نضال المشترك..
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 09 يونيو-حزيران 2009 08:10 ص

سيقول اللقاء المشترك أنه أضحى معادل سياسي حقيقي ، ولكن يتأكد لنا أنه ليس سوى معادلة ضعيفة وغير متكافئة وإن بدت أنها تركيبة متجانسة ، إنه ضعيف حد انعدام القدرة على تحقيق وإنجاز شيء.

إنه مشترك الصالات المغلقة والبيانات الرنانة والفعل العاقر والمجاملات المملة والتصالح البرجوازي والانتهازية المتبادلة وأدوار التشكيك والنفي وقيم التصالح الفوقي البعيد عن هموم الناس وواقعهم.

 لو كان يدرك مؤسسي اللقاء المشترك أنه سيتحول إلى مشترك مصالح ومنافع نخبوية متبادلة لكانوا أدركوا الى أي مدى كانوا في غنى عن أن يؤسسوا لقاء بهذه الصورة الهزيلة التي تتمهزل كما هو حال السلطة بالناس ، والتي تبني تشاوراتها خلف جدران معزولة ، وتغزل أحلامها وطوباوياتها بمعزل عن الشعب الذي أضحى هو الآخر منقسم وفاقد القدرة على الفعل والحركة وفرز قوى مضادة ومناهضة للنظام بصورة موحدة وجماعية .

ليس خافيا أن في المشترك ذاته قوى لها قيادات مؤد لجة ومثالية انتهازية عملت ولا زالت على تنويم الشعب وعدم تحريكه ، وتسكينه تحت خدر قدسية الوحدة..!!حتى وصال إلى الحال الذي لم يعد معه واعيا بأسباب وكيفيات خلاصه ، وفاقد القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب ، وبين الحقيقية وغيرها.

بالتأكيد كل موظفي السلطة في تركيبة مشترك المهزلة الوطنية سينعت كاتب السطور بنعوت ليس أقلها كما هو معتاد من صغارها "اشترته السلطة ، أو مخبر مع السلطة أو مدسوس " أو مأزوم وهم صادقون في أني مأزوم وكاذبون في غيرها ، فنحن جزء من شعب أحالت الأزمات نفسيته إلى نفسية بلغ الصبر بها حد التجاوز وما هو محدود لها كذات إنسانية ، وما علينا إلا ان نقول لممثلي صالات التشاور التي تحبذها السلطة وتستفزها بخطاباتها الإعلامية كفى مهزلة فما هكذا يكون النضال ، وما على هكذا يكون خلاص الأوطان ، فللتغيير دربا واحد يبدأ بالحركة النضالية الحقيقية والتشاور مع الجماهير هذا إذ لم نقل أن للتغيير دربا واحدا يبدأ بالبندقية..!!.

إن مشترك يراهن على نضال وهمي لا يمكن أن يكون عند مستوى الثقة الوطنية به ، كما هو حال سلطة تراهن على القوة والقمع في حماية الوحدة ، لأنه غدا مجمع مصالح لا يختلف عن مجمع مصالح السلطة ، ولأنه يجسد ادورا بطولية "دينكوشوتية" على مسارح جمهور غبي لا يدرك أن ما يحدث ليس حقيقيا ، وأن تعليق الآمال على قيادات فوقية بعضها لها مصالح ومطامح هو نوع من وهم الخلاص الذي لن يتحقق ، لكني حين أولي عيني شطر الجنوب يعاودني أمل الخلاص ، لأن هناك شعب حي حقيقي يقاوم ويناضل ويضحي ويواجه القوة والنار والسجون بصدر عار ، إنه شعب يعمد خلاصه بدمه ، ويصنع مصيره بوعي وإصرار ، ولن يوقفه الارهاب السلطوي او الاحتواء المشترك الذي تعود على تدجين الشعب تحت مسميات نضالية عاقرة وفارغة لن تزيد سوى تكريس الوضع و تغول السلطة .