الحراك السلفي ومظالم الجنوب
بقلم/ عبد الجار سعد
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 03 يونيو-حزيران 2009 07:22 ص

لعل أبرز حدث في الأيام القليلة الماضية هو ظهور الحركة السلفية كقوة تأثير على مسرح الأحداث ودخولها المعترك السياسي العام في اليمن من خلال اللقاء الذي دعت إليه جمعية الحكمة اليمانية الخيرية وحضره زهاء ألف من الشخصيات السلفية من محافظات الجمهورية اليمنية .

وبيان الملتقى مثل وثيقة أولية جل ماطرح فيه إن لم يكن كله قد أضحى مطروقا من قبل الكثير من الفعاليات لكنه ربما جاء بنبرة أقل عدائية وأكثر لينا في التذكير .. على أنه ربما كان الأهم من البيان هو تشكيل لجنة لمتابعة التنفيذ من الملتقى .

بعبارة أدق ربما بدا أن هناك رغبة حقيقية من علماء الحركة السلفية في بدء الحراك الشرعي في مواجهة أكثر من حراك بدعي و عدم الابتعاد عن الأحداث بعد الآن وربما استفادوا من تجارب أفغانستان وباكستان والعراق والصومال ولبنان وغيرها التي لم تستثنهم ولاغيرهم من جماعات الإسلاميين من الاستهداف بل صّيرت الجميع وهم معهم إن لم يكونوا في مقدمتهم هدفا رئيسيا لثالوث الحقد المعادي للإسلام .

****

الداعية السلفي باوزير تحدث في نهاية اللقاء عن موقف السلفية في عدم الخروج على ولي الأمر وتحدث عن الدفاع عن الوحدة كفريضة شرعية مثلما تحدث عن السعي لرفع الظلم خصوصا مظالم أبناء الجنوب المحققة كما أشار .

ولأن هذا الكلام يصدر عن شخص في جماعة نحسب أنها تعمل جاهدة للابتعاد عن دوافع الأهواء السياسية ومنازعة الأمر أهله والتهويل لحقائق الأمور فقد بدأنا نتحسس حقيقة تلك المظالم لأبناء الجنوب وهل هي شائعة وثابته على التحقيق إلى الحد الذي يوجب تقديمها على سائر المظالم التي يعاني منها الناس في اليمن ككل .

****

ومع يقيننا بوجود مظالم فإننا موقنون أيضا أن هناك محاولة لتضخيم هذه المظالم والتمترس وراء ها من أعداء الإسلام وصولا إلى تمزيق الأمة وتدميرها ولعل ماسمعناه من الشيخ صادق الأحمر قبل هذا الملتقى السلفي ونشر على إحدى القنوات الفضائية من كلمات موجزة تلخص الموقف الفطري والشرعي والحكيم في التعامل مع ماهو دائر .. فهناك مظالم بحسب الشيخ الأحمر وحلها لايكون إلا بطريق واحد وهو تطبيق النظام والقانون على الكبير قبل الصغير أما الدعوة الى الانفصال وماسمي بالحراك فهو مشروع أعداء الدين والوطن لتمزيق الأمة .

****

نحن نقول للسلفيين إذا كان الله قد أقدركم على تجاوز الأهواء السياسية التي أعاقت المعارضين عن تقديم مشاريع ونصائح خيرة للحاكم وإذا كان الله قد أنهضكم للمشاركة في حل مشاكل الأمة والتصدي للتآمر على وحدتها وكيانها ومادمتم متحققين من المظالم في الجنوب و حيث أنكم متواجدون على امتداد الرقعة الجغرافية كلها فأنتم مطالبون ليس باستصدار اعتراف بهذه المظالم كما يفعل البعض لأغراض سياسية ولكنكم ملزمون بالعمل على رفع هذه المظالم .

****

الرئيس قال يوم 27/4/2009م على ملاء من الناس وسمعناه جميعا أن من لديه مظلمة يرفعها اليه ومن اخذت حقوقه يأتي إليه وسيعيدها له وهناك الكثير قد لا يصل إلى الرئيس فيصبح هذا الكلام بالنسبة له أشبه بذر الرماد في العيون فلتقوموا أنتم بخير شفاعة في هذا المجال واعملوا على جمع المظالم من أصحابها والتحقق منها وتقديمها للحاكم لرفعهاعنهم أوإقامة الحجة عليه فإن صحت النية من الجانبين تحقق المراد بإذن الله .. وإن فسدت نية الحاكم تكونون قد أقمتم الحجة عليه وبعدها سيبقى عليكم التبيان للناس لتبرأوا أمام الله والناس ويفعل الله مايشاء بعد ذلك .. ولانرجو إلا أن تصح لكم وللحاكم كل النوايا الصالحة إنشاء الله .

****

ونقول للسلفية في الأخير لوفعلتم هذا تكونون قد سبقتم من قبلكم ولم يلحق بكم من بعدكم .. ولا تنتظرون من الحاكم أن يبارك جهدكم ولا من المعارضة أن تتفق معكم ولا من الحراك أن يرضى عنكم ..وإن كان كل منهم قد يستفيد منكم ولكن بقدر ومن يتفق معكم في النهاية هم أهل الحق المبرئين من الباطل من سواد المسلمين أهل الفطرة إن ثبتكم الله على ذلك الحق ..

أخيرا فقد أعجبني شعار رفع أخيرا يقول " التغيير لا التشطير " وما أجدر كل المؤمنين الصادقين من أبناء يمن الحكمة والايمان بمثل هذا الشعار في هذه الفترة والتغيير يجب أن يكون لما يجب تغييره من فساد وظلم وليس لمجرد التغيير ولكل شيء صالح أو فاسد .

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ..