|
صنعاء مدينة موحشة ..تنسيك ماتريد كتابته!
للعيد في الماضي القريب كنت أعتقد أن صنعاء أكثر مكان يفتح الشهية للكتابة .لكن عبوري من جولاتها وخاصة التي يفترض بهاأن تظهرنهضة اليمن ,ألجم قلمي وأصبحت كل محاولاتي نوعا من النزيف الغزير دون فائدة. فقد وجدت أن وجعنا نحن اليمانيون لاحدود لقسوته, ومشاهد البؤس التي تضج بها أرصفة حواضرنا ,لاقدرة لقلم أن يصفها .فرحاتنا اغتالها واقع سيئ ينتزع من قلوب الناس الأفراح ويكدر حياتهم .الفقر والغلاء يشتركان في سرقة الإبتسامة من وجوه البسطاء ,في مدننا الكبيرة وضواحيها, لم يخطر في بالي يوما وأنا المتيم بقراءة روايات الفرنسي فيكتور هيجو وخاصة رائعته "البؤساء " أنني سأرى شوارع باريس قبل ثلاثة قرون ماثلة أمامي اليوم ,وأين في صنعاء حاضرة اليمن ! هذا العام كلما دخلت جامع تأكدت أكثر أن الأرقام التي تحدثت عن مليون ونصف متسول ربما قد أغفلت النصف!!
في جولة الجامعة,وتحت نصب الإيمان يمان والحكمة يمانية,يمكنك أن ترى فانتازيا وكوكتيل من المشاهد المعبرة عن التراجع المخيف لبلد ما أن وضع قدما في الألفية الثالثة .حتى سحب حكامه القدم الأخرى للخلف في محاولة لإعادته لعصور دول الأئمة وحروبها في كل جبهة والتي كانت تشتعل من أجل كل شيئ إلا اليمني . لو نظرت بداخل محيط النصب لوجدت مجموعة من الأشخاص إما نائمين , أو مستلقين للتحدث وفي الليل مخزنين مع بعض لايشغلهم عن ذلك سوى مراقبة السيارات المارة (مهلا ..إنهم لا يراقبون السيارات بل يراقبون الأطفال والفتيات المنتشرون وسط الخط ,للإلحاح على السائقين وركاب السيارات لإعطائهم بعض الصدقات .ياالله..إن عصابات إستغلال الطفولة في الشحاذة وأخواتها من أدوات إمتهان الإنسانية قد إنتقلت لشوارع صنعاء .
أول لقطة طفل صغير متعلق بتلابيب سيارة تاكسي محاولا إلتقاط بعض العملات المعدنية التي يناوله سائق التاكسي على عجالة , بعد أن أضاءت إشارة المرور ,فأنطلق السائق والطفل مايزال يحاول التشبث بالنافذة ,يا للأسف لقد وقع على الأسفلت ولولا لطف الله لكانت إحدى السيارات القادمة قد داسته ! قام من وقعته بصعوبة وهو يتحسس يده الصغيرة ويا حسرات الدنيا وآلامها لما إجتمعتما في وجهه الغض البرئ.تحرك ببطئ وعينيه اللتين تغالبان الدموع تراقبان بحذر الأشخاص القاعدون في محيط النصب. أردت أن أقترب من ذلك الطفل الفقيرأكثر فقدوجدته وأصدقاؤه موضوعاً مناسباً في رمضان ، ولأنني وقح للغاية سألته إن كان يرغب أن أصوره فرفض بإلحاح وعيناه التائهتين لا تزالا ترقبان من يراقبه .وحين هممت أن أمطره بأسئلة عن عن العيد ، وبعد أول سؤال سمعت صوت فتاة من خلفي تقول بحدة وسخرية : "العيد هوحقكم أنتم يادكتور , روح لك إشتري بدلات لعيالك ومرتك وفلت أخي لحاله "ثم شدت يد الولد وأخذا يعبران بين السيارات دون حذر ,ومن بعيد أخذا يرقباني بتوجس والفتاة تنفض الغبار من ملابس أخيها .
كنت ارغب أن أسألهما عن استعدادهما للعيد ، ومن أين سيشتريان ملابس العيد لكنها الجمتني بإجابتها السابقة.
تباً لأولئك الفقراء ، يمنعون فضولنا من التبجح ، ومعرفة تفاصيل حياتهم ، بسخريتهم التي يحطمون من خلالها آمالنا في تسلية أنفسنا بكتابة شيء عنهم!
المشهد الثاني.. اقتربت منه وضعت في راحة يده بضعة ريالات وقبل أن يدخلها في جيبه أردت أسأله عن سبب امتهانه للتسول وهو بن السابعة من عمره ولماذا يتخذ من تقاطعات الطرق وخاصة ذات الإشارات
الضوئية موقعا لممارسة هذا العمل المهين ..
