محمد عزّان .. زعيم طابور الإمامة الناعم 2
بقلم/ صالح أحمد الحكمي
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و 27 يوماً
الجمعة 22 يوليو-تموز 2016 05:20 م

ظل الإعلام يوجه التهم ولا يزال حتى اللحظة لحسين الحوثي وجماعته بعمالتهم لإيران الفارسية وذلك لا ينكره أحد لكن المشكلة كانت تكمن في بروز عمالة الحوثيين لإيران على السطح وأغفلنا دور العنصر الفعال والمؤسس للعمالة الحقيقية مع حوزات إيران وزارع البذرة الأولى الذي تردد على إيران وتحديداً قُم مراراً وجلبهم إلى صعدة في زيارات متعددة، أحد تلاميذ مرجعيات قمّ غلام الملالي وزارع تواجدها الحقيقي في صعدة منذ التسعينيات، حيث يغفل المتابعون وعامة الناس عن بعض الحقائق وربما كان السبب الحقيقي هو تقصير المهتمين بالقضية والمطلعين عليها من أبناء صعدة في إماطة اللثام عن تفاصيل نشوء هذه الحركة الإجرامية في اليمن ومن زرع بذرتها وعوامل ومصادر تغذية نشوئها، وهذا ما أحاول أن أوصله للقارئ الكريم في هذه السطور إن شاء الله.

محمد يحيى سالم عزان تلميذ عبدالله يحيى الحوثي، وصلاح فليتة (والد عبدالسلام فليتة) ، وحمود عباس المؤيد، ومجد الدين المؤيدي الذي انتهى به المطاف - أي عزان- بين يدي بدرالدين الحوثي يلقنه ويغذيه تراث (آل البيت)، الولاء لهم والحقد على من يصفونهم بأعداء آل البيت بدءاً بأبي بكر وعمر وعائشة رضوان الله عليهم، المؤسس الحقيقي للتواجد الإيراني في اليمن برعاية بدرالدين الحوثي الذي طالما نعته وناده عزان [ بسيدي بدر ] ، حيث قام بعدة زيارات لإيران للتنسيق من أجل إنشاء مشاريع موالية لها في اليمن وتحظى بدعمها المباشر ضمن برنامج تصدير الثورة الخمينية ومنها حزب الحق الذي تم تأسيسه في عام 90 بعد الوحدة اليمنية وكان عزان من ضمن مؤسسيه, يقول لي أحد المقربين منه والذين لازموه لفترة، أثناء الإجتماع لمناقشة أهداف الحزب قال عزان مبرراً أهمية إنشاء مكون سياسي خاص بالإماميين أو ما يحلو له تسميته بالزيدية "لابد من كسر البيضة من الداخل" وعند استفسار أحدهم عن مقصده أوضح أنه لابد من تربية جيل شبابي عقدي يكون ولاؤه للإماميين ثم يتم إقحامهم في السلك العسكري وخصوصاً الطيران وبقية المرافق الحكومية وعلى رأسها القضاء ليكونوا عيوناً لهم ويعملوا على خلخلة النظام الجمهوري من الداخل وهم النواة التي سينقضون على النظام متى باتت الأجواء مهيأة وذلك ما عُمل به وانكشف الستار عنه بعد سقوط العاصمة صنعاء، وحتى لا نذهب بعيداً كان تأسيس حزب الحق بإشراف ودعم مباشر من إيران عن طريق عملائها من فلول الإمامة والجيل الجديد من الإماميين و في الف الأول من هؤلاء يأتي عزان والذي شاركه في تأسيسه معلمه بدر الدين الحوثي ونجله حسين، و مجد الدين المؤيدي، ومحمد محمد المنصور، وحمود عباس المؤيد، وأحمد محمد الشامي، وأحمد عبد الرحمن شرف الدين، وعبد الكريم جدبان، و محسن صالح الحمزي.

بعد إثبات محمد عزان نجاحه في مهمته الأولى التي عاد بها من زياراته لطهران و قمّ والمتمثلة في تأسيس حزب الحق انتقل إلى المرحلة الثانية وهي تأسيس تنظيم شبابي يعنى بتدريس عقيدة وتراث التشيع للإمامة السلالية تحت مسمى آل البيت مبدين استعدادهم التكفل بالدعم الكامل وبمبلغ شهري مقداره عشرة آلاف دولار أمريكي، وذلك كان بعد عودته من قُم الفارسية عام 1990م حيث أسس ما عرف بـ"منتديات الشباب المؤمن" مفتتحا عدة مدارس في أكثر من منطقة بصعدة بل لقد تغلغلت مدارس عزان وشبابه المؤمن لتفتح مراكزها في سنحان نفسها ، وبدأ في تحشيد الشباب وتعبئة هؤلاء [ الشباب المؤمن ] من خلال زرع ثقافة وفكر جديد يتماهى مع رغبات ومطالب الحوزات الإيرانية، شاركه في مهمته عبدالكريم جدبان وصالح هبرة ومحمد بدرالدين الحوثي ومحسن صالح الحمزي وعلي أحمد الرازحي وعبدالله عيظة الرزامي ولاحقاً انضم إليهم الصريع حسين الحوثي بعد عشر سنوات من التأسيس.

