إن لم تستحِ فكن عبده الجندي !
بقلم/ طارق فؤاد البنا
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 14 يوماً
السبت 01 أكتوبر-تشرين الأول 2011 06:46 م

شهدت فترة سقوط النظام اليمني – الغير منظم – منذ أن بدأت حركة الجماهير اليمنية في ترديد معزوفتها الجميلة (إرحل..إرحل) شهدت هذه الفترة سقوطاً أخلاقياً كبيراً للكثير من قادة وأفراد هذا النظام المتهالك ، وظهرت الكثير من الغرائب والعجائب في هذا السياق ، وطفا (الزبد) الصالحي إلى السطح بعد أن استقلت (الزبدة) الحرة من أماكنها .

ولكن الأعجب من كل هذا هي حكاية (العم) عبده الجندي ، وهو الرجل الذي كتبت عنه أكثر من موضوع صحفي ، وكان البعض يلقون ببعض اللوم عليَّ لقسوتي عليه ، مبررين إشفاقهم عليه لأنهم (يضحكهم) ، وبالفعل كان عبده الجندي (يضحك) الكثيرين ، ولكن على حساب الملايين التي (تبكي) وتئن تحت وطأة العذاب الجماعي الذي يفرضه النظام الغاشم ، وأقسى من أن تسيل الدماء أن يأتي أحد ليقول أن تلك ما هي إلا أصباغ ، وأقسى من أن تتناثر الأشلاء وتتبعثر الجثث أن يأتي أحد ليقول أن تلك الجثث ما هي إلا جثث جاهزة يأتون بها من المستشفيات ، وأصدقكم الحديث أنني حينما أرى منظر عبده الجندي أشعر بـ(الغثيان) ، وذلك رغم أنه لم أصب أنا بأذى ولم يصب أحد أقاربي ، فما بال الآباء الذين فقدوا أبنائهم ، والأمهات اللاتي فقدن أطفالهن ، والنساء اللاتي فقدن أزواجهن ، في اعتقادي أن الموضوع ليس مجرد (غثيان) يا عبده الجندي ، وإنما هو أكثر بكثييير !!.

ومما كان يشعرني بالشفقة على هذا الرجل ، ومما كان يقيد كلامي عنه أنه أنجب ولداً مثل (أبا ذر) ولكن بما أن أبا ذر قد تبرأ من كلام والده – في موقف رجولي – فإني سوف أسمح لنفسي بأن تخرج بعضاً مما في كوامنها تجاه عبده الجندي ، وليعلم أن هذا ما هو إلا جزء يسير ، والبقية لن أقوله ، وهذا ليس احتراماً له لأن من لا يحترم شهداء الله فلا احترام له ، ولكن احتراماً للذوق العام ولمشاعر قرائي الأعزاء .

لقد وصل الرجل إلى حالة من (الانبطاح) و(الركوع) و(ألخضوع) و(التذلل) أمام قدمي رئيسه (الطالح) ، فصار يهرف بما لا يعرف ، ويوزع التهم ، ويكيل الأكاذيب للجميع ، وذلك ليس اقتناعاً منه بما أقول ، وذلك ما أنا متأكد منه ، فالرجل مثقف وواعي ، ولكن حب المال والشهرة أعميا عينيه عن رؤية الحقيقة ، فصارت ثقافته وعلمه عبئاً عليه كـ.......يحمل أسفاراً ، ولكن أسفار عبده الجندي ممتلئة بالأكاذيب والزيف وقلة الحياء !.

أصبح لسان عبده الجندي (أفعى) سامة ، تنفث سمها في كل الأجواء وعبر كل القنوات ، بل لقد أصبح عبده الجندي (كوبرى) ضخمة تلتهم كل حقيقة منتصبة أمامها ، وتزيف للناس كل الأكاذيب ، وتسعى الى التقرب زلفا من الزعيم وولده عبر (كسر ظهره) والركوع لهم والانبطاح أمامهم في صورة لا يرضاها أمي جاهل ، فما بالك بأحد القوميين العرب كما كان الجندي ، ويحمل ثقافة جيدة ، وينجب ولداً مثل أبا ذر ، ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين .

