حل النظام هو الحل
بقلم/ طارق احمد سالم العواضي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 27 إبريل-نيسان 2011 05:38 م

من ينظر الى ما يحدث في اليمن حاليا سيعتقد ان الهدف هو رحيل النظام واركانة وحسب .. وأن الثورة قامت فجأة نتيجة لحماس الشباب بما حدث من ثورات مشابهة حولهم ..ولكن الحقيقة ومن ينظر بعمق سيجد ان رحيل صالح ونظامة ماهو الا وسيلة لتحقيق غاية نبيلة .

وهي بناء دولة مدنية حديثة بعيدا عن حكم العسكر . دولة مؤسسات تقوم على المساواة والشراكة والكفائة والعدل ومحاربة الفساد والبطالة والفقر والجهل ومسايرت العصر من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب عن طريق انتخابات نزيهة تعبر عن ارادة الشعب وليس الحاكم ..

اما المحاكمات فهدفها استرداد اموال الشعب المسلوبة وتحقيق الردع والعدالة وليس من اجل الانتقام او التشفي في احد . فشباب الثورة لايحملون الحقد ولايكرهون الرئيس واعوانة وانما يكرهون تصرفاتهم وافعالهم المشينة ..

فاذا ما قرر الرئيس التنحي عن السلطة طوعآ وفورا سيجد كثير من ابناء اليمن سيقدرون ويحترمون قرارة هذا وسيدخل التاريخ من باب واسع لانة مثل هذا القرار سيجنب اليمن المزيد من سفك الدماء وخطر التمرد والانفصال والحروب وغيرها من المخاطر والقطار الى الان لم يفوت علية والوقت لازال امامة ..

فعندما نسمع بعض كلامة نعجب به وان كنا نعلم انة كلام حق مراد بة باطل ..فنحن نتفق معه في بعض مايقولة مثل ان يسلم السلطة بصورة سلمية وسلسة والى ايادي امينة ولكن بشكل فوري وعاجل لان الوضع لايحتمل التأخير.

ونتفق معه ان هناك اشخاص انضمو الى الثورة وهم فاسدون وناهبي اراضي كما صرح بذلك واشخاص يريدون اللف على ثورة الشباب كما التفو على ثورة 1962 ضد الملكية فهو يعرفهم جيدا وشاركم الحكم خلال ثلاثة عقود ومع ذلك نريد ان نطمئتة بانة بعد رحيلة وحل نظامة فان الثورة كفيلة بتطهيرها من كل الفاسدون والمتربصون باليمن ..

بصورة حضارية وبطرق شفافة وعصرية ..

لان الثورة كما اسلفنا سابقا لم تاتي فجأة وانما نتيجة تراكمات من الاخطاء على مدار الثلاثة او الاربعة العقود الماضية وتحديا منذ اغتيال الرئيس الحمدي رحمة الله علية وعلى كل القادة الشرفاء الذين تم تصفيتهم بطرق واساليب تبعد التهمة عن الجناة الحقيقيون لا لذنب ارتكبوة غير اخلاصهم لوطنهم وشعبهم . ولن استغرب ولن استبعد ان يقوم ابنائهم باسقاء الجناة من نفس الكأس وبنفس الاسلوب اذا ما وجدو الدعم الكافي لتنفيذ هذه المهمة من قبل الاحرار والشرفاء من ابناء اليمن لتجنيب اليمن اخطار جما لان الغايةتبرر الوسيلة والغرض سامي والهدف نبيل ..

 

فالظلم والفساد وغياب دولة القانون والفقر والبطالة والاقصاء . كل هذه الاسباب وغيرها جعلت ابناء اليمن يخرجون بكل اطيافهم من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب رجال ونساء تحت شعار واحد وهو رحيل النظام بطرق حضارية تاركين اسلحتهم في منازلهم ليستقبلو رصاص الغدر والخيانة والنظام يتحمل كامل المسؤلية بالرغم من تبرئهم من هذه الجرائم ولكنا نقول فرضا ان لم يقومو بهذه الاعمال فقد عجزو عن حماية المتظاهرين وعجزو عن تقديم الجناة للعدالة وفي كلا الحاليتين يتحملون المسؤولية القانونية والاخلاقية امام الله وامام الشعب فهم الحكام ..ولاننسى مقولة سيدنا عمر الشهيرة اني اخاف ان تتعثر بغلة في العراق فيسالني الله عنها فمابالكم بحكام اليوم تتعثر امة باكملها ولا يخافون الى على كراسيهم ان تتعثر ..

وانا اؤكد ان النصر قريب باذن الله على الرغم من كثرة المراوغات التي يمارسها النظام وشراء الذمم ولا ننسى ايضا اخطاء قيادة المعارضة التي تساعد النظام في بعض الاوقات ولكنها لن تنقذة ..

فتمثيلهم لشباب الثورة خطاء تكتيكي جعل النظام وحلفائة من الاشقاء والاصدقاء يمارسون كل انواع الضغوط عليهم من اجل حوار يفضي في النهاية لانقاذ النظام فالشقيقة الكبرى قدمت مبادرات وليس مبادرة فيها الكثير من علامات الاستفهام والمراوغة ليس حبا في انقاذ النظام وحسب بالرغم من اخلاصة وتقديمة الكثير من التنازلات لها حتى وان كانت هذه التنازلات على حساب شعبة ..مثل حل قضية الحدود و استدعائة للجيوش والطائرات وتوريطها لتنفيذ اجندته وارضائهم على حساب شعبة ...

وانما خوفا من انتقال شرارة الثورة الى الدول المجاورة .فنجاح الثورة في اليمن سيظر بالتاكيد بالانظمة الفاسدة والقمعية وستثور شعوبهم عليهم ..

لذلك نحذر من المبادرات ونذكر بان سبب نجاح ثورة مصر في خلال 18 يوما هو عدم وجود قائد او قادة للثورة وانما كانت ثورة شعب بدون قادة لها وبدون تلميع اشخاص .. اضافة الى زحف الجماهير الى المباني الحكومية ومحاصرتها بشكل تسلسلي وتصعيد منظم ومتواصل باساليب وطرق جديدة لم يكن يتوقعها ان النظام هناك ولم يضع لها خطط مضادة لافشالها

ونختم مقالتنا بالمسك بتحية معطر بالمسك للشهداء والجرحى واسرهم فدمائهم امتداد لدماء من سبقوهم من الشهداء منذ ثورة 26 سبتمبر و14 اكتوبر وكل الشهداء والابرياء الذين سقطو طيلة الاربعه العقود الماضية من اجل هدف واحد وهو العيش بكرامة في دولة يتساوى فيها الجميع لاتمييز فيها الا للاكفاء والشرفاء ونعاهدهم بان لانعيش الى في ظل الدولة التي حلمو وماتو من اجل ان نعيش فيها او نمضي على دربهم.