مَفرَزة 11فبراير للثورة والثورات المُضادة!
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 13 فبراير-شباط 2013 04:33 م

  كانت تعز ومازالت وستبقى الحامية للثورة وتحقيق كامل أهدافها التي رَسَمها الثوار وسطروها بصدورهم العارية وبأرواحهم الزكية في كل ساحات التغيير والحرية  والكرامة ، كانت تعز المميزة بخروجها في هذه الذكرى الثانية والتي تُذكرنا بأيام انطلاقاتها!

تأتي الذكرى الثانية لانطلاق هذه الثورة المباركة وقد تكالبت عليها ثورات مضادة عدة ابتداء ببقايا العائلة والتي ظهر فيها العميد احمد علي صالح إعلاميا ولأول مرة منذ عودته من زيارته القصيرة إلى روما وفي مناسبات عدة كان أخرها يوم 11فبراير 2013 عندما قابل منظمات مشهوداً لها في مجال الحريات وحقوق الانسان على سبيل المثال (هيومِنرايتش) التي بحسب الأنباء استمعت إليه عن الانتهاكات التي حصلت في السنتين الماضية ،والذي أكد فيه للمنظمة المذكورة أن جيشه قد تعرض لأذى كبير، وأطلعه على جرحاه !؛ رافق ذلك في إعلامه وإعلام أبيه دعاية كان إلى وقت قصير لا يستطيعون البوح فيها ،فقد استضافت قناة اليمن اليوم ما أدعت أنهم جرحى من فعل الثوار ويطالبون بتعويضهم عما لحق بهم أسوة بشباب الساحات، وهذه مناسبة مهمة جداً من الله قد يظهر مرتكبي الجرائم وباعترافاتهم مباشرة من قناة اليمن اليوم ،وما على الثوار الا رصد ومعرفة أسمائهم والذين هم الآن يتدفقون على قناة اليمن اليوم ويَعترفُون من انهم جرحوا في معارك الدفاع عن الشرعية وهذه قرينة ربما تدينهم وفقد يكونون هم من قتلوا الثوار في مسيراتهم الثورية وفي الساحات !

ومن الثورات المضادة التي طفت على السطح تمثلت في تقاطع مصالح من انضموا للثورة فعلى سبيل المثال الحراك الجنوبي الذي وصل به الأمر إلى الاعتداء على شباب الثورة المتجمعين في ساحة الثورة بعدن لمنعهم من ممارسة التعبير لما يعتقدون ويؤمنون به من الحاجة الماسة لها ومن أنها ضرورة تاريخية لبقاء الوحدة اليمنية لأن فيها مصلحة كل اليمانيين ،إلا أن الحراك بحسب الاتهامات الموجهة من التجمع اليمني للإصلاح من أن فَصِيل البيض في الحراك هو من لجأ إلى استخدام العنف لتلك الاحتفالية ،واليمنيون وعلى وجه التحديد الثوار ينبذون العنف ، ويفتخرون بانطلاق ثورتهم من دون عنف إلا عليهم وليس منهم !

ومن الثورات المضادة التي تلوح في الأفق هو أن الحوثيين الذين انضموا إلى ثورة الشباب وأيدوها ونزلوا الى ميادين الثورة أينما تواجدوا فيها ، وكانوا بمثابة الدرع الواقي والرادع الحقيقي لمن يريد الحرف بمسار الثورة عن أهدافها ،وكانوا إلى حد ما السند للمستقلين عندما يتخلى عنهم الأخرين ، أو يريد استخدامهم !؛ إلا انهم تحوَّلوا كما لوحظ في مختلف ممارستهم الثورية إلى التحالف مع صالح وحزبه ،وهذا ما لوحظ من الحشد غير المسبوق في منطقة حزيز (أو ما سمي بشارع المئة ؛حيث علق بعض الخبثاء السياسيين أن الستين للإصلاح وعلي محسن ،والسبعين لصالح واحمد وحزبيهما ،ويبقى شارع المائة للحوثين ،بالرغم من أن الشارع هو شارع المياه وليس المئة) ،وكذلك من الدلائل على ذلك هو مجمل المناوشات التي يفتعلها هنا وهناك فقد تعرض أتباعه لمسيرة عائدة الى الساحة قبيل يوم واحد من الذكرى ،فما الذي جعل مكون أساسي من مكونات الثورة الميل باتجاه مناقض تماماً للثورة وأهدافها ؟ هل أن الاصلاح هو السبب؟!هذا ما سيجيب عليه التاريخ في قادم الأزمان ،ولكن سأحاول في المقطع الأتي ذكره توضيح دور بعض الإصلاحيين في الثورة المضادة ! ،وأنا اتفهم المبرر السياسي لا الثوري ولا الأخلاقي من الحوثي وانصاره لما نهجوه في ممارستهم في الميادين ،ولكنني لا استطيع أتفهم كل الذي يحصل من الحوثي أو الإصلاح فمنطق الثورة مغاير تماما لما يمارسوه ،وهو غير مقبول على الإطلاق الذي ينتهجه الاصلاح والحوثي على حد سواء!

