التُّهَمُ الفِّصاح لتجمع الإصلاح (2)
بقلم/ فؤاد سيف الشرعبي
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 25 يوماً
السبت 22 سبتمبر-أيلول 2012 04:22 م

تطرقنا في المقال السابق إلى خمس تهم فِصاح لتجمع الإصلاح وهي :

التهمة الأولى : الأسلمة .

التهمة الثانية : الثبات على المبدأ .

التهمة الثالثة : التنظيم .

التهمة الرابعة : الإقصاء .

التهمة الخامسة : الأغلبية والقدرة على التحشيد .

وقد تلقى المقال سيل من الردود بين موافق ومعارض , في موقعي مأرب برس ويمن برس , ولم أجد في القول المعارض إلا إعادة إنتاج لنفس التهم التي تطرقت إليها وسأتطرق إليها , رغم أني نصحت في مقالتي بحذف المكرر والإبداع بتهم جديدة , وأن لا يكونوا كالذي \" ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء\" فلم يصغوا للنصح , وتلك ثقافتهم , وذلك ديدنهم , ونحن تربينا على أن نقول \"سلاما\" حينما نخاطب من قبل الجاهلين , مع شكري الجزيل لكل موافق ومعارض لما أقول .

وعجبت لأحد كتاب تلك الردود إذ يضع حرف (د) قبل اسمه المستعار أو الحقيقي , ولم يوضح لنا إذا ما كانت تعني (دلال أو دائخ أو حتى دكتور ) , و لماذا يضعنا نختار من بين الأقواس .

على العموم سأضيف في هذه المقالة بعضا من التهم الفصاح إضافة إلى ما سبق :

التهمة السادسة : تماسك البنية التنظيمية : وهذه تهمة تبعث على الحسد والبغض والتساؤل : لماذا تشظت وتفتت الأحزاب اليمنية عد الإخوان .

الناصري أضحى ثلاثة أحزاب متباغضة , والاشتراكي له أكثر من جناح متصارع , والبعث له جناحان غير متآلفان عراقي وسوري , والإمامية تمزقت لتجد الحق والأمة والحوثيون واتحاد القوى الشعبية , وكان للرئيس المخلوع دور كبير في هذا التشظي والانقسام ,

حاول صالح أن يفتت الإخوان قبل وبعد الثورة فعجز , حتى انه في فترة من الفترات استطاع أن يصطاد الأمين العام للإخون فلم يـَفُتْ في عضد الإخوان شيئا .

هذا التماسك في البنيان التنظيمي سمة الإخوان في العالم , لذا تجد الهجوم من كافة الاتجاهات , وهذا ذنبك يا إصلاح

فأي طلب يمكن أن يرضيهم .

التهمة السابعة : الإلتزام والتدين : وهذه آفة الآفات , وقمة المهزلات في منتسبي الإصلاح في نظر الطرف الآخر , وبالتالي جرم فادح أن يُربي الإصلاح أتباعه على الأخلاق الدينية الفاضلة , ويتعهدهم في ذلك , ويحثهم على الابتعاد عن سفاسف الأمور , حتى أضحى من يُرى عليه دلائل الصلاح والأخلاق يتهم بأنه إصلاحي , وحتى يغلفوا هذه التهمة يصمون المتدين بالتزمت والرجعية معا , تبعا لأفكارهم اليسارية المستوردة .

وعليه فإن تهمة التدين والالتزام تهمة خطيرة , لا أدري كيف أفندها وأرد عليها , لذا أعترف أني عجزت عن ذلك , فلم أعد أدري هل هي مزية أم رزية , مدح أم قدح .

التهمة الثامنة : المتاجرة بالدين : وهي تبعا للتهمة السالفة , فالإصلاح لا يتبنى الشريعة إلا من أجل المكاسب والربح من ورائها , حسب ظن مدعي هذه التهمة .

يضعون التهمة ثم يصدقونها على أنها حقيقة , ويسوقون مبررات أوهي من خيط العنكبوت , ويحاولون أن يظهروا بمظهر الإشفاق والغيرة على الدين المتاجر به .

لن أرد , وإنما يكفي أن أتساءل فقط .

لماذا لا يتحول هذا الإشفاق , وتلك الغيرة على الدين إلى مواقف عملية في تبني تحكيم الشريعة , وإشاعة الأخلاق والفضائل , كي تسحبوا البساط من تحت أقدام المتاجرين , فلا تعطوا لهؤلاء ثغرة للولوج إلى المتاجرة ,

ثم ما سر هذا العداء المحموم ضد تحكيم الشريعة , والرغبة الجامحة في إقصائها عن الحياة , وتطبيق تشريعات بشرية غربية وشرقية قاصرة .