استطاع عزان وبرفقة زملائه زرع ثقافة جديدة في عقول شباب صعدة المتشيعين في بني هاشم أبحت صور الخميني تغطي معظم جدران مجالس الشباب الحركي المنذفع بولائه لإيران الخمينية في ظل تساهل وغض طرف من قبل نظام علي صالح والذي كان بنفسه يقدم دعمه السخيّ موكلاً عملية التواصل معهم ليحيى المتوكل وأحمد يحيى العماد.

بعد فترة عشر سنوات أدرك الإيرانيون أن عزان لا يعدو عن كونه فقاسة (جبانة) للإماميين حيث يصنع المقاتلين عقدياً لكنه يجبن عن قيادتهم عسكرياً أو توجيههم وأنه إذا ما حمي الوطيس سيذوب ويتلاشى ولكلٍ قدراتهإضافة لعدم أهليته للقيادة كونه ليس من السلالة الهاشمية لذلك أرسلوا حسين بدر الحوثي كشخصية معبأة ومهيأة للقيادة المسلحة ليقود تنظيم الشباب المؤمن، وفور عودته طلب منهم توسيع دائرة القيادة واستجابوا له غير أنه أفصح عن أهدافه منذ الوهلة الأولى حيث قال إن قضاء الوقت في تدريس الفقه والمراجع والتراث ضياع وأن المرحلة مرحلة كفاح مسلح وهنا بدأ الصدام وأدرك عزان أنه مجرد "زنبيل" حتى في عيون الإيرانيين، وكان من الحوثي أن انفرد بمن ظل يجهزهم عزان ويهيئهم لمدة عشرة أعوام وأخذ المحصول متجهاً به إلى مرّان ليبدأ في عمله العسكري ناقلاً التجربة الإيرانية حرفياً بما فيها شعار الخميني (الله أكبر, الموت لأمريكا.....) ، عندها أدرك عزان أن البساط سحب من تحته، وحال دونه ودون طموحه نسبه، فالولاية في منهج بدر الدين الحوثي لا تكون إلا في البطنين وذلك ما كان يترأس كل خلاف بينه وبين المرجعيات الزيدية فالرجل لديه طموح في القيادة لكن نسبه يؤخره إلى الدرجة الثانية.

بعد أن أدرك الناشط الزئبقي أنه أصبح خالي الوفاض وبعد أن زجَّ به صالح في السجن إثر عودته من إيران حاول أن يتنصل من عمالته لإيران ومن تنظيم الشباب المؤمن الذي تحول إلى جماعة الحوثي الإمامية، وفي كل مرة يظهر فيها في لقاء صحفي أو متلفز يحاول أن يفصل بين الشباب المؤمن وبين جماعة الحوثي في تزييف وتدليس واضح كوضوح الشمس، والمتتبع لمسيرة الشباب المؤمن وطلاب محمد عزان الذين يعتبرون اليوم الصف الأول في الحركة الحوثية سيعرف أنه لا فرق بينهما وأنهما كيان واحد رباه عزان عشر سنوات وتسلم قيادته بعده حسين الحوثي وفيما يلي أسماء بعض الذين يتصدرون المشهد التدميري لليمن اليوم وكانوا شركاء عزان في التأسيس ومن المنتسبين لمنتديات الشباب المؤمن : عبدالكريم جدبان عضو جماعة الحوثي في مؤتمر الحوار، صالح هبرة رئيس المكتب السياسي سابقاً،عبدالله عيظة الرزامي رفيق حسين الحوثي وخاض الحرب ضد الدولة بعد مصرع الحوثي محمد بدرالدين الحوثي شقيق عبدالملك، عبدالله يحيى الحاكم المعروف بأبي علي الحاكم مدير شؤون الطلاب بالمنتديات ومسؤول الحضور والغياب عند عزان، حسن الصعدي ابن عبدالله الصعدي (ممثل الملكية في مؤتمر حرض وحصل على مقعد وزير ضمن حصة الملكية) عضو المكتب السياسي اليوم عضو اللجنة الحوثية العسكرية بمشاروات الكويت، زيد علي مصلح أحد أخطر المقاتلين إلى جانب حسين الحوثي وقتل في الحرب الأولى، محسن صالح الحمزي رئيس إدارة المظالم لدى الحوثيين حالياً، مانع شافعة أحد المقاتلين إلى جانب الصريع وغيرهم العشرات، ثم يأتي محمد عزان وينفي صلة الحوثية بالشباب المؤمن ويفصل بينهما وهنا تقفز الحقيقة التالية في شكل سؤال : إذا كان الشباب المؤمن والذي قوامه 15 ألف فرد ليس حوثياً ولا علاقة له بالحوثية فأين ذهب ولمَ تبخر بعد انطلاق حسين الحوثي إلى مران وإعلانه التمرد؟؟ ومن هم قيادات الشباب المؤمن اليوم وأين هم؟

