الجنوب وقصة 176عام من التاريخ؟؟
بقلم/ الشيخ جمال بن عطاف
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 9 أيام
الخميس 03 ديسمبر-كانون الأول 2009 06:35 م

إنها سنوات عجاف مرت على الشعب الجنوبي في اليمن عانى وقاسا أبناء كل المحافظات الجنوبية فيها أنوع شتى من العذاب والجوع والفقر والاظهاد ولاستعباد وجده وشعر به كل من عاش في ظل الاحتلال البريطاني

 مائة وتسعة وعشرين عاما مليئة بالظلم ولقتل والسجون..فناضل الشرفاء وكل من يحلم بالعيش الكريم والحرية المنشودة ..يريدونها دولة حديثة قوية يسودها العدل والإخاء بين أبناء الشطر الجنوبي المسلم ليس للاحتلال قدم فيها ليبنوا بذالك الدولة المتماسكة يكون للشعب الذي ضحى بنفسه واخرج أعظم امراطوريه من أرضه رأي في صنع القرارفيها فقتل من قتل لكنهم شهداء وجرح من جرح لكنهم حققوا الهدف المنشود بطرد المحتل

 في 30من نوفبر67م.اأنها الاراده والعزيمة التي تحصل عندما يتحد فيها أبناء أي شعب فتهون أمامهم كل الصعاب والعقبات مهما كبرت.

إن انشغال المقاتلين في المحاور وضعف التواصل الخارجي ووجود الجهل حال دون إقامة ألدوله الحديثة بعد خروج المحتل من ارض جنوب الجزيرة العربية هذا إذا ما أضفنا إلى ماخلفه المستعمر من ذيول لزرع الأحقاد وإثارة الفتن وصدق النبي الكريم حين قال إن الشيطان يئس إن يعبد في جزيرة العرب ولكن باتحريش بينهم .

عشر سنوات بعد خروج المستعمر والناس لم يجدوا فيها الأمن والعدل والعيش الرغيد الذي ناضل من اجله ..إنها المؤامرات والاغتيالات هي وحدها كانت سيدة الموقف .

وبات الأمر الذي ناضل من أجله الثوار بأيدي الشيوعية العالمية ركبة فيها موجة النصر واستغلت الظروف السياسية الفارغة ومكثت قرابة الثلاثة عقود من الحكم الشمولي والظلم الاجتماعي ومحاربة الدين واضطهاد الميسورين على حساب الفقراء فلا بناء ولاتجاره ولاحرية وكان الشعار خلالها لا صوت يعلو فوق صوت الحزب.

كممت الأفواه واسكت الثوار وقتل كل من كان ينادي بالحرية أو بناء الدولة التي يشارك فيها الشعب على الأقل بصوته فعانى الناس الآمرين وهم يسألون أنفسهم هل حققه ثورة 14أكتوبر اهدافها ؟؟؟

وجاء اليوم الذي تم فيه الإعلان عن سقوط الشيوعية العالمية فبدء جماهير الشعب ينتظرون اللحظة الحاسمة ليستعيدوا ما أخذ منهم في المرحلة الاستثنائية من تاريخه .

فحصل أمر لم يكن في الحسبان ــ على الأقل في تلك المرحلةـ ظل يحلم بها هذا الشعب المظلوم وهى إعلان الوحدة اليمنية فكان الشعب الجنوبي ينتصر لمبادئه ولو على حساب قوته إنها وحدة بين النظام الاشتراكي والنظام الرأس مالي القبلي كلاهما أعلن إفلاسه.

ظن أبناء الجنوب أن الوحدة هيا من تحقق له كل ما كان يحلم به وناضل من اجله وفعلاً تنفس أبناء الجنوب الصعداء وفرح بهذا الحلم العربي الإسلامي رخصة الأسعار وأدخلت البضائع وبات ما كان ممنوع صار مباحاً فوجد الناس الحرية والمحبة الحقيقية بين أبناء الشطرين لكنها سنوات أربع كانت كفيلة بأن تذهب هذا الأمل وكأن الشقاء والبؤس هما قدر هذا الشعب المغلوب على أمره فصدمة كل احلامة بجدار حرب 94م .

فضل أبناء الجنوب بعدها يعانون من التهميش والبطالة وعدم توفير أبسط الخدمات فالفقر والجوع والجهل مازال يلاحقه بل وتسال دمائه وهو يناضل بسلم لأخذ ابسط الحقوق التي كفلها له الدستور والقانون .

ولكن صبراً فان بعد العسر يسر وبعد الظلام فجر والحبل إذا اشتد أنقطع وهذا ابتلاء من الله لهذا الشعب ليختار منه الشهداء ويمحصه الدهر وليعلم الناس جميعاً من هو مخلص لأبنائه ومن هو المنافق الذي يلهف وراء مصالحه الشخصية .

سنوات طوال تعلم فيها أبناء الجنوب خير الخيرين وشر الشرين أننا اليوم في أمس الحاجة إلى أن نتفق على برنامج يحتوي على أحسن ماتعلمناه من الاحتلال البريطاني من حب النظام والالتزام به وأن نأخذ أيضاً بأفضل ما كان يتمتع به النظام الاشتراكي من حب الفقراء وحفظ الأمن والسهر على قوت الناس وهيمنة الدولة ولاشك أن مسيرة الوحدة علمتنا الشيء الكثير كحرية التجارة وحرية الرأي والنقد ولو لأعلى سلطة .

لننظر بعين المستقبل ونحن نستفيد من أخطاء الماضي لنبني مرحلة جديدة لدولة حديثة قوية فيها العدل والعيش الكريم لأبنائها مستمدة كل هذا من كتاب ربها وسنة نبيها أخذه نصب عينيها تاريخها خلال القرنين الماضيين

 لأخذ العبرة والله غالب على أمرة ولكن أكثر الناس لايعلمون.