إضحكوا على غير أهل اليمن , فهذا الشعب أوعى من أن يخادع .

التهمة التاسعة : العداء السافر لوحدة اليمن : هذه التهمة ظلت ردحا من الزمن ملصقة على جبين الإصلاح , بحيثيات باطلة , أهمها خروج الإصلاح بمسيرات مليونية بعد الوحدة رفضا للدستور العلماني , وكان للإصلاح تخوف قبل الوحدة ليس من الوحدة ولكن من إتفاقات السرية بين زعيمي الوحدة تطبخ في الخفاء تفضي إلى إقصاء الشريعة , وتغلغل الماركسية في اليمن , وقد أفصحت الأحدث بعد الوحدة بفحوى بعض هذه الطبخات , حين صعب على الرئيس المخلوع تنفيذ بعضها نظرا لقوة الإصلاح في الساحة , وهذا يفسر سر تلك الاعتكافات المتتالية للبيض في محراب (حبتي و إلا الديك) ,

ومن العجب أن يضحك القدر على أمثال هؤلاء الحمقى ممن يرمون بالتهم جزافا ,حيث قلبوا هذه التهمة رأسا على عقب في تخبط أعمى كما في التهمة اللاحقة .

التهمة العاشرة : صمام أمان الوحدة : وهذه تهمة تعد عكس ما سبقها , وهي تهمة جرت على الإصلاح حنق وغيض كل مقاولي الانفصال , منبعها ليس في قوة الإصلاح فحسب , ولكن في شعبية الإصلاح في جنوب الوطن الواحد , ففي النهاية الشعب هو من يقرر الوحدة أو الانفصال , ومادام للإصلاح زخم جماهيري كبير في الجنوب , إضافة إلى كل وحدوي مستقل أو حزبي , فلا خوف على الوحدة .

ولذا نلحظ في ساحات الاعتصام والمسيرات التي ينظمها اللقاء المشترك وعلى رأسهم الإصلاح في المحافظات الجنوبية يحرص الكل على أن تكون المظلات (الشمسية) الواقية من الحرارية تحمل العلم اليمني الوحدوي , وهذا ما لا نلحظه في ساحات الشمال , وهو تعبير أعمق على أن الوحدة متجذرة في قلوبهم ,و لن يُفـَرط فيها , وأن حاول العابثون ذلك .

والإصلاح يتبنى كل قضايا الجنوب تحت سقف الوحدة , والشعب هو من يقرر , وليس الهائمون في طهران يبيعون بلادهم \"بثمن بخس دراهم\" .

التهمة الحادية عشرة : صمام الأمان ضد الطائفية : الفكر لا يواجهه ويوقفه إلا الفكر الأقوى في الحجة , وهذا ما يملكه الإصلاح في مواجهة أي مد طائفي أرعن , وهذا ما يوقف المد الحوثي , والنبتة العفاشية .

لقد عاش اليمن أكثر من ألف عام في تعاون وتقارب وتصاهر وتآلف بين أتباع المذهبين الشافعي والزيدي , فلما جاءت هذه النبتة الاثنى عشرية سال الدم في صعدة وحجة والجوف وعمران , وسالت الريالات الإيرانية في شراء ذمم من لا ذمة له .

والإصلاح لا يمانع من انخراط الحوثيين في حزب سياسي , يعرض فكرته وبضاعته , وهذا ما يرفضه الحوثيون لان بضاعتهم مُسْجَاة , وبضاعتهم الحقيقية هي قوة السلاح الممنوحة من صالح ومن خلف الحدود , ومع ذلك اليمن لا بد لها من استقرار وما يلحق الاستقرار هو بسط هيبة الدولة على كل بقاع اليمن , والإصلاح خير عون في هذا الاتجاه فهو موجود في كل بقعة من بقاع يمننا الحبيب , ولن ينجر لحروب طائفية .

التهمة الثانية عشرة : الجمود التنظيمي : ويٌعنى بهذه التهمة أن قيادات الإصلاح هي نفسها منذ تأسيسه وقبل التأسيس , وكأن الإصلاح رغم طول الفترة ليس لديه دماء جديدة في السلم التنظيمي له خصوصا القيادات العليا , وأنا أقف مع هذه التهمة مؤكدا لها , وهذه عيب تنظيمي , مؤمل من الإصلاح وخصوصا بعد ثورة التغير أن يسد هذا الخلل , والخطب الجلل , ليثبت انه حركة ولادة تنشد التغيير والتجديد والتحديث .

والى اللقاء في تهم نستعرضها في لقاءات أخرى بإذن الله .

Fu_55_55@yahoo.com