ومن الثورات المضادة ما مارسه المشترك في احتواء الثورة منذ توقيعهم لمبادرة الخزي والعار ،ولكن التجمع اليمني للإصلاح قد أستفرد بمساحة كبيرة في الثورة المضادة ،حيث نراه في كل مؤسسة يسعى الى الاستئثار بها ويتطلع بِجشع أن يحل محل المؤتمر الشعبي العام ،فما لوحظ على المنتسبين للثورة من إخواننا الإصلاحيين في مؤسستي التي أنتمي اليها (الجامعة) وبالتعاون مع وزير المالية الأستاذ صخر الوجيه ، حيث قاموا بتحويل عدد (40) من خريجي جامعة الإيمان الأكاديميين والموظفين إداريا في مؤسسات الدولة المختلفة إلى جامعة صنعاء والضغط من بعض قيادة الإصلاح في الجامعة لتعينهم أكاديميين في الجامعة والذين كانوا إلى وقت قريب يقفون بكل قوة ضد من يحاول فرض التعيينات في الجامعة بالمخالفة للمعايير! وكانت الحملات الضارية على المخالفات التي كان يرتكبها النظام السابق وهم محقين في ذلك ونحن معهم ! ؛ ولكن ما يُحسب عليهم اليوم من أنهم هم من يريدون إرتكاب المخالفات !؛ فما كان يرفضه الإصلاح بالأمس صار يمارسه هو الآن وبمبررات ثورية للأسف ،فما حصل في مجلس الجامعة الأخير من انسحاب أعضاء مجلس الجامعة من الإجتماع بسبب الإتيان بممثل عن الاتحاد العام لطلاب اليمن إلى المجلس ،وممارسة عمداء الكليات المنتخبون حقهم في الاعتراض ،حيث اعترض بعض العمداء المنتخبين - وضعوا تحتها ماشئتم من الخطوط – على ممثل الطلبة في المجلس بأن حضوره مخالف للقانون ومخالف لما اتخذه الاتحاد من حل نفسه والاستعداد لإنتخابات جديدة ، وهو كذلك مخالف مخالفة صريحة من أن الممثل للاتحاد كونه موظف ولم يُعد طالبا وقد تم نقله من جِهة عمله في التربية إلى الجامعة أخيراً استعداداً من الاصلاح لإعطائه منصب مُهم في الجامعة ضمن عملية التقاسم التي تجريفي كواليس المبادرة،هذا الثائر الآتي من الساحة هدد عميدي كلية الهندسة والزراعة بترحيلهما من العمادتين عن طريق الطلاب ـــــ الزاد الدائم والمستمر للأخوة الإصلاحيين عندما يريدون تمرير أي شيءـــ ،وبالفعل نُفِّذ التهديد في كلية الزراعة ، وتَجمّع عدد من طلاب كلية الزراعة، ولكن يا للمفارقة! أتدرون من هم أولئك الطلاب؟!إنهم الراسبون والذين يريدون من مظاهرتهم ضد العميد المطالبة بترفيع درجات بعض موادهم حتى لا يبقون في مستوياتهم الدراسية الحالية ، أي الذين يحملُون أربع مواد حيث العميد عند توليه أعتمد على إعمال القانون في عمله! فأسقط كل المهزلات والمجاملات التي كانت تحدث بالماضي القريب ! ،ألا ترون معي أن بعض ممن ينتسبون للإصلاح يمارسون الاستحواذ على كل شيء سواء بالحق أو بغيره،وتعالوا معي ونحن نشاهد الاحتفالات بالذكرى الثانية لانطلاق ثورة 11فبراير عند ما تفرَّد الاصلاح بإصدار بيان لكل موظفيه من أن يوم 11فبراير هو يوم عطلة رسمية لموظفيه- الذين لم نعرف من يقصد هم الاصلاح ببيانه ؟هل موظفيه في الدولة أو في حزبه؟- ،ثم انفراده كذلك بالقيام باحتفالات خاصة به في مناسبة قام بها معظم اليمنيين(الثورة) ،فهل يحق له الاحتفال بالذكرى منفرداً ! هذا سؤال موجه لشركائه في اللقاء المشترك ! ؛أما أنا فاشكرهم على فعل ذلك باعتبار الثورة ملك كل اليمنيين ومن لديه الإمكانيات والقدرة على الحشد فليفعل ذلك ! ولكن كنت أتمنى عليهم أن يرفعوا شعارات الثورة والشهداء بدلا من شعاراتهم الخاصة!ولعلَّ ما يثير الحزن والألمأن تأتي هذه الذكرى ولم تنجز الثورة بعد أهدافها ،بل وتتكالب عليها القوى المضادة كما ذكرنا ، وبقايا النظام ما زالت لها القول الفصل في هذا المشهد الحزين !

