الآن حصص الحق..
بقلم/ د. أحمد الدبعي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 16 يوماً
الخميس 29 سبتمبر-أيلول 2011 04:40 م

بات واضحاً أن الأطراف الدولية التي تتدخل بالشأن اليمني لا يردعها ضمير إنساني ولا قيم أخلاقية لعمل ما يجب عمله لتفهم تطلعات الشعب اليمني ومساعدته على إعادة صياغة مستقبله وشق طريقه نحو دولة المساواة والديمقراطية الحقيقية والتخلص للأبد من ربقة الدكتاتورية والحكم العائلي المتخلف..

الولايات المتحدة..بلد الحرية والديمقراطية التي أتت بحسين أوباما من أدغال أفريقيا ليقدم ولده رئيساً لأقوى دولة في العالم.. يبدو أن القيم الأمريكية الحرة تبخرت في حدود الأطلسي.. ولم تصل لنا من أمريكا إلا قنابل وصواريخ يقتل بها صالح أطفالنا ويبيد بها شعبنا جهارا نهاراً!!

لدي الكثير من الأصدقاء الأمريكيين المتعاطفين جدا مع ثورتنا .. لكن هناك شيئاً ما معطل في البيت الأبيض.. رأينا البرود الذي يلاقى به نزيف الدم اليمني من الجيران والعالم... قمة الإسفاف السياسي أن يعربد صالح دون رادع دولي.. وكأن اليمن حلبة رومانية لصراع الموت.. الجامعة العربية تصر على خذلان الشعوب العربية..مجلس التعاون الخليجي منقسم..السعودية للأسف تعتبر ثورتنا وكأن مسرحها الرياض أو جدة..!! لماذا هذا الالتباس يا خادم الحرمين؟

الشعب اليمني ولد عزيزاً وسيموت عزيزا شامخاً كجبال عسير ونجران وجيزان !!!. ما نريده من أشقائنا رفع يد العون لنظام صالح الدموي وترك الدفاع عنه في المحافل الدولية... هل ينتظر الأشقاء أن يباد الشعب اليمني بأكمله ليحركوا سكونهم ؟ هل تعلمون أن كثير من دول العالم كان موقفها أكثر تفهماً لمعاناة الشعب اليمني, وأفضل من جيراننا في جلسات مجلس حقوق الإنسان في جنيف !!!! هل هذه هي أخلاق جزيرة العرب التي تحتضن مكة والمدينة؟ تباً لأبي لهب .. يبدو أنه لم يمت بعد !!

أقول هذه الكلمات وأنا ما زلت منتظرا لموقف أخوي من الأشقاء في السعودية والخليج, يتوافق مع قيم العروبة والإسلام والإنسانية..

شعبنا اليمني العظيم ...لقد حصحص الحق, ليس لنا نصير في هذه المعمورة إلا وحده الحق سبحانه وتعالى.. فالعالم اليوم تحكمه سياسة الغاب, وهواجس العم سام الأمنية, ومصالح الجيران في صراعهم مع البقاء.... يجب الإنصاف فشعوب العالم ما زالت تقدر نضالات الأحرار..هنا في اسكتلندا وأوربا كل الناس قلوبهم مع أحرار وثوار اليمن الذين رفعوا رأسي لأفاخر بهم العالم.

مطلوب من الشعب اليمني العظيم الصمود والدفاع عن حقه في صياغة مستقبل أفضل للبلد...أصبحت كل الأطراف الدولية المؤثرة مادية تلهث وراء مصالحها الضيقة وتتعامل مع الشعب اليمني على أنه شعب خلق ليعاني وليس ليعيش!! عالم اليوم يؤمن فقط بالواقع على الأرض...من يده أعلى في حلبة النزال!!!

لكننا لن نستجدي أحد... فأبناء سبأ ومعين وحمير لا خوف عليهم, سينصرهم الله وسيعيدون مجد اليمن..فاليمن مليء بالطاقات والقدرات ولا ينقصه إلا الإدارة الناجحة و الجهد والعمل الدؤوب..

..لن نستجدي أحد

..لن نستجدي أحد إلا الأحد!!... أيها الفارس اليماني النبيل لا تترجل ..فلم يحن وقت نصب الخيام..لا تدع بنيك عرضة للئام.

.عرج على أرحب ونهم وأحذر فأوغاد هولاكو يترصدونك بالسهام....التفت حولك ..وأقتبس نوراً من تعز الثورة, أجهز به على كل كهوف الظلام.

تدثر بعنفوان شباب الحرية والتغيير, وأهمس في أذن فجر الحرية, غدا الملقى في حضرة بلقيس,,,لا صوت لبارود التتار..حينها نلتقط خريطة المسار..ندك كل حصون بني دينار وننشر السلام..

لم يعد للخوف في وطني جحراً ..أطفال بلادي يهتفون في وجه النمرود,,من يتمنا, من ملأ حقولنا باروداً ..ارحل وقومك عنا يانمرود..فالوطن اليوم لا يرهبه فأر السد...,ولا جحافل المغول , فكل بلادي ساحة حرية وكرامة, من المهرة حتى رازح ..غدا مطر النصر ..فكل سماء بلادي غمام..