فاجعة مؤلمة تصدم الحوثيين عاجل.. مأرب برس ينشر أبرز ما جاء في البيان الختامي لقمة الرياض التكتل الوطني بين الحاجة الملحة لوحدة الصف .. وأصوات الرفض المصطفة مع الانقلاب مكافأة حوثية صادمة لـ 16 قياديا متحوثا .. متى ستصحو القبائل من سباتها ؟ أبرز ما تحدث به الرئيس العليمي بالقمة العربية الإسلامية في الرياض عاجل :وفد عسكري من وزارة الدفاع يصل محافظة صعدة الإنتقالي يُخفي مواطناً منذ 7 سنوات بدون تهمة أو محاكمة الحوثيون يوصلون حسن نصر الله الى محافظة المحويت وينصبون الرموز الموالية لإيران بشكل مستفز لليمنيين في زيارة غير متوقعة .. لماذا زار رئيس الأركان السعودي إيران؟ رئيس الوزراء يكشف عن عثر 76 مشروعا بقيمة تتجاوز 5 مليار في المحافظات المحررة
كم كان مزعجاً التصريح الأولي المنسوب إلى مصدر يمني بصحيفة «واشنطن بوست» في أعقاب إحباط محاولة تفجير الطائرة الأميركية «دلتا» من قبل النيجيري عمر عبد المطلب، حيث قال المسؤول للصحيفة إنه «عندما يتم إثبات صلة ذلك الانتحاري باليمن، أو إذا ما تم إثباتها، سوف تتخذ السلطات إجراءات فورية»، مضيفاً أن الأميركيين لم يقدموا أي معلومات إلى الآن لبلاده.
مصدر الإزعاج انه ما زال بيننا، في العالم العربي، من يقول أعطونا الدليل، وكأنه لا يكفي هذا الكم من الإجرام الإرهابي الذي يرتكب باسم الدين، في بلداننا، وغيرها، حيث نتحدث عن الدليل، وكأننا نتحدث عن سرقة متجر، أو جريمة قتل عادية.
ويكفي تأمل رد الفعل الأولي النيجيري، مقابل رد الفعل اليمني؛ فالمسؤولون النيجيريون كانوا أول من بادر بتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات حول هوية الإرهابي، بل إن والده كان أول من تحرك منبهاً السفارة الأميركية حول نوايا ابنه، وقبل الحادث. وكذلك تحرك رجال الدين في نيجيريا لإدانة العمل الإرهابي والتحذير من خطورته، بينما كان البعض في اليمن يتحدث عن الدليل، وهاهي صنعاء تقر بأن الشاب النيجيري كان قد زارها، وأقام فيها بحجة دراسة اللغة العربية!
الإشكالية هنا أن حجم «القاعدة» في اليمن وانتشارها لم يعد سراً، ورأينا مؤخراً بعض قياديي التنظيم وهم يخرجون علناً أمام كاميرات التلفزة، بل إن الحكومة اليمنية نفسها قد انتفضت ضد «القاعدة» في بحر الأسبوع الماضي، وقامت بعمليات ضخمة، فلماذا إذن التردد، والحساسية المفرطة؟
الأمر المريح هو ما صدر عن مسؤول أمني يمني يوم أول من أمس حين قال رداً على بيان تنظيم «القاعدة» الذي تبنى محاولة تفجير الطائرة الأميركية الفاشلة، حيث أكد المصدر أن بلاده «لن تكون أبداً ملجأ آمناً لهؤلاء الإرهابيين القتلة تجار المخدرات، كما لن تكون جبالها تورا بورا لهم». ولا يساورني شك في أن اليمن يريد محاربة «القاعدة»، لكن ذلك لا يتم بالتردد، والحساسية المفرطة، خصوصاً أن بعض مناطق اليمن باتت خطراً يفوق خطر تورا بورا. «القاعدة» آفة لا يجب التحسس من إعلان الحرب عليها، وأولى خطوات تلك الحرب هي المعلومة، وسرعة تبادلها، وأبسط مثال هنا هو حادثة الطائرة الأميركية «دلتا»، فهي دليل على خطأ وإهمال أمني شنيع. فوالد الشاب النيجيري قام بنفسه بالإبلاغ عن ابنه، كما أن البريطانيين رفضوا منحه تأشيرة دخول لبلادهم، إلا أن الأجهزة الأمنية الأميركية فشلت في استخدام المعلومة، وشاءت عناية الله أن حالت دون وقوع الكارثة.
اليوم وبعد كل ما رأيناه من أعمال إرهابية لم يعد مقبولا التبرير، أو الحساسية الزائدة من محاربة الإرهاب لأننا جميعاً بتنا ضحاياه. صحيح أن اليمن يحتاج إلى وقفة الدول الصديقة معه ضد الإرهاب، لكن على اليمن أن يقف مع نفسه أولا من خلال تزويد أصدقائه بالمعلومات. والمعلومة ليست أمنية وحسب، بل إعلامية من أجل حشد الرأي العام ضد الإرهاب والإرهابيين.
*نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية