صحّ النوم يا وزير الدفاع
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
الخميس 13 يونيو-حزيران 2013 03:42 م

كم يسوءني ويسوء كل يمني عندما نسمع بيانات رسمية صادرة عن المؤسسة العسكرية عقب كل اعتداء تخريبي يطال أبراج الكهرباء أو أنابيب النفط، خاصة وهي تحمل في طياتها الوعد والوعيد لكل العناصر التخريبية.

في حين يتصور السامع لأول مرة لتلك البيانات التي تتوعد بالضرب بيد من حديد أن لدينا مؤسسة عسكرية ضاربة تمتلك يداً جبارة تكسر كل من يعاديها.

لكن المتتبع لها يجد أن هناك وزارة بدأت تتهاوى في أركانها هيبة الدولة وقوة السلطان, وبدأت تتحول إلى مؤسسة حولها عدد من القادة الكبار إلى بؤرة للإعاشة الخاصة و"طلبة الله"، هذا ما يتهامس به كبار قادة الجيش وصغاره.

وزارة الدفاع وصفها وزيرها الحالي بأنها كانت في عهد النظام السابق عبارة عن وزارة للشئون الاجتماعية" لكن يبدو أن الإغداق المالي الكبير الذي تتمتع به وزارة الدفاع ربما ألهى العديد من قياداتها القيام بواجبهم الوطني وربما بدأت ذات الوزارة تتحول بدون شعور القائمين عليها إلى وزارة المصالح الخاصة, وهو مشهد مؤلم يكرس مشهد اغتيال الكرامة العسكرية.

هناك حديث كثير يدور اليوم في أواسط المؤسسة العسكرية عن حالة من الفتور التي بدأت بغياب مطول من معالي وزير الدفاع عن مكتبه.

آخر لقطات بثها التلفزيون الرسمي لوزير الدفاع أظهرته وهو في حالة من الفتور والإعياء أثناء أحد الاجتماعات العسكرية.

لم نعهد وزير الدفاع بهذه الحالة من الإنهاك النفسي والجسدي إلا يوم أن سخر جل وقته لمجموعة من العاملين في المؤسسة العسكرية حسب رأي المقربين منه.

هناك انشغالات واسعة وكبيرة أخذت وقتاً وجهدا من معالي وزير الدفاع، وفي مقدمتها الاهتمام بالقضايا التي يطرحها ياسر الحرازي، مدير المؤسسة الاقتصادية العسكرية, وهي ذات المؤسسة التي ظلت عقوداً من الزمن بعيدة عن كل عين سوى عين رأس النظام السابق، واليوم يحاول معاليه أن يبحر في بحرها الهادر ويفك طلاسمها.

ناهيك عن تفرغ وزير الدفاع أيضا لهموم الدائرة الفنية التي تضم في تشعباتها أبوابًا ليس لها أول ولا آخر، بدءا بالسيارات المشتراة وقطع الغيار وكل ماله علاقة بالقوة المتحركة داخل مؤسسة الجيش, يعني دائرة "دسمة" تحتاج لمتابعة لكل صغيرة وكبيرة.

كما يؤكد العاملون في وزارة الدفاع أن معالي الوزير لا ينسى في خضم عمله الكبير ومسئولياته التي هي بحجم وطن من الإشراف والمتابعة لعبدالله الكبودي - مدير الدائرة المالية السابق، ومدير دائرة التقاعد حاليا، وتحديدًا مشاريع الكبودي المتعثرة.

وحتى لا نذهب بعيداً.. على معالي الوزير أن يتذكر أن رصيد الهيبة للمؤسسة العسكرية في قلوب الشعب هي في تناقص مستمر لأنه يتحدث بكلام لا يتبعه بالعمل, وأصبحت بيانات وزارة الدفاع جوفاء لا تهز شعرة في رأس مخرب من مخربي الكهرباء أو مفجري أنابيب النفط, بل لم تعد ترسانة وزارة الدفاع وأسطولها الجوي ليس سوى ديكور جمالي للمناسبات والعروض.

معالي الوزير تذكر أننا نعيش في مرحلة انتقالية وأن أي أخطاء فادحة من أي مسئول في الدولة لن تمر عبثا خلال المرحلة القادمة.

معالي الوزير الشعب ينتظر الكثير منكم ليرى على أقل قليل مصابيح المنازل مضاءة فلا تخذلوا من علّق الآمال بكم.

وختاماً.. هي مني ومن كل أبناء اليمن لكل أحرار وزارة الدفاع دعوا القلق وابدءوا الحياة.. لتحيا كل اليمن بكم.