في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن
أعظم اكتشاف تاريخي في منطقة الخليج تحول بلمحة بصر إلى سراب.
آثار "العصيبية".. تدمير.. سرقة.. إهمال
انسحاب الأمن بصورة مفاجئة ترك الباب مفتوحاً لهجوم اللصوص.
كنت في فرحة غامرة حين تم تكليفي من قبل الأخ رئيس التحرير لزيارة إحدى أهم الاكتشافات العلمية والتاريخية، والتي سوف تسجل حقبة مهمة من تاريخ اليمن، وحين وصلت إلى منطقة "العصيبية" في مديرية السدة من محافظة إب هالني ما رأيت من دمار ولا مبالاة أدت إلى طمس معالم آلاف السنين بلحظة طمع وإهمال، وربما تواطؤ.. وحين وصلت إليها لم أر إلا الحسرة والندم واتهامات هنا وهناك..
"الغد" تنقل واقع القصة كما عاشتها في مديرية "السدة" بحثاً عن تاريخ ضائع.
تحركت مسرعاً من العاصمة صنعاء، ونزلت في مدينة يريم لغرض التوجه نحو مديرية السدة التي وجد فيها مقبرة أثرية.. صعدت السيارة.. كان أغلب ركابها من نفس المنطقة جميعهم يتحدثون عن ذلك الكنز الذي وُجد.. وصلت الفندق ولا يعلم أحد عن منطقة "العصيبية" شيئاً، وحين أخبرهم أنه وجد فيها كنز يحدثونا عن قرية "الدثية".
في الفندق وجدت الشيخ أحمد المقبلي، وهو من أهالي المنطقة حيث دلنا على المكان الذي نستطيع الوصول إلى قريته بأقصر الطرق وأسهلها، وقام بالاتصال بمن سيستقبلنا في تلك المنطقة، ونظراً لعدم وجود مواصلات قمنا بتأجير باص أوصلنا إلى المنطقة التي مررنا عبرها بقرية الحكيم علي ولد زايد، والذي أخذنا من قريته حكمة الصبر.. وصلنا إلى منطقة الحقلين هناك، وعلى مرتفع في جبل القطن شاهدنا تجمعاً لثلاثة أطقم عسكرية، فما أن تقف وتهم بالنزول حتى يسألك الجنود: ماذا تريد؟.. نزلنا وعرضنا هوياتنا فسمح لنا بالصعود والتصوير ولم نرى إلا مأساة حقيقية.
أعمال نهب وتدمير
كان القبر الذي وجد فيه الذهب والتابوت في غرفة 3×3 متر على جدران من ألواح المرمر بطول مترين، محاطة بكل جدران القبر وكأنها أعمال ديكور منسق لم يتبق منها شيء، فقد تم تدميرها..
وجدنا عضو مجلس النواب في تلك المنطقة عبد الرحمن معزب، والذي حدثنا بكل أسى عن واقعة تحطيم وسرقة الآثار من ذلك القبر الذي تعرض لعملية هجوم وسطو من قبل أناس كانوا يراقبون التحركات هناك، وبدا الأمر منظماً حيث كانت أربعة أطقم عسكرية موجودة، ولكنها بعد يومين من الإعلان عن الاكتشاف الأثري غادرت جميعها ومعهم نائب مدير الأمن.. وفي الساعة 12 ليلاً بدأت أعداد من المجاميع المسلحة بالنزول إلى القبر وقاموا بالحفر بحثاً عن الذهب، مما أدى إلى تحطيم التابوت الذي دُمر نهائياً، وكذلك دمرت ألواح المرمر والصفائح وسرق ما تم جمعه في أحد التوابيت التي يعتقد أنها لزوجة أحد ملوك سبأ وذو ريدان.
