المؤتمر الجنوبي الأول .. استراتيجية الوصول
بقلم/ صلاح شاذلي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 7 أيام
الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 06:41 م

في اجواء مفعمة بروح المسؤولية والأمل والهم الوطني انعقد المؤتمر الجنوبي الاول في القاهرة في الفترة من 20 حتى 22 نوفمبر 2011 حيث شكل المؤتمر نقطة تحول حقيقية في مسيرة نضال شعبنا من اجل الوصول الى الأهداف والغايات التي انطلق من اجلها الحراك الجنوبي السلمي.

لقد كان الحضور الواضح لجنوبي الداخل الذين يعتبرون اساس وثقل اي عمل وطني حقيقي وتشاوري وكذا مشاركة العديد من الشباب والنساء ومختلف الأطياف الجنوبية هو السمة الرئيسية التي ميزت هذا المؤتمر حيث صبغتة بصبغة تنوعية وتعددية عكست الحرص الشديد للحضور و الأسهام الفعلي في النقاش وطرح الأفكار بكل شفافية ووضوح وبروح ديمقراطية وكم كنت سعيدآ وفخورآ وانا التقي اخواني من مختلف مناطق ومحافظات الجنوب وبلدان الشتات المختلفة الذين جاؤا تلبية للجنوب والعمل معآ من اجل ايجاد مخارج عملية وواقعية لحل القضية الجنوبية تتناسب وتطلعات شعبنا واهدافة الذي قدم في سبيل تحقيقها قوافل من الشهداء والجرحى .

ان اي عمل وطني واي رؤية سياسية مهما كانت صائبة ومستوفية لشروطها القانونية والتنظيمية الا انها لايمكن لها ان تحظى بأ جماع كامل وتوافق مطلق كون الكمال هي صفة الخالق عز وجل , كما أن اي عمل سياسي لا يعكس ارادة الجماهير يظل ناقصآ وغير مكتمل ومصيرة ياؤل الى الفشل والزوال ومن هذا المنطلق حرص المؤتمر الجنوبي والقائمين علية ومنذ الوهلة الأولى على السماح لكل من حضروا بالمساهمة الفعالة والبنائة في صياغة واقراركل ما انبتق عنة المؤتمر من قرارات وتوصيات وذلك من خلال الملاحظات التي تم الأخد بمعظمها والحديث والنقاش وابداء الرأي حتى ان بعض الملاحظات تكررت اكثر من مرة وان عكس ذلك انما يعكس حرص المؤتمر الحقيقي والجاد على المشاركة الفعالة للحاضرين والوصول الى اكبر قدر من التوافق وازالة العوائق والشكوك التي من شأنها خلق تباعد وتنافر بين مختلف القوى السياسية مما لا يخدم قضية الشعب الجنوبي في هذا الوقت البالغ الأهمية والدقة وكم كنت اتمنى ان يحضر اخواننا الذين قاطعوا المؤتمر كي يتسنى لنا ان نستمع اليهم ونستفيد من طرحهم ومما عندهم من تجارب ووجهات نظر قد تتحمل الصواب بكل تأكيد قد يكون الجنوب في حاجه اليها وذلك من اجل الوصول الى رؤية مشتركة تقتضيها المرحلة الراهنة والمنعطف التاريخي الهام الذي تمر به اليمن عمومآ و الجنوب خصوصآ.

لقد شكلت الرؤية السياسية الاستراتيجية لحل القضية الجنوبية التي اقرها الحاضرون بأجماع شكلت خارطة طريق واضحة للوصول الى حق شعب الجنوب في تقرير مصيرة خصوصآ بعد ان تم اخذ كل الملاحظات والاراء التي ابداءها الحاضرون واقرارها واضافتها الى الرؤية وكون المؤتمر قد شكل اكبر تظاهرة سياسية جنوبية منذ عام1994 يتم فيها الحوار والانفتاح على جميع القوة السياسية التي لها وجهات نظر اخرى مهما اختلفنا معها الا انها تظل جنوبية تنطلق من اساس الحرص وحب الوطن و كان المؤتمر قد اكد بانه ليست لدية اي نوايا او مواقف مسبقة تجاة اي قوة جنوبية مهما بلغت حدة التباين والاختلاف في الرأي معها وانما كان حريص كل الحرص على حشد الطاقات وتوفير الامكانيات والجهود من اجل ضمان اسهام الجميع في ايجاد ارضية مشتركة للعمل بعيدا عن الحسابات الضيقة ومن منظور المصلحة العليا لشعب الجنوب في تقرير مصيرة واستعادة هويتة .