في حين لا تقوى بشرة جسمه الطرية على تحمل أشعة الشمس الحارقة ..
أجابني مغمغما "أنا أطلب الله" قلت له لمن تجمع هذه
الريالات كل يوم؟ تشتري بها ملابس ولعب ؟ فقال لي بكل لباقة "ماشييي ..أنا بصرف على
أمي وأخواتي ". تذكرت الشاعر العراقي السيد مصطفى جمال الدين وهو يشكو أيام صباه الأولي في قصيدة رائعة قال فيها:
العيدُ أقبلَ تُسْعِـدُ الأطفـالَ ما حملتْ يـداه
لُعَباً وأثوابـاً وأنغامـاً تَضِـجُّ بهــا الشِّفاه
وفتاكَ يبحثُ بينَ أسرابِ الطفولةِ عن (نِداه)
فيعـودُ في أهدابه دَمْعٌ ، وفي شفتيـه (آه)
وفي نفس الجولة ..وبداخل حوش جامع الجامعة يوجد شاهد واضح يعري مثالياتنا الكاذبة ,ويبين للعالم مدى قسوة الزمن وقسوتنا على أنفسنا نحن اليمانيون ,حين تقبلنا ماأعتقدناه قدرنا متناسين أن الأمم تصنع قدرها بنفسها والله سبحانه قد هدانا النجدين !خيمتا الجعاشن أقصد خيمة واحدة فالاخرى قد أحرقها اعوان الشاعر صديق الرئيس وصديق مشائخ الدولة المدنية !
- أسعدني جدا منظر مجموعة من الأشخاص رجال ونساء وأطفال قالوا لي أنهم فاعلي خير لا أكثر وهم يوزعون بعض الكراتين (موادغذائية ,وربما ملابس )على المتواجدين من أهالي الجعاشن الذين تلقفوها بتلهف ,خرجت من ساحة الجامع ونظرات إحدى العجائز المكسورة تطارد مخيلتي ولم أجد ما أواسيها به سوى أنني تمتمت لنفسي بأبيات الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان والتي شاركت بها أخواتها اللاجئات الفلسطينيات بين الخيام لتصور مأساتهن وما يعانينه من آلام التشرد واللجوء في يوم العيد فتقول:
أختاه, هذا العيد رفَّ سناه في روح الوجودْ
وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيدْ
وأراك ما بين الخيام قبعتِ تمثالاً شقيًّا
متهالكاً, يطوي وراء جموده ألماً عتيًّا
يرنو إلى اللاشيء.. منسرحاً مع الأفق البعيدْ
أختاه, مالك إن نظرت إلى جموع العابرينْ
ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفينْ
من كل راقصة الخطى كادت بنشوتها تطيرُ
العيد يضحك في محيّاها ويلتمع السرورُ
أطرقتِ واجمة كأنك صورة الألم الدفينْ?
- قبل يومين كنت مارا بجانب جامع قبة المتوكل في التحرير , وياللهول مما رأيت ,لم يكن أبدا منظ رالرجال المتكدسين والمستلقين على الأرصفة بعضهم من الإرهاق وبعضهم قد رحل عنه عقله ,كل هذه مناظر لم تعد تلفت إنتباهنا" وربما لأننا لم نعد قادرين على الشعور بالمهانين بمعزل عن مهنتنا في البكاء الوظيفي لأجلهم." كما يقول العزيز محمود ياسين , لقد كان مارأيته هو أمرأة وطفلتها بنت الثامنة ربما , كانتا مستلقيتان في ظلام الطريق المار بجانب المسجد ,لم أدري أهما نائمتان أم ميتتان .كم شعر ت عندها بالعجز وأنا أمرُ كغيري رافعا قدمي حتى لا ألمسهما ..ذهبت لساحة التحرير محاولا تناسي المنظر بالإنشغال بمشاهدة ومتابعة مناظر الباعة المتجولين وهتافاتهم الإعلانية عن بضائعهم التي يقولون عنها رخيصة .
لكن عبثا منظر السيدة النائمة على الشارع مع طفلتها قد سيطر على مخيلتي ,عدت لأراهما فربما يرتاح ضميري حين أراهما وقد أيقظهما أحد المارة وأعطاهما مايستغنيان به عن المكوث طوال اليوم في هذا المكان القاسي .ولكن وياللأسف وجدتهما كما رايتهما في السابق وأحسست بمدى صدق ماقاله يوما البرفسور العسلي أن صنعاء أصبحت مدينة موحشة !
