله الجديد هاشم صفي الدين..قنابل خارقة للتحصينات تمحو عدة مباني من الضاحية الجنوبية عاجل الكشف عن مصير جثمان حسن نصر الله.. تم دفنه بطريقة سرية كوديعة.. وأدى الصلاة عليه 5 أشخاص .. تفاصيل بعد موافقة واشنطن:الرئيس الايراني يكشف عن  الإفراج عن 6 مليارات دولار  من أموال إيران المجمدة وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا مفاجآت أخرى تنتظر حزب الله وتم القضاء على المستوى الثاني والثالث من قيادة الحزب خامنئي يدعو لربط الأحزمة من افغانستان الى اليمن ومن إيران الى غزة ولبنان

لماذا مأرب!!!
بقلم/ عبدالرب بن احمد الشقيري
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 19 ديسمبر-كانون الأول 2011 03:03 م

تم توقيع المبادرة الخليجية "صلح الحديبية" كما يحلو لقادة المعارضة أن يتخيلوها، لكنها في الأخير وقعت وتم تشكيل حكومة الوفاق "الوطني" كما أسموها، وتم توزيع الوزارات مناطقيا بخلاف ماكان يتصوره غالبية من كان يتابع وبشغف لحظة إعلانها بأن تكون حكومة "تكنوقراط" تقوم على أساس الكفائة والخبرة والنزاهة لكونهم وصفوها بحكومة إنقاذ للوضع الأقتصادي والأمني الذي وصل إليه البلد، فكان مفاجئا بأن جعلوها حكومة "مناطوقراط" وظهروا وكأنهم أشبه بتقاسم كعكة أعياد الميلاد عند المسيحيين.

قد يقول قائل بأن احزاب اللقاء المشترك معذورة في الخطوة التي سارت فيها كونها حسب تصريحات قادتها أنها اظطرت للمبادرة الخليجية تجنبا لدخول البلد في حرب أهلية طاحنة ستأتي على كل ما فيه، ولاسيما وأن طلائعها قد لاحت في الافق، لكن دعونا نقول أن للسياسيين شأنهم الخاص ولهم طريقتهم التي يرونها في التعامل مع الاحداث، دعونا أحبتي نبتعد هذه المرة عن التخوين وترديد نفس الاسطوانة المشروخة التي أصم آذآننا الشاويش طول فترة حكمه بها، فكما أسلفت قد يقول قائل بأن الاحزاب لها رؤاها الخاصة وخططها التي تسير عليها؛ وهذا من حقهم، لكن؛ ليس من حقهم أن يكونوا منظرين لشباب الثورة في الساحات وعليهم أن يتركوهم في عملهم الثوري الذي خرجوا من أول يوم لتحقيقه، بل وعليهم ايضا أن يدركوا أن أي عملية يقدمون عليها ما من شأنها ان تسقط أي هدف من أهداف الثورة والثوار فإنهم حينها سيكونوا قد وضعوا أنفسهم في مرمى هتافات الثوار ونظالهم السلمي وسيلحق بهم ما لحق بالمسخ من قبلهم..

لكن بعيدا عن ما يجب وما لا يحب في حكومة الوفاق الوطني، أود أن أخبركم بما شد انتباهي في اليوم الاول من عمل هذ الحكومة وهو أن توجهت أنظارهم جميعهم صوب مأرب!! وكان على رأس جدول أعمالها هذه المحافظة التي يحلوا لبعظهم تسميتها "بعاصمة الطاقة"، فكنت أتوقع أننا قد وصلنا الى تغيير فعلي يخالف سياسات النظام القديم، توقعت أن تبادر الحكومة في النظر لما تحتاجه هذه المحافظة ومايجب أن تحظى به من رعاية خاصة كون أن أبناء الشعب والنظام قد رضعوا منها طيلة السنين الماضية وما ازدهرت التنمية وقام الاقتصاد الا على أكتافها، لكني وبخيبة أمل كبيرة وجدت أن الماضي يكرر نفسهم في الحاضر مما يوحي بعدم اتضاح للمستقبل، فكان أن الاخ وزير كهرباء الوفاق الوطني قام بزيارة ميدانية مستعجلة للأشراف على الامدادات لكهرباء مأرب الغازية، وتلاه وزير النفط في الدعوة الى إصلاح أنابيب ضخ النفط المأربي، إضافة الى ذلك أنه تم تجاهل هذه المحافظة الخيرة ولو بحقيبة وزارية في حكومة الوفاق كونها "مناطقراط" مما من شأنه يعزز ثقة أبنائها في هذه الحكومة وإثبات بأن هناك تغيير جذري من خلال رد الإعتبار لهذه المحافظة والى ابنائها الذين حرمهم منه نظام غير صالح لعقود من الزمن، ورد الإعتبار هنا يكون بتطوير مطرد ومتتابع وجعلها في أولويات الحكومة من ناحية العطاء لا من ناحية الأخذ.

أرجو أن لا يفهم كلامي هذا من وجة نظر عنصرية، فأهل مأرب لهم الحق وكل الحق في أن يكونوا فاعلين في الحياة السياسية، فهم ليسوا استثناء، أو ينقصهم شيئاً مما يمتلكه غيرهم.

يقول الكاتب والصديق جميل امذروي في كلامه لي:"عزيزي عبدالرب الكلام الذي تقوله ليس فيه عنصرية، بل على العكس السكوت عليه قد يخلق للبلد في يوم من الايام حراكا مأربيا مثل الحراك الجنوبي اذا لم تنتبه نصف حكومة الثورة له..." ويضيف قائلا "سبب التهميش الغير مبرر ربما يعود من وجهة نظرهم الى أنه لاتوجد عين سياسية مأربية ذات تأثير على الأرض تراقب اختياراتهم رغم أنها محافظة النفط والغاز..."ا.هـ

لكني أجد مما يدعوا للسخرية أن تطالعنا الأخبار بأنه تم إقامة مشروع كذا في محافظة مأرب بدعم هولندي، أو تكفل الصندوق الامريكي الفلاني بدعم تشجير وتنظيف شوارع المحافظة، وكأنها محافظة لاتنام على بحيرة من النفط والغاز!! ومن المعيب أيضا أن تجد أغلب شبابها مغتربون في دول الجوار!

يا شباب مأرب أنتم الأمل لتعيدوا لهذه المحافظة مكانتها، وبوعيكم سترون مجتمعا لا كاللذي رئيتموه، فقد سطرتم في هذه الثورة أروع الأمثلة حين تخليتم عن سلاحكم واخترتم السلم شعاركم..فسيروا على هذا الدرب..وثقوا أن بالعلم وحده تسترد الحقوق.

  abdarrab@yahoo.com