في أوج ازدهار منتديات الشباب المؤمن بدأ محمد عزان جولاته الداخلية لمراكز المديريات في عدة محافظات لجلب الشباب وضمهم إلى منتدياته، حيث كان يقوم باختيار الشباب من عدة مراكز ومساجد ويلحقهم بمنتدياته في صعدة وكان أحد الأشخاص الذين نشروا فكرة الشباب المؤمن في مديريات الطوق الأمني للعاصمة صنعاء وخصوصا بني حشيش وسنحان، وبالعودة إلى التواجد والتأثير الإيراني يقول أحد طلابه وصلنا إلى مرحلة أننا نُرسل مباشرة إلى إيران للحصول على كتب من هناك وكانت تصلنا عبر البريد باستمرار ومن زار منا صنعاء يذهب للسفارة الإيرانية ويقدمون له صناديق من الكتب والكاسيتات، ثم بدأت بعدها عملية تصدير الشباب لإيران ولبنان من الشباب المؤمن المخلصين والمبرزين وخصوصا الهاشميين وبإشراف مباشر من محمد عزان.

في الفترة الأخيرة عاد عزان لتذكار تاريخه السابق عندما كان يتصدر المنابر هو وعبدالكريم جدبان لمهاجمة الوهابية والسلفيين وتراثهم فمرة ينتقد التراويح ومرة ينتقد الأفكار التي يسميها المتطرفة وثالثة يتهم محمد بن عبدالوهاب بأنه سبب الفتن والتطرف وأنه داعشي و هي هي نفس دعايات الحوثيين ضد كل من يخالفهم من المواطنين دعششة الخصوم، وهنا يأتي الرد عليه من خلال كلامه فإذا كان ابن عبدالوهاب هو السبب وراء جرائم داعش والقاعدة نتيجة زراعته البذرة الأولى فعزان السبب والعنصر الرئيسي في مقتل أكثر من 100 ألف يمني وتهجير أكثر من 3 مليون يمني وجرح مئات الآلاف وتدمير وطن بأكلمه فهو المؤصل الحقيقي لهذا الفكر وزارع بذرته الأولى في اليمن والوزر يقع عليه مثلما يقع على حسين الحوثي وبدر الدين الحوثي ومرجعيات سلالة الفتنة جميعهم.

بعد سقوط العاصمة صنعاء في قبضة الإماميين عاد محمد عزان إلى صنعاء خائفاً وجلاً وبعد عودته بأيام ألقى محاضرة في منتدى الجاوي بداية شارع هائل من الناحية الجنوبية وأعلنها صراحة أمام الحاضرين وهو ما أصابهم بالذهول حيث قال "إن ما حدث يعتبر معجزة وأنه لم يكن ليصدق انهم سيأخذون صعدة كاملة فما بالكم بصنعاء"، مستطرداً "ما حدث هو تعويض من الله في المقام الأول لآل بيته عن يوم السقيفة"، مضيفاً " برغم خلافاتنا السابقة مع الحوثيين إلا أن ولائي للسيد الشهيد"، هكذا نطقها في إشارة للصريع حسين الحوثي"، ثم طار بعدها إلى محافظة صعدة بالرغم أنه لم يزرها منذ نهاية العام 2009م بحجة خوفه على نفسه من الحوثيين وكنا في ذلك الوقت قد ظللنا في إذاعة صعدة بلا مدير، حيث كان عزان هو مديرها، ندير أنفسنا حتى سقطت في أيدي الحوثي عام2011م، نعم ظهر فجأة في صعدة ليحجز له مكاناً لدى الجماعة بعد أن أيقن أن الأمور آلت إليهم والتقى برفاقه وزملائه المؤسسين من القيادات الحوثية في مقره الأول بمنطقة "آل بيان" عندها أدرك الحوثيون أن الرجل لا يزال يحن إلى مكانه الأول وأنه يبحث عنه مجدداً حيث تلقى تحذيراً بشكل غير مباشر أنك غير مرحب بك في صعدة وأنك لن تستطيع أن تعيد أمجادك أو تتسلق من جديد، وهنا أدرك الرجل الحقيقة التي لم يكن يتوقعها فبدأ يسلك عدة مسارات ويطرق على عدة أوتار لعله يجد ضالته وهاهو كما ترونه اليوم متخبطاً ذات اليمين وذات الشمال يدور حيث تدور مصلحته.


البيان الإماراتيةالسلام الصعب في اليمن
البيان الإماراتية
الإنقلابيون والرهانات الخاسرة ورهانهم الأخير
د. عبده سعيد مغلس
عارف أبو حاتمرباعية اليمن الخائبة
عارف أبو حاتم
مشاهدة المزيد