شحنة المسدسات التركية بين البحث عن الحقيقة والمناكفات السياسية
بقلم/ د.انور معزب
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع و 4 أيام
الثلاثاء 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:28 ص

في الوقت الذي مازالت فيه البلد تشهد حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار والانفلات الأمني طلت علينا شحنة مسدسات تركية مهربه تحتوي على (246) قطعه مسدس ربع ، و (2925) قطعة هيكل مسدس و(2445) قطعة مخزن طلقات مسدس و(2631) قطعه للجزء العلوي المتحرك للمسدس ، و(2317)قطعة لمجموعه الطارق للمسدس و (3050) زوج لغلافات خارجية ليد المسدس 

كما نعلم جميعا ان شحنة المسدسات التركية التي تم ضبطها لم تكن هي الأولى فهناك العديد من شحنات الأسلحة المهربة التي تم ضبطها في وقت سابق وما خفي كان أعظم إلا أننا الآن لسنا بصدد الحديث عن شحنات الأسلحة السابقة التي تم ضبطها في وقت سابق كما أننا لسنا بصدد الحديث عن ماخفي كان أعظم ونحن الآن بصدد الحديث عن شحنة المسدسات التركية التي تم ضبطها مؤخرا 

طبعا المسدسات التي تم ضبطها في شحنة المسدسات التركية هي مسدسات خاصة لعملية الاغتيالات والتصفيات وقد تم صناعتها لهذا الغرض تحديدا فهي مسدسات كاتم للصوت وهذا مؤشر خطير يقودنا إلى أن اليمن قادمة على وضع خطير جدا سوف يشهد حالة من الاغتيالات والتصفيات وفي نهاية المطاف تسجل القضية ضد مجهول كما هو حال جميع قضايا الاغتيالات السابقة 

الأحزاب السياسية اليمنية وكما هي عادتها دائما تقوم بخلط الأوراق حتى في قضايا الأمن القومي التي ترتبط بأمن واستقرار البلد وقضية شحنة المسدسات التركية المهربة واحده من هذه القضايا التي يتم التعامل معها من قبل الأحزاب السياسية اليمنية دون الشعور بالمسئولية الوطنية وهو ما شهدناه بالفعل حيث ان جميع الأحزاب تتهم بعضها البعض بالتورط بهذه الفضيحة وكلا يريد أن يلصقها بالأخر وحتى ولوم يكن له أي صله بها من قريب او بعيد الآن إن هذا التعامل والتصرف الذي أعتدناه من قبل الأحزاب السياسية اليمنية ناتج من فشل قيام الأجهزة الأمنية والرقابية بدورها ومسئوليتها ذلك ان هذه القضايا وبالدرجة الأولى تخص الأجهزة الأمنية والقضائية ولا دخل للأحزاب السياسية بها من قريب او بعيد و بطريقة او بأخرى يمكننا القول بان قادة الأحزاب السياسية مشاركون بقصد او بدون قصد في جميع الجرائم التي حصلت في البلد ذلك أنهم يزجون بالمناكفات السياسية والصراعات الحزبية بجميع القضايا ويقومون بخلط الأوراق وهو ما يؤدي إلى عدم إظهار وكشف الأشخاص الحقيقيين الذين يقفون خلف الجرائم التي حصلت بالبلد

وبعيدا عن المناكفات السياسية والصراعات الحزبية الممقوتة نريد ان تقوم الأجهزة الأمنية والقضائية بدورها ومسئوليتها القانونية والدستورية في إجراء التحقيقات و كشف الملابسات وفضح الأشخاص الذين يقفون خلف شحنة المسدسات التركية المهربة فالأمر يهمنا جميعا كونه مرتبط بأمننا واستقرارنا جميعا فالشعب اليمني مل وضاق ذرعا من المناكفات السياسية والصراعات الحزبية والتي كانت سببا رئيسي في تدهور الوضع الأمني وعدم استقرار البلد ولذلك على قادة الأحزاب السياسية ان يتحلوا بالروح الوطنية وان يكونوا عند قدر المسئولية وان لا يقحموا جميع القضايا في صراعاتهم وخلافاتهم الحزبية

الشعب اليمني وبمختلف شرائحه وتوجهاته الحزبية يحمل الأجهزة الأمنية ممثلة بوزير الداخلية والأجهزة القضائية ممثلة بوزير العدل بكشف الأشخاص الحقيقيين اكرر الحقيقيين الذين يقفون خلف شحنة المسدسات التركية التي تم ضبطها ولا نريد المسرحية الهزلية التي اعتدنا عليها وذلك بان يتم التضحية بكبش فداء وبالتالي إخفاء الأشخاص الحقيقيين الذين يقفون خلف هذه الجريمة وغيرها من الجرائم

anwarmoozab@gmail.com