إن أخر المشاهد الحزينة للذكرى هو ما تعرض له صباح اليوم الإخوة الثوار الجرحى من محاولة إنها ء اعتصامهم بالقوة، والذين لهم ما يقارب النصف شهر بهذه المناسبة الغالية ،فإن حكومتنا التوافقية تتحفنا -هي بالتأكيد من الثورات المضادة- حيث أمرت قواتها بمحاولة تفريق الجرحى المعتصمين بالقوة ولم تقُم بإنصافهم بالعلاج المحكوم لهم به من المحكمة .. بل أنصفتهم بمحاولة إنهاء الاعتصام ى بالقوة و إضافة جرحى جدد اليوم ، ولقد أصيب عدد من الجرحى وعلى رأسهم الثائر الحر احمد سيف حاشد!، فتحية من القلب له ، وللأخوة الثوار وتاج رؤوسنا الشهداء والجرحى الذين يمثلون اليوم الرمزية المتبقية لثورتنا المستمرة ،فهل تقابل هذه الرمزية باستخدام قنابل القتل والتدمير واستخدام الهراوات والألفاظ النابئة والمسيئة لتعز وأهلها والتي تذكرنا بحصار السبعين اليوم ما هذا الذي تفعلينه يا حكومة النفاق!؛ فالخزي والعار لكم يا رواد الثورة المضادة ومن سار على نهجهم وسلّم بتقــاسُمهم !

إن في الواقع ما يُسجل في هذه الذكرى هو الحماس الثوري عند أبناء تعز بحق وحقيقة ! ؛وكلمة الأخ رئيس الجمهورية في افتتاحية صحيفة الثورة والتي اعترف فيها بثورة 11فبراير قلبيا وشخصيا ولكنه لم يصل بعد إلى جعلها رسميا ،وأن تكون يوما وطنيا لما تحمله من أهداف والتي أكدها الاخ رئيس ووعد بتحقيقها ! فنحن بانتظار القرار التاريخي أيها الأخ الرئيس في إعلان يوم 11 فبراير من كل عام عيدا وطنيا.

يا سيادة الرئيس أخشى ما أخشاه ان هناك قوى تريد إبعادك عن الشباب كلما اقتربت منهم فيصنعون لك المشكلات ،ومن هذه المشكلات الاعتداء على المعتصمين الجرحى بعد كلمتك التي سطرتها في افتتاحية صحيفة الثورة ،فهل يجوز لقوى أمنية تحترم أوامر الرئيس الذي يقول لهؤلاء الشباب انتم نصف الحاضر وكل المستقبل ان تقوم أجهزة الأمن بمحاولة فك الاعتصام باستخدام القنابل المسيلة للدموع واستخدام الهراوات وهم مُنهكون من الإضراب عن الطعام منذ أكثر من أسبوع، إنها مفتعلة يا سيادة الرئيس وليست برئة من حيث إختيار الزمن والمناسبة فواجب التحقيق في هذا الاعتداء الآثم يا سيادة الرئيس إن كنت تريد الثورة وثوارها في صفك ! فهل أدركت ما نريد قوله لك أيها الأخ الرئيس أم لا؟!

alasaliali@yahoo.com