ان من يؤمن بالعمل من اجل شعب الجنوب علية ان يؤمن بأن حق تقرير مصير الشعب الجنوبي يأتي من خلال استفتاء يقرة شعب الجنوب وليس من خلال الصراعات الحزبية او الولاءات الشخصية والمناطقية او من خلال شعارات عاطفية لا تقرأ الواقع المحلي والاقليمي والدولي قراءة دقيقة وموضوعية , كما ان اي عمل سياسي لايلبي حاجة و تطلعات شعب الجنوب ولا يوفر علية البلوغ الى اهدافة وغاياتة بأقل التكاليف والخسائر ومن خلال رؤية سياسية واقعية شفافة تطرح الحلول الممكنة والواقعية بعيدآ عن الانزلاق في مغامرات جديدة قد لا يتحمل شعبنا تكاليفها ونتائجها يظل عملآ لا يخدم الا اصحاب المشاريع الناقصة والغير منطقية والتي تفتقر الى رؤية مبنية على اسس علمية سياسية واقتصادية و اجتماعية وثقافية سليمة ومن اجل ذلك حرص المؤتمر على التواصل مع جميع القوى السياسية والفعاليات الشعبية والأهلية من أجل توسيع دائرة الحوار المبني على اساس الاحترام المتبادل والهم الوطني المشترك وفتح الباب لكل طرح يخدم في الأخير ارادة الشعب وحقة في تقرير مصيرة واستعادة هويتة وابقاء التواصل مستمرآ وعدم اغلاق باب الحوار واعتمادة اساس للعمل الوطني المشترك من خلال القيام بتشكيل لجنة للمصالحة والتوافق صادق المؤتمر الجنوبي الاول عليها وذلك وفق مقترح الشيخ الحسني.

لقد لقيت كلمة الرئيس علي ناصر محمد ارتياح كبير من قبل الحضور حيث اكد فيها انة وزملائة ممن يشاركونة الرؤية لا يسعون الى مطمح شخصي أو إلى أي دور سياسي في المستقبل مما يفتح الطريق امام جيل جديد من الشباب للأمساك بزمام المبادرة ورسم مستقبل الجنوب القادم ويقطع الطريق امام كل من لايزال التصالح والتسامح لا يعني له سوى عبارات فضفاضة خالية من المعنى وقد أكد الرئيس حيدر العطاس في كلمتة ايضآ على اهمية تحويل التصالح والتسامح الى سلوك يومي نمارس طقوسه قولآ وفعلآ.

ختامآ فأن المؤتمر وان رافق القصور بعض جوانبة التنظيمية وذلك بحجم كبر الفعالية وقياسآ بالعدد الكبير للحضور الا انه قد حقق النتائج المرجوة منه وذلك من خلال القرارات والتوصيات التاريخية التي تمخضت عنه و بدلك يكون المؤتمر قد شكل نقطة تحول حقيقية للأنطلاق نحو عمل جنوبي مؤسسي حقيقي يضمن للشعب الجنوبي حق تقرير مصيرة واستعادة هويتة وفق رؤية سياسية استراتيجية علمية وممنهجة كان قد اقرها المؤتمر مع التأكيد على ان جميع الخيارات تظل مشروعة وممكنة وان هذا الخيار ليس الوحيد وعلية فأن نجاح المؤتمر ستثبتة تحويل قراراتة وتوصياته الى واقع عملي ملموس يلبي طموحات شعبنا ويحقق اهداف الجنوبين في تقرير مصيرهم واستعادة هويتهم.