اليمن بلد الأحزاب
بقلم/ رجاء يحي الحوثي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 29 يوماً
الأربعاء 18 يوليو-تموز 2012 05:30 م

في ظل هذه الأزمة التي نمر بها ظهرت لنا تيارات وأحزاب مختلفة علماً بأننا نقرأ

ونسمع عن أحزاب الغرب فلم يذكر عنهم أنهم أساءوا لأوطانهم أو شعوبه. لماذا الأحزاب العربية رغم كثرتها لم تجلب إلا التمذهب والانقسام لأوطانها السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن الأحزاب العربية أكثر ولاءً من أحزابهم؟

فمن أسس تقييم الحزب السياسي ، مدى قيامه بتحقيق الوظائف العامة المنوطة بالأحزاب ، والمتعارف عليها في أدبيات النظم السياسية . وهي تتضمن سواء كان حزباً في السلطة أو المعارضة، خمس وظائف أساسية هي التعبئة، ودعم الشرعية، والتجنيد السياسي، والتنمية ، والاندماج القومي وليس الاندماج المذهبي. والمعروف أن تلك الوظائف يقوم بها الحزب في ظل البنية التي ينشأ فيها والتي يعبر من خلالها عن جملة من المصالح في المجتمع ، وهو في هذا الشأن يسعى إلى تمثيل تلك المصالح في البيئة الخارجية ، الأمر الذي يعرف في أدبيات النظم السياسية بتجميع المصالح والتعبير عن المصالح ففي . وظيفة الاندماج القومي تنطوي هذه الوظيفة على أهمية خاصة في البلدان النامية وبالتحديد اليمن ، حيث تبرز المشكلات القومية والدينية والقبلية والنوعية وغيرها في تلك البلدان ، في ظل ميراث قوى من التمذهب والتعصب والقبيلة .

لقد نشأت الأحزاب العربية تختلف وفيها أحزاب مختلقة ومصطنعه من قبل قوة خارجية ومن قبل الحكومات لتجميل أو تشويه واقع الحياة فيها فالأحزاب العربية لم تخرج لخدمة مصلحة عامة أو لخدمة الشعب وإنما جاءت لخدمة مصالح شخصية وفئوية وخارجية وفي ظل سيطرة نظام حزبي واحد أو أحزاب متمذهبة ومنتمية. فقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف هذا التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية فزادت حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم أما لانعدامها أو لارتفاع أسعارها مما جعل كثيرا من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة وقد أدي هذا التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها . 

أننا نحتاج إلي تجديد مفهوم الأحزاب السياسية فالأحزاب السياسية لا يقتصر عملها علي الجانب السياسي بل هي جزء من نسيج وتركبيه المجتمع

يجب أن يكون لها دور اجتماعي واقتصادي وتعمل علي توعية وتثقفي المواطن لكي يعرف حقوقه ووجباته وتكون العلاقة بين الأحزاب والمعارضة تقوم علي أساس التعاون والتنسيق المشترك من أجل مصالحة الوطن والمواطن هذا في حال النظام الديمقراطي الحقيقي يقوم علي مبدأ المواطنة والتداول السلمي للسلطة والحكم للشعب والأغلبية وليس على أساس التمذهب سلفي أو شيعي أو أصلاحي,أن من يترأس الحزب يجب أن يكون له منهج يساعد على مصلحة وخدمة الوطن وليس الفكر المذهبي لأننا بالتأكيد مسلمين جميعا ولا ينقصنا إلا رأي وخطط عملية للنهوض بالوضع الاقتصادي أولا ثم بباقي الأوضاع فماذا يفيد لو انك عمدت لتجميع كافة الخطب والرؤى الحزبية الفردية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟؟هل ستوفر لقمة لجائع أو ملاذا للاجئ أو حتى (بطانية) لمرتجف من برد في صقيع المعسكرات أو دواء لمريض يئن من مرضه وألمه لما يحدث؟؟

ثم ماذا قدمت الأحزاب خلال الفترات الماضية وأثناء الثورة و ما هو دورها على مدى الأعوام الماضية إلا أنها أحزاب مفتته في وطن منهك ومنكوب وزادوه نكبه.

أنهم يبيعوا لنا كلاما في كلام وشعارات تحت عبائة دينية.. لقد شبعنا أحزابا و خطبا وشعارات لا لشئ إلا لأنها أصبحت كلها أحزاب مكشوفة للقاصي والداني..أليس كذلك

أنهم كمن يحرث في البحر وينتظر ثمارا ؟؟

*محامية ومستشارة قانونية