إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
هل كان الدكتور سيف العسلي يحتاج إلى مؤهل علمي وخبرة عملية للحصول على حقيبة المالية في التشكيل الوزاري القائم؟..
ربما تكون الإجابة بنعم، لو وجه هذا السئوال لشخص ما لا يعرف الطريقة التي يصل بها الطامحون للكراسي الوزارية في اليمن..
وإذا ما وجه السؤال إلى الدكتور سيف العسلي نفسه/ الذي يرغب في إقامة طويلة على كرسي وزارة المالية تفوق مدة إقامة سلفه عليه, فربما تكون إجابته على النحو التالي: لا يحتاج المرء إلى دراية وخبرة في الشؤون المالية ليكون وزيراً للمالية في هذا البلد.
ومن واقع التجربة العملية التي مر بها الدكتور العسلي يمكنه أن يؤكد أن تخصصه العلمي، واشتغاله في موقع قيادي في وزارة المالية في وقت سابق، ليسا هما الوسيلة التي تأهل عن كطريقهما للفوز بكرسي الوزارة، فقد مرت سنوات طويلة لم يكن موضع اهتمام من صاحب القرار، وعندما استغنى الحزب الحاكم عن شراكة التجمع اليمني للاصلاح بعد الانتخابات البرلمانية لعام 97م، استبعد الدكتور العسلي من وظيفته في وزارة المالية بسبب انتمائه للاصلاح، وحينها جن جنونه، وتأكد له أن مؤهله العلمي وخبرته في الشؤون المالية، لم تحفظا له وظيفته، ناهيك عن أن تكون قيادية في وزارة المالية..
وبالصدقة تقريباً اكتشف الدكتور سيف العسلي ما هو مطلوب منه ليس من أجل الاحتفاظ بموقعه الوظيفي، وإنما أيضا لنيل ترقية لم يكن يتخيلها، دفعت به إلى مكتب الوزير، ومنحته فرصة أن يكون السيد الأول، الآمر الناهي في ذلك المكتب خلفاً لأقوى وزير طالت إقامته على كرسي وزير المالية، أكثر من أي وزير آخر في اليمن..
هذا الاكتشاف المفاجئ، جاء فوراً بعد أن قرر الدكتور سيف العسلي قطع صلته النفعية بالتجمع اليمني للاصلاح، والبحث عن طريق آخر لتحسين وضعه الوظيفي والمعيشي، وبالتأكيد ليس عن طريق الرهان على المؤهل والخبرة..
وقفز اسم الدكتور العسلي إلى ذهن صاحب القرار، مع أول مقال هابط نشره الدكتور بتوقيعه يهاجم فيه المعارضة ويدعم الحملة العسكرية للسلطة ضد أبناء صعدة, فيما عرف بعد ذلك بحرب صعدة الأولى، التي لم تتوقف الابعد الإجهاز على حياة المطلوب الأول فيها الشهيد حسين الحوثي..
قد يكون من الواجب القول أن ذلك المقال الهابط لم يدبجه الدكتور العسلي بأمل الفوز بمنصب وزير المالية، وإنما كان طموحه اقل من ذلك بكثير، وربما راودته فكرة أن يدشن مساعيه للحصول عل موقع وظيفي يسمح له بالترقي عن طريق تملق السلطة، وامتداح واحدة من أسوا وأبشع سياساتها.. ومع ذلك لم يكن كرسي الوزير يرد في مخيلته..
وبالصدفة لعبت لعبة الحظ دورها في خدمة الدكتور العسلي, إذ كان صاحب القرار يواجه ضغوطاً قوية من جانب الدول المانحة تهدف إلى تغيير وزير المالية السابق الأستاذ علوي السلامي، وكان على صاحب القرار أن يفكر باختيار البديل المناسب، فوجد ضالته في ذلك الموظف السابق، المستعد لان يفعل أي شيء لنيل رضى السلطة، وكان الدكتور العسلي حاضراً بمقالاته الهابطة, التي يعلن فيها عداءه للمعارضة، وتأييد الحرب العبثية الظالمة ضد محافظة صعدة، وهذا كشف عن طبيعة شخصيته، والى أي مدى سيكون مطواعاً في مقايضة مصالحته الشخصية لقاء الدور الذي يمكن أن يؤديه من موقع وزاري خطير كموقع وزير المالية..
