تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه صراعات بين هوامير المسيرة بمحافظة إب: قرارات مالية تهدد أرزاق عمال النظافة وسط انقسامات حوثية استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي انجاز رياضي جديد لليمن توكل كرمان أمام قمة العشرين: ما يحدث في غزة حرب إبادة وتطهير عرقي عاجل: اغتيال قيادي كبير في حزب الله و رويترز تؤكد الخبر تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة'' رئيس حزب الإصلاح اليدومي: ''الأيام القادمة تشير إلى انفراجة ونصر'' اجبار عناصر حوثية على الفرار في جبهة الكدحة غرب تعز بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومة الوطنية
يظل القذافي هو رائد جنون العظمة العربي بلا منازع، لكن جنونه توزع على كافة العاطفيين في عالمنا العربي .. فهو المؤسس الحقيقي لهذا النوع من الجنون الذي يخالج الكثير من الأنفس التواقة للزعامة لكن" ما يقيد الله إلا وحوش".
كان قبله عبد الناصر السادن الأعظم لهذا النوع من الجنون المقدس مستقيا روح تعابيره من مقولات الفراعنة الراقدين على ضفاف النيل " ما أريكم الا ما أرى" فرد عليه جوقته بـ "انت الشعب والشعب انت" و "انت الثورة والحرية". فاكتشف انه هو "الكل والكمال" ولذا كان يتعامل مع الشعب بهذه النفسية حيث أعطى لنفسه قداسة فوق الشعب وأعجب نفسه بخطاباته والهب حماسة الجماهير مستخدما الصحف والتلفزيون والإذاعة ، وفرض نفسه كمشروع مع انه لم يمتلك مشروعا أبدا أين مشروعه المكتوب من قراه منكم فليخبرنا عنه؟ .
انتقلت عدوى الجنون لصدام حسين الذي رأى نفسه سيدا للعرب وقائدا لقادتهم ومحررا للقدس بعد ان عجز ناصر الأسطورة عن رميها في البحر فأرسل صدام عليها 40 صاروخا عام 91 وكانت تلك الصواريخ هي كل ما لديه لها .. كان ينقصه الخطابة كناصر لكنه كان يمتلك الزعامة، وما كان يقوله يردده الناس حتى بدءوا يلبسون مثل ملابسه ويقلدون حركاته وتلويح يده في الهواء أمام الجمهور الى ان تم منع ومعاقبة من يفعل ذلك.
انتقلت التركة برمتها للقذافي و"انظري يا اميركا وانظري يا أوروبا انا معي الملايين من الصحراء الى الصحراء ومن البحر الى البحر" .. صاحب مصطلح الزحف وزنقة زنقة .. مصطلحاته ما كانت إلا محاكاة للإنسان العربي العاطفي الذي يرى في قوله الحق وفي رأيه العصمة وفي حكمه فصل الخطاب.
لم ينجو الثوار العرب في الربيع العربي من التاثر بخطاب القذافي وإلا ما الذي حمل الثائر المصري حمدين صباحي على الثورة ضد الثورة وضد الانتخابات عندما خسر في الجولة الأولى وراح يخطب عن الاستبداد العسكري والديني عندما رأى ان مرشحا أخرا سينجح .. إنها العدوى القذافية وصلت اليه فهو يملك 4 ملايين يؤيدونه من "الشركاء وليس الأتباع" ، بالإضافة الى أصوات ابو الفتوح وموسى يعني هو يملك 9 مليون صوت لا ادري كيف حسبها لنفسه. لكنها الحقيقة سيطرت عليه روح الزعامة ولذا قرر المقاطعة وذهب قاصدا بيت الله معتمرا ليخرج من العذر الشعبي اذا ما سقط مرشح الثورة وصعد مرشح النظام السابق والعسكر فكانت النتيجة مخيبة له ولا أظنه سيعود للظهور بقية عمره .. "كان حلما من خيالا فهوى".
من اين أتت توكل كرمان ومحمد قحطان بمصطلح الزحف بل من اين أتيت به انا عندما كتبت موضوعا عن "تعز والزحف المقدس" كله من تحت راسك يا قذافي كان خطابك هو المؤثر في الجميع وكلماتك تلامس الجنون عند الكثير من العاطفيين أمثالي.. ايضا للزعيم ناصر مثل هذا القول من الزحف المقدس فالمدرسة متصلة .
ثورة ثورة ثورة ارقصوا غنوا هي كلمات القذافي زرعت في عقول الكثيرين وانبتت نباتا لا أساس له خيالات الزعامة تراود معظم ثوار اليمن! والا ما الذي يجعل كل واحد يرى انه الزعيم ويجب ان يكون "الشور شوره والقول قوله" في كل تفاصيل الثورة والحوار والهيكلة والجنوب وصعدة وغيرها .. انه جنون العظمة الذي وزعه القذافي على كل العرب وكان لنا نصيبنا منه في اليمن.
من من ثوار اليمن اليوم وثائراتها من لا يستحق جائزة نوبل للسلام، ومن منهم من لا يستحق ان يكون رئيسا او أمينا عاما للأمم المتحدة.. الوزارات قليلة في حق الثوار ايضا، فالكثير منهم يرى انه أفضل من كل الوزراء دفعة واحدة ،وان إمكانياته تفقوهم جميعا ، مع انه لم يكمل دراسة الجامعة لان الزعامة لا تحتاج اصلا الى شهادة.. الزعامة والحكم والفقه الدستوري والقانوني كلها مواهب من الله يمنحها للمجانين في شوارع اليمن .
كان القذافي أعقل شخص في ليبيا كما كان يشاع في الأوساط الشعبية وانا أضيف انه كان أعقل رجل في العالم العربي حيث الزعامة في متناول كل فرد.. بس ستر الله وجعل الفقر يخيم عليهم والا لكانت كارثة بل كوارث وحرب نجوم العرب على مسارح العالم .
لا استطيع الا ان أترحم على قتلى العرب وشهدائهم وأحيائهم وأمواتهم والشفاء العاجل لكل الزعماء الذين لم يظهروا الى الآن ربما مازالوا بين "المقامط" او لم تلدهم أمهاتهم. وبمناسبة أمهاتهم لدينا الكثيرات مصابات بسعار الزعامة والعظمة وكل يوم يشتين تضامن وراحة وكلمات حلوة وإلا بيشتمين حميد وحسين ومدهش وقاسم وبجاش ودبوان لأنهم لم يسمعوا كلامهن فهن ايضا زعيمات بس "عطشين" مثلما عطش كثيرا من الزعماء ..وكان العطش سببا لاختفائهم عن مسرح القيادة.