ما تم اكتشافه
هي غرفة 3×3 متر تحت الأرض بعمق خمسة أمتار، فيها تابوتان، الأول فيه عظام لامرأة ما يزال شعرها وحليها موجودين بداخله، وقد تم نقلها مع حليها إلى متحف ظفار بعد تهريبه خفية من قبل خالد العنسي مدير آثار إب وأعضاء من السلطة المحلية وعضو مجلس النواب، وقد أخبرنا مدير الآثار أنه سرق الصولجان والسكاكين وقطع من البرونز والحديد، هذا بالإضافة إلى تحطيم التابوت وأعمدة الغرفة.
عصابة منظمة
حين سألنا عضو مجلس النواب الذي يتولى القضية كيف تم اكتشاف الآثار؟ أخبرنا أنه مع شق الطريق ظهر نفق، وهذا ما وجه النظر إليها، بالإضافة إلى أن هناك من لديه خرائط لمقابر الملوك وبالذات في عزلة جبل ووادي عصام، أما عن المسروقات فلم يقم بتحديدها حتى تكتمل عملية حصر الذهب والحلي المسجلة والتي لم تحصر ومن الصعب تحديدها.
نزول لجنة التقصي
كنا هناك.. حيث نزل وزير التربية الدكتور عبد السلام الجوفي، والعميد علي القيسي محافظ إب، والدكتور أحمد سالم القاضي نائب وزير الثقافة، والدكتور عبدالله باوزير رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف، حيث تم تكليفهم من قبل الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء الذي شاهد مدى الخراب والتدمير الذي طال المقبرة، والتي تعتبر أعظم اكتشاف على مستوى الجزيرة العربية.
وقد وجه محافظ إب بالحبس والتحقيق مع الأطقم المناوبة التي انسحبت مباشرة قبل اكتمال عملية المسح، حيث قال في اتصاله مع مدير أمن المحافظة، إن هذه خيانة كالذي يخون وطنه في المعركة. ووجه بضرورة إعادة المسروقات ومحاسبة الجناة "العصابة المنظمة".
الرائد محمد معزب أحد أهالي المنطقة كان يحمل تواقيع المشائخ الذين تعهدوا بعودة المسروقات وتسليمهم لجهة الاختصاص، وأخبرنا أنه وصلت سيارة عليها 8 أشخاص لمنطقة الشاهد والتي شاهدناها محفرة، وقد أخبرنا عن تفاصيل السرقة بعد انسحاب الأطقم العسكرية مبقية أربعة أفراد الذين لم يستطيعوا أن يمنعوا ذلك الهجوم الزاحف من الأهالي المسلحين ليلاً.. وبهذا يكون قد تم مسك الخيوط الأولى، ونأمل أن يعود كل شيء لسابق عهده.
ماذا تبقى في "العصيبية"
كان جبل القطن والشاهد نراهما عبارة عن حفريات وكأن طائرة حربية أمطرت تلك المنطقة بوابل من القذائف.. حفريات عشوائية، وأكثر من 30 حفرة في جبل القطن لوحده، أما التابوت فقد دمر وتم سرقة بعض أجزائه والأعمدة المرمرية المزينة لجدران القبر، وشاهدنا أحد المباني التاريخية التي لم يتبق سوى الدور الأرضي الذي كان يستخدم كمخازن، وبهذا تكون منطقة "العصيبية" قد أنهت تاريخ 1300 سنة ميلادية عبر السرقات والحفر العشوائي الذي لم يعش أسبوعاً بالكامل، بالرغم من توجيهات اللجنة ببناء سور وتوظيف حراسة واستكمال أعمال التنقيب، وذلك لإغراء المواطنين بإعادة ما تم سرقته والذي لا يعلم ما هو ولا مقداره، نظراً لعدم استكمال الحصر، وعدم قيام الأمن بواجبه الأمني، ما يعتبره البعض تواطؤاً، أو كما قالها محافظ إب بكل صراحة "آثار ملوك سبأ وذو ريدان ضاعت في لمحة بصر، أو ضُيعت".
المصدر / صحيفة الغد