عندها فضلت مواصلة السير وتحمل أن أبقى في نظري ذلك العاجز ..لكي لا أحرك ساكن وحاولت إقناع نفسي أن لا اهتمام لدى السيدة وطفلتها بالعيد ,ولا رغبة لديهما للإستيقاظ والبحث عن مصاريف العيد , وهنا لازالت فدوى طوقان تقول لي أن هؤلاء الذين يحتفلون بالعيد ويفرحون به دون شعور بهذه المآسي إنما هم ميتوا الإحساس والشعور، إنه عيد الميتين:
أختاه, هذا العيد ..عيد المترفين الهانئِين
عيد الألى بقصورهم وبروجهم متنعمين
عيد الألى لا العار حرّكهم, ولا ذلّ المصيرْ
فكأنهم جثث هناك بلا حياة أو شعورْ
أختاه, لا تبكي, فهذا العيد عيد الميّتين!
الحراج حيث تتوزع أحلام الفقراء
- في اليمن انتشرت أسواق الحراج بشكل كبير جدا بل وأصبحت معلما رئيسا من معالم العاصمة خاصة في السنوات الأخيرة بضائعها تنوعت بين ملابس وأجهزة الكترونية وكهربائية ومفروشات وغيرها والتي تدخل إلى اليمن من جميع أنحاء العالم أغلبها قد انتهى عمرها الافتراضي.في العيد وخاصة هذا الموسم إزداد الإقبال على هذه الأسواق مهنة البيع في الأرصفة وفوق العربيات لم تعد حكرا على ابناء وصاب وريمة بل إنضم إليهم العشرات من كل المحافظات الباعة المتجولون ،، يتيهون في تفاصيل قصة الخـوف والرجـاء التي لا تنتهي طالما بقي حالهم على ما هو عليه ،،
الخـوفٌ من مستقبلٍ مظلمٍ جداً ،، كلما حاولوا تلمسَ تفاصيله ،، ردعهم حاضرهم ،، وأبقى كلَ واحدٍ منهم عند عربته ينادي وينادي ،، والخوف يبعثر حروف نداءه !!
خوف من حضور مفاجئ لأفراد البلدية غلاظ القلوب والطباع .وخوف من أن تنتهي الإيام القليلة من رمضان والبضائع مازالت متكدسة.
فأغلبُ هؤلاءِ الباعة ،، من الصغارِ الذين لم يتلقوا أي تعليم ،، سـوى من مدرسة الحياة القاسية التي تصيغُ مناهجهم كما تريد !!!!
لنترك الباعة ولنعد للبضائع والعيد , شارع هايل (الرياض) يتميز بإنتشار البضائع المقلدة من كل نوع ثياب من كل الأشكال تغص بها الأرصفة بجانب المحلات الفاخرة للألبسة.. و زحمة مرور, مشهد بات يتكرر كل عام مع قرب الأعياد, في أسواق الحراج بأمانة العاصمة يمكنك أن تجد كميات كبيرة جدا من الملابس والمفروشات المنزلية والأجهزة الكهربائية التي انتهى عمرها وسبق استخدامها في دول أخرى ومعظم تلك البضائع تباع في محلات خاصة بها ونسبة الإقبال على الشراء من قبل المواطنين كبير جدا -حسب قول أحد أصحاب المحلات - والذي أوضح أن أسعارها مناسبة مع الحالة المادية والاقتصادية للمواطن.
هذا الموسم بسبب من موجة الغلاء الغير جديدة وإنضمام شريحة كبرى من الطبقة الوسطى لزبائن هذه البسطات , جعل الزحمة غير عادية .أسواق التحرير والباب وشعوب وشارع تعز و وو....كلها مليئة بهذه البضائع ..والباعة أغلبهم من صغار السن .
بسعر قطعة جديدة يمكن شراء 4 قطع بالية "
تقول منى الطالبة في كلية الآداب "عندما أذهب إلى سوق الحراج أو البضائع المقلدة أحمل مبلغاً لا يزيد على 3000 ريال وأعود بتشكيلة جميلة من الملابس تسدد كل احتياجاتي في العيد , وبالمبلغ نفسه قد لا أتمكن من شراء فوطة أو بنطال واحد في حال ذهبت إلى أحد المحلات التجارية المنتشرة في السوق".
"زبائني في العيد من الفقراء وأصحاب الدخل المحدود"
إبراهيم حسن احد أصحاب محلات البضائع المقلدة يقول أن لديه أربعة صبيان جاؤا من البلاد للعمل معه في العيد. وضيف "الإقبال على البضاعة في هذا العام ازداد هذا مما كان عليه في الماضي وزبائني في الأيام العادية هم من الفقراء والأغنياء على حد السواء, أما في العيد فالزبائن هم من أصحاب الدخول المحدودة والحالة المادية الصعبة نوعاً ما", ويستطيع المشترين هنا أن يجدوا ما يفي بحاجاتهم بأسعار معقولة وجودة عالية", ويلفت إلى أن "الربح يعتمد على الحظ في المقام الأول وعلى مدى القدرة الشرائية للزبون".