ولا شك أن قرار تعيينه وزيراً للمالية وقع على الدكتور العسلي وقع الصاعقة، لكنه حينها كان قد اكتشف السر، الذي يستطيع الطامحون من خلاله معرفة الطريق المؤدي إلى تبوء الحقائب الوزارية، وهنا تبدل الموقف عند الدكتور من كتابة المقالات الهابطة إلى كتابة المقالات المتبذلة، على اعتقاد أن المقالات الهابطة هي الوسيلة للحفاظ على الوظيفة، اما المقالات المبتذلة فإنها الوسيلة المضمونة للترقي الوظيفي بما في ذلك الذهاب إلى ماهو ابعد من وظيفة وزير المالية..
صار لدى الدكتور سيف العسلي اعتقاد راسخ بأنه استطاع أن يحيط برموز الشفرة التي من خلالها يقدر على إبقاء الطرق إلى دهاليز القرار السياسي سالكة، وهذا ملأ قلبه بالاطمئنان على مستقبله الوظيفي، مما جعله لا يلتفت إلى الوراء، وإنما يتطلع إلى الأمام بثقة العارف بان وضعه سيسير دوماً من حسن إلى أحسن. وبتأثير هذه الثقة تضاعفت شجاعته في النيل من مكانة ومواقف الآخرين..
ولا أدري إن كان الغرور هو الذي يتملك الآن وجدان معالي الوزير، حتى يقتنع بان كافة المرتفعات الفكرية والتاريخية صارت قصيرة بالقياس إلى قامته العملاقة التي يرى أنها غدت قادرة على اختراق السماء. وتدور في المحافل الصحفية والثقافية في الأسابيع الأخيرة حكاية طريفة، تناولت عزم الدكتور سيف العسلي على احتلال موقع يوميات الثورة ليوم الثلاثاء تحديدا، التي يملأها الدكتور عبدالعزيز المقالح منذ قرابة ثلاثة عقود من الزمن بدون توقف، حيث يعتقد معالي الوزير انه الأجدر بهذه المساحة لأنه في وقت سابق استطاع بمقال أن يحسم حرب صعدة الأولى، بينما الدكتور المقالح لم يكتب عن هذه الحرب، ولم يشد بالمنجزات العظيمة ولو لمرة واحدة..
وحسب الحكاية نفسها، فان معالي الوزير تراجع- ويبدو ذلك مؤقتاً فقط- عن إزاحة الدكتور المقالح من يوميات الثورة ليوم الثلاثاء بفعل تدخل رئيس مجلس الوزراء الأستاذ عبدالقادر باجمال، الذي وجه بنشر مقال الدكتور سيف العسلي في الصفحة الأخيرة من "الثورة" بجوار يوميات الدكتور المقالح وليس بديلاً عنها..
الحصول على مساحة يومية الثلاثاء رغبة مؤجلة، لدى معالي الوزير ثقة بأنه سينالها حتماً، خاصة انه لم يعد مشغولاً بتأمين بقائه على كرسي حقيبة المالية، ولعل قناعته غير قابلة للاهتزاز بأنه صار من المستحيلات ازاحته عن هذا الموقع لأنه الوحيد الذي يعرف مقدار الأموال التي صرفت على الانتخابات الأخيرة، ومن أين جاءت..
يدخل ضمن قدرته ممارسة الضغط للاحتفاظ بحقيبة المالية، لكن من المستبعد أن يقبل قراء "الثورة" بتعذيب أنفسهم طوعاً بقراءة يومية بقلم الدكتور سيف العسلي.