المؤتمر الشعبي وأوهام البقاء
بقلم/ طالب ناجي القردعي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و يوم واحد
الأربعاء 15 أغسطس-آب 2012 11:14 م

الأحزاب السياسية الحاكمة في الوطن العربي وليدة رحم حكام فاسدين مفسدين لم تبنى تلك الأحزاب على أسس حزبيه صحيحة يراعى حين الترقية فيها الكفاءة الحزبية والنزاهة الوظيفية وجل قيادتها تم تنصيبها خدمة ً لمن يدّعم بقاء ذالك الوالي الظالم كما أنها أحزاب جل عقيدتها السلطة وجمع المال والأنصار بالوظيفة العامة وسخرت تلك الأنظمة كل مقدرات البلد لتلك المجاميع وحولت تلك المجاميع بدورها الوطن إلى ملك لقيادتها من حيث التجارة والاستثمارات يدخل في ذالك المتاجرة حتى في الحدود والمكانة الاقليميه والدولية لكل وطن من تلك الأوطان .

النزاهة الذي يتغنون بها ليل نهار لم تعرف إلى عقولهم وجيوبهم طريقاً وجل أرزاقهم تأتي عن طريق الرشوة والسرق والتجارة الغير مشروعه وثقافة جل منتسبي تلك الأحزاب الارتزاق اي كان مصدرها.

المتابع لمسار الثورات العربية وانهيار تلك المنظومات الحزبية ليس بحاجه الى عبقرية فكرية لمعرفة النهاية المدوية والمخزية الذي سوف يؤول إليها المؤتمر الشعبي العام وبعيداً عن التسوية السياسية الذي يجادل الكثير في نجاحها وما يترتب على نجاحها احتفاظ المؤتمر الشعبي العام بمكانته نظراً لتقاسم الحكم نتيجة لذالك الاتفاق وأنا لا اتفق مع ذالك القول حتى وان ظل الاتفاق قائماً وهناك أسباب عديدة ومؤشرات كثير للنهاية الحتمية لهذا الحزب سوف يرى الجميع نتائجها مع أول انتخابات نزيهة .

بدايةً النظام الداخلي لهذا الحزب لم يكن مؤطراً إلا لفترة حكم مؤسسه، وغاب او غيب عند معدي هذا البرنامج تغيب رئيسه لأي سبب من الأسباب حتى لم يبحث وفاة ذالك الرئيس ولم يتطرق البرنامج من يخلفه في زعامة الحزب وقرن زعامة الحزب لرئيس الجمهورية والذي بفضل هذه الثورة أصبح مخلوع من رئاسة الجمهورية ومن الطبيعي حسب قوانين المؤتمر نفسه ان يصبح مخلوع من رئاسة الحزب وتسلم تلقائياً للرئيس المنتخب للجمهورية الذي هو عبد ربه منصور هادي ولكن ذالك لم يحصل وظل المخلوع يحتفظ لنفسه برئاسة الحزب وفي الأيام القادمة سوف تستفحل هذه المشكلة وتؤدي إلى تصدع في البقية الباقية جواره وقد يضطر الرئيس هادي الى سحب كثيراً من قيادات ذالك الحزب وإنشاء كيان جديد بعيداً عن المؤتمر الشعبي العام ،

المشكلة التنظيمية ليست العقبة الوحيدة أمام من تبقى بجوار المخلوع فهنالك الكثير ومنذو بداية الثورة الى الآن قُدمت استقالات جماعية وفردية كثيرة وسوف تتصاعد تباعاً مع أفول نجم صالح من الحياة السياسية او كلما خف الإنفاق والصرف على تلك القيادات ، كما أنني شخصيا اعرف الكثير ممن يدعون انتمائهم الى هذا الحزب بالبطاقة لهدف الوصول إلى وظيفة عامه او منصب في احد فروعه .

المخلوع في احد تصريحاته الأخيرة يدعو إلى تحول المؤتمر الشعبي الى حزب وهو لا يهذي عندما دعاهم الى هذه الدعوة فهو يعلم قبل غيره انه لم يكن حزب وإنما مظله للمنتفعين حوله وإطار فضفاض للحكم استقطب أعضاءه وكثيراً من قياداته عن طريق المال كما يوزع لهم المال العام غنيمة عند الحاجة إليهم في الانتخابات سوى على مستوى المديريات او المحافظات او حتى في انتخابات مجلس نواب .... الخ 

رغم الصرفيات الهائلة على تلك القيادات من قبل رئيس ذالك الحزب ومن المال العام فقد انشق خيرة من يمثل قيادات المؤتمر أو اقل ما نقول من لا يزال يملك قليلاً من الكرامة بعد الإنكشاف المريع لهذا النظام أمام الشعب كافه ومع كل ذالك لا يزال هناك مجاميع وقيادات كأمثال البركاني والجندي واليماني وغيرهم متمسكون ويهذون بإسم ذالك الحزب لقوا الدفع من قبل المخلوع وسوف يظلون بجانبه ما زال الدفع مستمراً ليس إيماناً منهم بمبادئ ذالك الحزب والجميع يعرف ذالك فجل هذه القيادات حاملى شرائح متعددة مُقدمة الدفع .

وإذا كانت الانشقاقات تلاحقه منذُ بداية الثورة الى الآن وهي لن تتوقف عند هذا الحد وسوف تستمر وكلما اتضح للشعب السياسة القبيحة الذي انتهجها زعيم هذا الحزب ومسايرة كثيرا من قيادات الصف الأول لهُ فيها بما في ذالك نهب خيرات الوطن وإغراقه في كثير من الأزمات الداخلية والجوع وضياع كامل حقوق المواطنة سوف يلحق او تلحق مجاميع أخرى وخصوصا من قاعدته الشعبية وأكاد اجزم لو تجرى انتخابات في هذه الأيام او بعد سنه من الآن فلن يصل بأحد من مرشحيه الى مجلس النواب او أي مجلس أخر .

لم يبقى مع هذا الحزب إلا إرثه الثقيل على مستقبله ولن يجد بين صفوفه من قياداته من يفاخر به أو يكون لهم قدوه او مثل أعلى وبرغم طول سنين حكمه لم تنل شخصيه من شخصياته القيادية سمعه في النزاهة او على اقل تقدير العمل من اجل رفعة هذا الوطن وفوق ذالك لم يكن هذا الحزب أفضل تنظيماً من الأحزاب الحاكمة المنهارة في مصر او تونس وليس لديه هيكل تنظيمي يصمد ويتحمل هذه الصدمات كما الأحزاب العريقة الأخرى ومثالا على ذالك جماعة الإخوان المسلمين التي لاقت كثيراً من الظلم والقهر والإبعاد على مستوى الوطن العربي وصمدت أمام جميع المتغيرات كما أن الحزب الاشتراكي اليمني برغم الهزة العنيفة التي حصل لهُ في صيف عام ٩٤م ولكن ظل يحافظ على بقائه ومثال أخر لذالك الحزب الناصري الذي حاربه صالح على طوال سنين حكمه ولكنه استمر في الحياة رغم كل الصعاب .

والى حين انعقاد المؤتمر العام الثامن للمؤتمر الشعبي العام في الأيام القادمة تكون بعدها او في أثنائها تتضح أكثر للجميع المألات التي سوف يكون عليها هذا الحزب.