ساعة اليقظة في الربيع العربي
بقلم/ رجاء يحي الحوثي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 23 يوماً
السبت 24 مارس - آذار 2012 06:52 م

أن الثورة على أهميتها وأهمية المبادئ التي حملتها تعنى شئ واحد فقط، وهو أن يمارس الجميع في ذواتهم وأنفسهم وفي أفعالهم وأقوالهم الفعل الثوري الكفيل بان يطهرهم من الموبقات التي كانت راسخة في أنفسهم قبل الثورة. فإذا كانت الثورة قد خلعت رأس النظام ووضعت أتباعه في طوابير من اجل المحاسبة، فانه يجب على كل شخص منا سواء شارك في صنع الثورة أو تابعها أن يبدأ بنفسه يحاسبها ويرتضى أن يجعل من نفسه نموذجا ثوريا خاصا، يضئ للآخرين الطريق، وكلما تكاثرت النفوس الثورية المضيئة، كلما اقترب تحقيقها لأهدافها لتنير الطريق للآخرين ليس في منطقتنا بل في العالم اجمع.

أن الثورة تعنى أيضا أن يحدث تغييرا ثوريا في الأفكار والمعتقدات والمسلمات، لتطابق الواقع أو لترسم الطريق للواقع في سيره نحو المستقبل، مستلهما ماضينا العريق الزاهر ومتأملا واقعنا بكل مرارته، ليحدد الخلل ومكامن التغيير المطلوب، وهنا يجب إلا تكون هناك عصمه لأي فكره أو معتقد باستثناء الأصول، وأعنى بالأصول الكتاب والسنة الصحيحة، وليس غير ذلك. أنها عملية مراجعه شامله لكل شئ عسانا نخرج من التيه الذي نعيش فيه، لنبني حاضرنا ومستقبلنا بأيدينا، بدون الانغلاق على الذات، أو انفتاح يفقدنا ويهدد هويتنا وقيمنا النبيلة، التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ.

والرهان على المشاريع الانتهازية الداخلية والإقليمية والدولية , جعل الربيع العربي ملى بالصراعات التي يطمع بها ممن لم يقم أو يشارك في الثورة ، سوا على مستوى أحزاب أو دول أ تنظيمات ومن يحمل مشاريع في المنطقة خاصة التي قامت فيها الثورات واهم مشروع هو تقسيم المقسم وتجزئة المجزاء ,

أنها ثورات الدول التي لها مصالح وأهداف منها تقسيم المقسم وتجزئة المجزاء وخلق الفوضى الخلاقة في الوطن العربي.

وإذا كنا نعيش في عالمنا العربي لحظات شبيهه لما حدث في أوروبا قبل أربعة قرون من تحول نحو إعادة الشرعية للشعوب، فان ذلك يفرض علينا أن نقوم بمناقشة هذا التحول والأسس التي يقوم عليها، وقيمه الأساسية، ومنطقاته الفكرية. فلا يكفي استنساخ تجارب الشعوب الأخرى بخصوصياتها التاريخية والحضارية، بل يجب ان نستفيد منها لنخرج بنموذجنا الخاص بنا الذي ينطلق من قيمنا الحضارية الراقية، حتى لا يحدث صدام متوقع بين دعاة التغيير ودعاة الجمود، وحتى يكون التغيير والتحول مثمرا وخلاقا وواقعا نلتمسه في كل مجالات الحياة.

إذا كنت عرضت لوجه نظر تبدو متشائمة ومتشككة بعض الشئ، فهذه ليس إلا لخوفي وحرصي على هذه الثورة العربية الشاملة من مؤامرات التي تحاك والتي من وراء هذه الثورات أن الظاهر على السطح ومن يتابع في كافة الدول ابتداء بتونس ومصر أم الدنيا وليبيا واليمن السعيد وسوريا وغزة يعلم علم اليقين ما وراء هذا كله .

لم تقم الثورة من اجل الحجاب في تونس أو من اجل رغيف الخبز في مصر أو في ليبيا من اجل البطالة أوفي اليمن من اجل الفقر أو سوريا من اجل .

الطبقة العلوية, بل قامت لأهداف أسمى وأعظم من هذا كله وهي الحرية والمساواة والعدل والقضاء على الفساد.

يجب أن نعي ثورتنا ونحاول أن نحميها ممن يحاول استغلالها لمصالح بعيده عن رغبات الشعوب العربية. فالموقف الراهن الذي نمر به الان مختلط يبعث أقصى درجات الأمل والتفاؤل بغد مشرق للامه،وأيضا كثير من الحيطة واحذر من الفتنة والتقسيم . فالتفاؤل والأمل مطلوب، ولكنه يجب أن يكون حذرا يضع في اعتباره كافة الاحتمالات الممكنة،والمتوقعة والغريب أن من قبل الربيع كان لدينا مجموعة من المفكرين والمحللين السياسيين ومن تنباء بكل ما يصير الان ونحن في غفوة لا اعلم متى نصحوا منها.والدليل نظرية سياسية تقوم على أساس الاستفادة من الاضطراب وعدم الاستقرار في المناطق الحيوية بما يحقق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على العالم، وقد جاء المحافظون المسيحيون الجدد، بقيادة جورج بوش الابن، فأرادوا تطبيق هذه النظرية في العالم الإسلامي والعربي، وعندما قال بوش الابن بأن حربه على الإرهاب ستكون حربا صليبية كان ذلك عن إيمان بما يقول، وقد قال حينها بيرجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق بأنه يخجل من سيطرة العقلية الدينية الغيبية على سياسات الحكومة الأمريكية فقد كان سقوط بغداد تحت الاحتلال الأمريكي جرس الإنذار الذي تم قرعه في كل عاصمة ومدينة وقرية وبيت عربي، بأن الأوان قد حان للتغيير.

التفاؤل والتشاؤم، أمكانيه حدوث الفوضى الخلاقة كما تريد أمريكا وإسرائيل، وإمكانية تحقيق شعوبنا لأمالها وتطلعاتها العادلة. وما بين هذا الاحتمالات والإمكانيات يبرز دور النخب العربية والمواطن العربي وقدرته على التفريق بين الحق والباطل والتحليل لما يحدث ، من هنا فاننى اعتقد أن الطريق الأفضل للخروج من هذا التيه والفوضى الخلاقة التي ربما تريدها أمريكا للمنطقة، هو طرح مبدأ الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة، كمخرج ووضع أهداف الثورة الحقيقية ونبداء بتحقيقها لان مصلحة أوطننا هي الأهم , وان نكون حذرين مما يحاك من قبل حفنه صغيرة أو كبيرة ونعي أعمالهم وأهدافهم وما ورائها.

إذا من اجل تغيير المسار الذي خيم علينا لعقود طويلة وأرسى قيماً سلبية تتناقض مع القيم الدينية والأخلاقية و الإنسانية ما جعل المجتمعات العربية فريسة للاستبداد والظلم والفساد.

لذا فلنكن حذرين في مشروع الأمة المرحلي وهو بناء أوطاننا.

*محامية ومستشارة قانونية