بلغوا عني السيد ..
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 18 يوماً
الأحد 30 ديسمبر-كانون الأول 2012 09:21 م

يثور السوريون والعراقيون اليوم على الطائفية الأشد شططا في الظلم وعلى تأله السيد الدعي على الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارا ، وفي مفارقة عجيبة تثور الشيعة علينا في اليمن .

وكم كنا ولا زلنا نُجل هذا السيد ونحفظ له حقه وقدره ، ونحمل له الود ، ونبذل له مساحات أوسع من حقنا على هذه الأرض لمكانة جده الحسين عليه السلام في قلوبنا .

نحتضنه ونرفعه ، فيتجه بلسانه وجهده ليُنزلنا منزلة طينية أقل ما تكون أرقى قيمة وسقف لنا فيها عند شرف تقبيل يده وتراب قدميه الذي عليه يمشي .

تمنيناها معه ونتمنى حياة الأخوة والسلام والتجانس على قاعدة ( وأن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وعلى (كلكم لآدم وآدم من تراب ) ( وأن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ثم نكون في المواطنة كما نحن في العبادة لله سواء فلا سيد ولا مسود ، ولا فرز على جده الحسين وجدنا يزيد ، فتلك أمة قد خلّت لها وعليها ومردها الى الله هو الفيصل والحكم .

لكنه الطيش والنزق ومُركب أنا خيرا منه ، خلقتني وخلقته ، إلى الدرجة التي دفعت بإخواننا شيعة المنطقة بارتكاب جرائم ضد شعوبها لم تمضها عليهم يهود أو عصابة ما عبر التاريخ .

هذه النفسية وهذا الغلو في السلوك تُعطي الفطن فراسة أنهم عما قريب سيحصدون على حال فجيع وكارثي تبعا للسنن ، وأزعم أنه قد كان لي فراسة بُحت بها ذات يوم حدبا عليهم ولأجل أخوة ما زلنا نخبئها رغم فجورهم وشططهم

كتبت ذات يوم (أزعم وليُحاسبني الغد عليها... أن الحركة الشيعية في المنطقة ستنتهي في العشرين سنة القادمة في مشهد كارثي مهوول ، تكون هي لوحدها من ألقت بنفسها للأتون واستُحصدت بتلك الصورة الكئيبة والتي لا نقبلها نحن أو نتمناها لها )

واليوم بعد أن كشف الحدث وكشفت الحوثية نفسها عن وجهها الحقيقي ، وعن استحالة أن يتساكنوا معنا على قاعدة المواطنة والحقوق المدنية لا زلنا نفتح لهم الأحضان ونمد الأيادي أن هلموا نتحاور رغم اليقين المطلق بأن سبيلهم غير الحوار وهو ما يُعدون له بالمؤتمرات والتحالفات كتوطئة لاستخدامهم ساعة الصفر ما أهداه لهم المخلوع وتمدهم به السفن الإيرانية باستمرار .

ولعلها العقوبة من الله عندما تتراكم المعاصي والذنوب ويطف الصاع حيث يعمي سبحانه بحكمته البصيرة لهذا النمط البشري ليصلوا هم بفجورهم ومكرهم إلى حيث انتهى أسلافهم من هذا القبيل ..وإني لأرجو الله أن لا يصل بهم الحال ذلك ..وحدبا عليهم أكرر عليهم ما قلته له من قبل ..

سيدي وحبيبي ... رغم هذه صورتك ، والله لا أبغضك ولا أناصبك العداء (أريد أن آمنك أولا ، فهبني نحوك سبيلا لأطمئن ، ثم علِّمني كيف احبك ..وأنا على استعداد لأدفن ما امتلأ في ذاكرتي عنك .

أرجوك ... تمهل واتئـد ، ثم توازن ، وعاود الكرة في قراءة المشهد وإعادة التقييم من جديد.

فأنت لست وحدك ، ولا القابليات لك ، ولن تستطيع ما فعلت أن تلوِّنها أو تأتي بها إليك قبيلا ، ولست أنا ولن أكون يوما حسيرا إلى قربك أتلوى يثنيني وجع الدريل إذا نهضت أو أعود إلى صاحبتي من ذات غيبة حسبتني ، والرعب بعيني ، وشفتاي تحجرت ، وأنا مجبوب .

قلت توازن واتـئــد وأعد الكرة سترى ان هذه الأرض لنا كلنا ، وانك أن أحسنت فأنت أنا ، على بر وبحر وارض وبين سماء وماء .دمك في وريدي ووجعك جراحا تنزف دمي )

واهمس في أذنيك أني الآن أرى الثورة تعصف داخل إيران وكأنها قد مرّت من الشام والعراق زاهية ترفل.