ولقد كان الجميع يترقب من الجندي موقفاً شجاعاً خاصة مع اقتراب انبلاج فجر الثورة ، ومع كل الحوادث التي حصلت مؤخراً ، ومع محاولة الكثير من الجهات التابعة للثورة إتاحة الفرصة له كي يعود ، حتى ولده (أبا ذر) دعاه إلى العودة إلى صف الشعب في آخر كلمة له عبر (سهيل) ولكن لأن الحياء قد هرب وفر من الجندي فإنه لم يبالي بأحد ، ولم يستمع لدعوات العقل ، بل استمع إلى دعوات (المال) والشهرة الزائفة ، ولم يستفد من تجارب من سبقوه ، وهذه سنة الله في المفسدين في الأرض ، فكل واحد فيهم يخال نفسه مختلفاً عن البقية ، وأنه سيأتي بما لم تأتي به الأوائل ، وفعلاً لقد جاء الجندي بما لم تأتي به الأوائل ، لقد جاء بقلة حياء....غيييير !.

ولأن الحديث الشريف يقول : (إن لم تستح فاصنع ما شئت) فإن عبده الجندي لم يستحي ، وهاهو يفعل ما يشاء ، وهاهو مؤخراً يفتخر بأنه أحد أكبر (أبواق) السلطة و(مزامير) بقايا العائلة ، وحتى لغة الاحترام التي كان يتحدث بها عن بعض رموز السلطة وقياداتها كعلي محسن وتوكل كرمان وحميد وصادق الأحمر أصبح لا يقربها ، مما يؤكد أن عروضاً وضغوطاً تنهال عليه من جهة القصر الجمهوري ، وآخرها حكاية (ألخمسين الألف دولار) وهذا ما ظهر على الملأ ، أما ما خفي فأشد وأعظم ، وربما أن بقايا العائلة تمسك على الجندي ب(مذلة) تهدده بها وهو لا يستطيع أن يرفض لهم أمراً ، ولكن مضي الأيام والأسابيع تُظهر لنا معدن عبده الجندي (الرخيص) ، وكلما تتابعت الساعات كلما سمعنا من الجندي كلاماً أكثر بشاعة ، وتصريحات أشد بغضاً وكراهية لكل الأحرار في هذا الوطن العظيم !.

وبعد أن شبع علي صالح من الجندي تحول الرجل إلى أمام (ولي العهد) أحمد ، فصارت تصريحاته كلها دفاعاً عن أحمد رغم أن أحداً لم يكن يتكلم عنه ، ولكن لأن الرجل يقبض مصروفه الومي منه فقد صار هو ولي نعمته وولي أمره ، بل وحتى ربما يخرج عبده الجندي في قادم الأيام بأنه أول المؤمنين بأن علي صالح خليفة أو نبي ، وقد قالها أمثاله من المنافقين والدجالين وأصحاب الوجوه (الخسيسة) ، ولكن الخسة المندمجة باالضحك ، والحقد الأسود الممزوج بالسخرية والاستهزاء هي أهم ما يميز (النجم)عن بقية ممثلي الفيلم الصالحي الذي ستكون نهايته وخيمة لكل من يقف أمام شعب عزم على التغيير ، ولن يقف في طريقه أحد ، وخاصة إن كانوا أمثال (ضخم الأنف) عبده الجندي !.

ولكن في النهاية أحب أن أذكر _ العبد الفقير إلى مولاه صالح – عبده الجندي أن بعض التسريبات تشير إلى اتهامات لقائد الحراسة الخاصة بالرئيس محمد الخطيب ومجموعته بأنهم من دبروا محاولة الاغتيال رغم أنهم ضحوا بأنفسهم في سبيل ذاك الفرد ، وأيضاً ما سمعناه مؤخراً من اتهام لعبد ربه منصور بأن وزارة الداخلية أحبطت محاولة انقلابية له ، وهذه عاقبة سكوته عن جرائم صالح وعدم اتخاذه موقفاً يحسب له في سجلات التاريخ ، ولقد بدأت القذائف تصل إلى منزل الجندي ، وهي يا عم عبده قذائف السلطة ، وهذه السلطة التي تصفق لك الآن تبدو في غاية الاستعداد لأن تستهدفك وتضحي بك في سبيل توفير مادة إعلامية دسمة لقناة سبأ ، تصور حياتك أنت بكل ما فيها من عجائب وغرائب في مقابل مادة لقناة سبأ ، ويستاهل برد (النظام) من ضيع دفا (الشعب) ، وقد صدق من قال : من يهن يسهل الهوان عليه !!.