ظلم يخنق صحيفة الأيام
بقلم/ د. سمير عبد الرحمن الشميري
نشر منذ: 12 سنة و 6 أيام
السبت 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 08:09 م

الذين يرفضون الســير في طريق النفاق ولا ينخرطون في موكب الولاء للسلطان, يتعرضون للبطش والتنكيل ولعذبات بئيسة ومعاملات دنيئة أكثرها بعــداً عن الكرامة والآدمية, مثل:

الموت أو الاغتيال, أمراض وإعاقات مستديمـة, المؤاذة والتطفيش, التهميش, التهديد والوعيد, الاعتقال والســجن, التعذيب, الإقصاء من الوظيفة أو الفصل من العمل (خليك في البيت), المحاربة في الرزق والتضييق ومصادرة الأموال والممتلكات بطريقة قاسية, الاعتــداء الجــسدي والعنف الرمزي والمعنوي, الاتهامات الكيدية والتجريم, المحاكمة الظالمة, التشكيك في الهوية, المنع من التنقل والسفر, سحب ومصادرة وثائق الهوية الشخصية والعائلية, عدم تجديد جواز السفر والبطاقة الشخصية والعائلية, القــذف والإهانات والفبركة والنميمة والتحرش بأفراد العائلة ومضايقتهم, المراقبة الصارمة للحركات والعبارات والتصرفات والإيماءات الجســدية والروحية, فض مغاليق المراسلات واقتحام المحرمات, التصنت على المكالمات الهاتفية, اختراق البريد الإلكتروني وتدمير المحتويات, زرع أحاسيس الفزع والوحشة والرعب في قلوب الشجعان, تقديم الإغراءات طبقاً لمنهج إفساد من لم يُــفســد.

فكل هذه الوسائل والأساليب الممقوتة تعرض لها المرحوم هشام باشراحيل وشقيقــه تمام وأبنائه هاني ومحمد وباشراحيل وعائلته الكريمة وأسرة صحيفة «الأيام», لأنها صحيفة غير جبانة ولا متملقــــة.

عــليّ دين أخلاقي أود الجهــر به ألا وهو, أنه من الصعب السكوت عن الظلم الذي لحق بصحيفة «الأيام», التي عانت من الأذى والويلات والاعتـداءات الغاشمــة والتقارير والوشايات الحاقــدة, وارتكبت الأجهزة أخطاء بشعة ضــد صحيفة «الأيام» ودمرت صوت الصحافة الحُـــرة وخربت وأفســدت حرية الرأي؛ ذلك لأن الأيام كانت تحــذر من مخاطر الطغيان والشمولية وتشير بسبابتها إلى الخروم والسلبيات وإلى اتساع رقعة الفساد المتوغل في عصــب الدولة. لقد تصرفت «الأيام» بمهنيــة عاليــة وانتصرت أخلاقيًا غير آبهة بالأراجيف والأكاذيب الســامة ولا بنيران الطلقات القاتلة التي وجهت إلى رأسها.

ســــيدي الرئيس: هناك جُبــــناء وأوغاد يدافعون عن الأيام ويطعنوها من الخلف, إنهم يمارسون سياسة الثعالب؛ لأنه كما قال الشاعر أحمد شوقي:

مخطــئ من ظــن يومًا أن للثعلب دينا.

إننا نحب ترابنا الوطني وأهلنا ولا نريد أن تموت النبضات الحيــة أمام أعيــــننا, فأخــلاقيات «الأيام» ونهجها يلم الشمل ويوحدنا على الهــم العام ويكشف العيوب والأمراض التي تمزق نسيج وحـــدة المجتمـــع على عكس نهــج العصابات المــدمرة للعمران, فالفاسدون يحملون جرثومة الفناء لكل ما هــو طاهر ونقي في حياتنا ويقودونا إلى مزيد من التشظي والتفتت.

إن الوقت يمــر بســرعة وننتظر رد الاعتبار «للأيام». نريد العدالة والحــق. نريد تمزيق حبال الظلم التي تطوق عنــق صحيفة «الأيام».

لقــد فعلت الحكومة خيرًا عندما قررت تعويض صحيفة «الأيام», ونتمنى أن ينفــــذ هذا القرار بأسرع ما تيسر من الوقت.

سيدي الرئيس: نريد منك البسالة والشجاعة وكلمة حــق تعيــد «للأيام» رونقها وكرامتها في زمن غير أصيل, وأن تكون أمثولة في المدافعة عن الحق ونصــــرة المظلومين؛ فمن العيـــب في فترة رئاستكم أن تظل صحيفة «الأيام» مغلقة ومجرجرة في المحاكم ومقموعة, قابعة فوق الأشواك والمسامير, ومن العيب أن يظل المظلوم أحمد عمر العبادي المرقشي مسجونًا على خلفية قضية كيدية تعرفون تفاصيلها وأسرارها منـــذ 12/2/2008م.

نريد أن تنتصر إرادة الشجعان على إرادة الثعالب وإرادة الحق والقانون على إرادة الفوضى والفساد وإرادة الحرية على إرادة القمع, فالقوة كما يقول الزعيم الهنــدي المهاتما غاندي:

«لا تأتي من الإمكانات الجســــدية بل من عزيمــــة الإرادة».

ســـــيدي الرئيس: نريد منكم قرارًا صريحًا يلمع في ظلمة دامسة يرفع الظلم عن صحيفة مجروحة في الصميم دمرها العنف والتغليظ وعبثت بكرامتها نفوس مريضة مشحونة بالفساد والحقد والحســد والكراهية.

فالحوار الوطني يحتاج إلى خطوات تمهيدية وجريئة في الفضاء العام تعيد الثقــة للنفوس المنكســرة في الجنوب والتراب الوطني, ومن ضمــن هذه الخطوات النجيبــة رفع الظلم عن صحيفة «الأيام», وتعويضها بشــكل عادل عن الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدتها منــذُ عام 2008م.

إننـــــا ننتظر القرار الشجاع الذي يعيـــد لـ«الأيام» نضارتها ووهجها للمساهمــــة في عمارة الأرض ونهضــــــــــة العقــل وتشــكيل الرأي العام النابه والمتبصـــــر.