تعقيباً على الخطاب الكاذب لعلي صالح
بقلم/ محمد بن سالم بن عبود
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 13 يوماً
الخميس 01 سبتمبر-أيلول 2011 06:47 م

طالعنا علي صالح، في لقاء له مع بعض من الجالية اليمنية في المملكة العربية السعودية بخطاب ساخر كاذب (رمتني بدائها وانسلت)، متهماً شباب الثورة ومن والاهم من أبناء الشعب اليمني: قبائل وقوات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني ومثقفين، بأنهم فاسدين ومفسدين. وهو يعلم قبل غيره علم اليقين أنهم نزلوا إلى ساحات وميادين التغيير والحرية ومنها ساحة التغيير بجامعة صنعاء، التي تظاهر بالغباء مدعيا عدم معرفته لها ساخراً ومتعامياً عن رؤية الآلاف من شباب الثورة الذين خرجوا للمطالبة بإسقاط نظامه ونافياً لشريحة مهمة من الشعب الذي صبر على ظلمه وقهره ثلاثة عقود. لم يتريث في القول عن أنصار الثورة بأنهم ذهبوا "إلى ما يسمى ساحة الجامعة"، وهي الساحة التي أدبته وقضت على ديكتاتوريته وأفقدته الذاكرة وتذكر جامعة صنعاء وساحتها.

لقد نزلنا إلى هذه الساحات وميادين التغيير بأهداف ومبادئ سامية عالية لأجيال أجيال أجيالنا وعلى رأسها القضاء على الفساد والمفسدين، ولا أدري أين الإحساس والمروءة وأين الآدمية والإنسانية من هذا الرجل! أين العقل والتفكير من هذا الفاسد!. ألا يعلم أن قضية الحسم الثوري باتت قاب قوسين أو أدنى؟!. ألا يعتبر من أساتذته وإخوانه من قادة الظلم والديكتاتورية الذين سبقوه وعلى رأسهم زميله وأخوه مبارك وأستاذ مدرسته معمر القذافي الذي يبحث اليوم عن جحر يختبئ فيه.

إذا وجد صالح، اليوم بلداً يؤويه فلن يجد غداً إذا استمر في غيه غار يحميه. هؤلاء البلداء وليس الزعماء الذين انخدعوا بشعبيتهم التي زورها لهم زبانيتهم وبلاطجتهم الذين لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية، واغتروا بقواتهم الوهمية التي خدعتهم بولائها الظاهري لهم وأخفت ولائها الحقيقي لشعوبها وللحقيقة التي قامت من أجلها هذه الثورات التي تعتبر هي سر انهيار وتفكك هذه القوات وانحيازها إلى إرادة شعوبها وثوراتها التي جعلتها تلقي القبض على الفاسدين والموالين للفساد في الوقت المناسب وتقديمهم لعدالة الثوار والشعوب.

إنني أعجب من عقلية صالح وبقية نظامه ممثلاً بابنه وأبناء أخيه وأسرته التي لم تهدهم للاستفادة مما حصل للأنظمة المماثلة وعنادهم وإصرارهم ووهمية شعبيتهم وقوتهم التي جعلتهم يخسروا ممتلكاتهم وثرواتهم المسروقة من ثروات الأمة بل وفقدان أنفسهم وأولادهم وتعريضها للقتل والتشريد مع العلم بأنهم لو استجابوا لإرادة شعوبهم لكانت خسائرهم المادية والبشرية والمعنوية أقل بكثير ولعفت شعوبهم عنهم في بعضها ما لم ترق دمائهم التي أوجبت إراقة دماء هذه الأنظمة وبلاطجتها.

وإننا كشعب يمني يأبى الظلم والضيم؛ شعب الإيمان والحكمة، لعلى ثقة قوية راسخة بأن قوات الحرس الخاص والجمهوري هي التي ستلقى القبض على رئيس الفساد وابنه وأسرته وكل الموالين والداعمين لهذا النظام وتسليمهم إلى الثوار ومجلسهم الوطني لتقديمهم إلى القضاء العادل ومحاكمتهم محاكمة عادلة تدل على عدالة هذه الثورة وقدسية مطالبها ونبل أهدافها.

وإنني على يقين أن إيمان وحكمة قواتنا المسلحة وأمننا العام والخاص ستقودهم إلى الانحياز للثورة والثوار، وأن القائد الشجاع قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء الركن/ علي محسن صالح الأحمر، الذي قاده إيمانه وحكمته وحنكته وذكائه ووفائه إلى مناصرة الثورة والثوار سيكون القدوة التي يقتدي بها أفراد وصف وضباط وقادة القوات المسلحة والأمن.

 

فالشعب يريد الحرس الخاص لأهداف الثورة وليس الحرس العائلي والحرس الجمهوري للنظام الجمهوري وليس لنظام القصر الملكي والأمن لليمن وليس أمن العائلة. فهيا بنا يا شرفاء وأحرار الجيش والأمن نتحرر من الذل والعبودية والاسترقاق ونقضي على الفردية والديكتاتورية ونكون حماة للإرادة والحرية والشورى والديمقراطية حتى نكون ممن لهم بصمات وإسهامات في تأسيس حكومة المؤسسات التي تضمن لنا ولأجيالنا اليمن الجديد والمستقبل الواعد الأفضل.

وإنني أدعوا حكومة المملكة العربية السعودية، لحبنا لها ولما تحمله من حب وحرص على الشعب اليمني لأنها تعلم أن الشعب اليمني والسعودي جزء لا يتجزأ من بعضه بكافة قبائله وطوائفه، أن تواصل دعمها ووقوفها مع إرادة الشعب اليمني وأن تنصره في محنته ومعاناته فهم منا ونحن منهم. ولا يسعنا إلا أن نشكر المملكة ممثلة بجلالة الملك وولي عهده الأمين على ما تقوم به من دور إيجابي في معالجة ما يدور في اليمن والمتمثل في المبادرة الخليجية التي أفشلها صالح ورفضها في حينها حتى صعَّدَ الأمر وزاده تأزيما مما أدى إلى رفع سقف مطالب شعب اليمن المظلوم وثواره الأشاوس الشجعان، وإنني أدعوا المملكة وحكومتها للضغط على بقية النظام السابق بسرعة تسليم الحكم إلى الشعب لتجنيب اليمن المزيد من سفك الدماء، فأن لم يستجب للمملكة ومساعيها التي تصب في مصلحة الجميع فأن الحسم الثوري سيحقق ذلك المطلب وسيلقي القبض على بقية هذا النظام الفاسد المغتصب للإرادة والسلطة، وعندها سيندمون حيث لا ينفع الندم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

 الشيخ/ محمد بن سالم بن عبود الشريف

  رئيس لجنة الاستقبال بساحة التغيير بجامعة صنعاء

 أمين عام تحالف قبائل اليمن