صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
ولادات كثيرة في حياتنا دائما ما نرى بها مُبررات للبقاء وأخرى للهلاك والتفاني , مرة نرى أنفسنا مُولدون خارج جغرافيا الانتماء , ومرة أخرى نُولد مع شظية حرب وأخرى مع حالة موت غير طبيعية .
يمنيون المولد والجنسية تارة ومنفيون الثقافة مرة أخرى , مُرتحلون بين زفير الأمكنة وبين تراتيل سفر لا ينتهي .
أوجه كثيرة نرى بها وقد تحولنا من مواطنون إلى موطنون , من حالة حياة طبيعية إلى حياة أشبة بتعويذة لا تنتهي , من خيارات العيش , إلى خيارات الشتات .
هكذا نولد دائما مفجوعين دون خيارات , دون أن نشق غُبار للقادم , دون ماهيات للبقاء , دون أوطان تمنحنا هوية حقيقية خارج زيف الجغرافيا المُصطنعة .
شعب مازال يعيش بلا ذاكرة , شعب مازال يعيش دون أدنى خيارات الحياة
أتذكر بدايات الطفولة وتفتح عقلي على من حولي حينها لم أكن أرى بكثرة تعدد الوجوه إلا أن كُل شخص من هؤلاء يبحث له عن مفهوم الهوية بطُرق بدائية وبريئة .
تارة من يبحث عن جنسية أخرى وهو لازال في العقد الأول من عمرة ولم يرى النور في وجه الحياة , وتارة أخرى يُولد بعض هؤلاء في أوطان أخرى فنحسدهم لأنهم يلبسون ثياب غير مقطعة , ثياب نظيفة فنرى في وجوههم أوطان جميلة تحترم طفولتهم وبراءتهم .
كبرنا على أمل في تغيير أشياء في كثيرة لكن كُل ذلك لم يحدث فما زال الفقر يضرب بقوة في العظم اليمني , ومازالت طاحونة الفساد تُغربل كُل منتجات البلد , ولازالت أله القتل في أوج قوتها تقتل وتحصد ربيع أعمارنا
كُل ذلك يحدث ونحن لازلنا في سباق مع الحُلم متى نحصل على هوية طبيعية في بلد كاليمن ؟
فــ رُبما تقضي حياتك في كفاح دائم من أجل الحصول على شهادة جامعية ولا ترى بهذه الشهادة الكرتونية المنحوسة إلا مصدر للجُوع .
إن لم يكن لديك شيخ قبيلة فطن وذكي يعرف كيف ينهب ظروفك ويمنحك عيونه الحمراء لن ترى النور لا بوظيفة ولا باستقرار مهما كُنت على درجة على عالية من الفطنة والذكاء المُمكن .
لن تحصل على وظيفة وعلى مركز اجتماعي بين الناس أن لم تكن شهادتك الحزبية وبوقك في أعلى صوته ,
ولن تحصل على شيء سوى الرماد يُذر أمام أعينك إلا لتجد نفسك في يوما ما على الرصيف لتعرف مدى لعنة هذه البلاد على شبابها وشاباتها الطاهرون .
أن ننتمي لأكثر من ذاكرة , أكثر من وطن , أكثر من فياجرا الفاسخون بكُل ذلك سوف نعيش مُهددون تحت طائلة الخبز والعيش بكرامة خارج الانتماء لقمائة حصار ينتهي بك إلى أقرب مدكى قات بقصيدة عنترية تتفتت أمام كُل بحشامة قبيلي يرى فيك مصدر رزقه ومصدر تنفسه في كُل شيء .
حقا نحن شعب مُولد خارج جغرافيا الانتماء !
مولدون دائما بـــ بوابة عسكر , بوابة فاتحون يقتلون ظروفك في عز النهار ويمنحوك ألم لا ينتهي إلا بتوارى جسدك على من على هذه الأرض والتي لم تمنحك يوما ما فُرصتك في العيش وفي التفكير وفي الكتابة وفي العيش بسلام .
Jalal_helali@hotmail.com