يقول علي عباس طالب جامعي في كلية التجارة : من المعروف اقتصادياً أن السوق المفتوح على مختلف البضائع المحلية والأجنبية يخلق جو من المنافسة بين البائعين بعرض البضائع ذات الجودة العالية بأسعار أقل ولكن في الأعياد وللأسف تصبح المنافسة في الأسواق برفع الأسعار أكثر نتيجة كثافة الطلب, وحتى أسواق الحراج باتت تشهد ارتفاعاً بالأسعار نتيجة تنبه أصحابها إلى اتجاه الناس لها في ظل غلاء الثياب الجديدة".
حين تريد الإقتراب من أحد الباعة لتسأله عن حركة السوق وعن الحالة الشرائية للمواطنين تختلط عليك إجابته المتبرمة مع مشاهد وأصوات الباعة المتجولين والمتسولين والمشترين ..واصوات المكبرات تتداخل بشكل تراجيدي لتضفي على إجابته نوع من المأساوية "الله يستر عليك أيش من حركة لا يغرك كثرة الزبائن المحومين أغلبهم متفرجين , وإذا بعنا قطعة فبعد طلوع الروح والربح لايتجاوز مائة ريال إلى مائتين للقطعة الغالية ..وعاد حق البلدية يلاحقونا "هكذا يجيبني محمد حمود بمرارة وهو يعض يعيد قطعة صغيرة للكرتون الخاص بتا بعد أن ظلت سيدتان طويلا يفاوضانه بالسعر وبعد فشل المفاوضة وذهابهما . وفي موقف يدمي الفؤاد ثلاثة صبية ورابعهم أختهم يحاولون إقناع أبيهم شراء ملابس جديدة وهو صامد أمام توسلاتهم , وبدأ في نقاشهم في محاولة لإقناعهم أن الملابس المستعملة مازالت جديدة وقوية وأنها قادمة من إيطاليا واليابان ,لكن عبثا ذهبت محاولته سدى وبدأت دموع الصغير محمد تحرج والده ,حاولت مواساته بأن الحال من بعضه ..لكنه أجابني " ياعزي أنا موظف بسيط والجن هولى شغلوني بملابس أولاد الجيران من أين أديلهم هاه ؟؟ والله مابلا واحد يسير يبيعهم هم وأمهم ..يضحك بفتور ويتابع محاولاته مع الأولاد .
أحد الصبية كان بجانبي يتابع مايحدث إلتفت إليَ قائلا " اشترى لي أبي بدلة من الحراج لكن وعدني بايشتري لي ولأخي بدلات جديدة ..بعدما يستلموا الإكرامية ..يمكن بعد العيد "
الملاحظ هذا الموسم أن أغلب الباعة في الجولات أو حتى المحلات هم صبية صغار ..
-وفقاً لوزارة العمل الأميركية، فإن الحكومة اليمنية في أقرت عام 2002 قانون حقوق الطفل في اليمن الذي يحدد الحد الأدنى لسن العمل القانوني في 14 عاماً. ولكن، في الوقت الذي يحظر فيه القانون تشغيل الأطفال دون سن 15 عاماً في العمل الصناعي، لم يضع أية قيود على عمل الأطفال في المشاريع العائلية بغض النظر عن العمر. ما دعاني للقلق هو أن اليمن أكثرمن 41.8 بالمائة من سكانه يعيشون تحت خط الفقر الوطني وتقل أعمار 45.9 بالمائة منهم عن 15 عاماً،في حين يشهد واحداً من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم - 3.02 بالمائة - أحمد القرشي من منظمة سياج، وهي منظمة غير حكومية محلية لحماية الأطفال، يقدر أن يكون عدد الأطفال العاملين في البلاد حوالي 3.5 مليون طفل.
في صنعاء العيد خلف قضبان السجن للصحفي :
ويتعرض بعض الصحفيين لمحنة السجن والانقطاع عن الأهل والأحباب والأبناء،كماهو حال عبدالإله حيدر وكمال شرف ويأتي العيد؛ وهم خلف القضبان، فتثور في نفوسهم الذكريات؛ ولسان حالهم مانظمه الشاعر عمرو خليفة النامي يصور وضعهم وكيف تكون فرحة الأطفال بالعيد والآباء يرسفون في السلاسل والقيود؟ يقول الشيخ إبراهيم عزت في يوم العيد:
اليومَ عيد
قد عشتُ فيه ألفَ قصةٍ حبيبةِ السِّمات
أردِّدُ الأذانَ في البُكور
أراقبُ الصغارَ يمرحونَ في الطريقِ كالزُّهور
وهذه تحيةُ الصَّباح
وهذه ابتسامةُ الصديقِ للصديق
الكلُّ عائدٌ بفرحةٍ تطلُّ مشرِقة
من الشفاهِ والعيون
ودارُنا ستنتظر
صغيرتي ستنتظر
والشُّرفةُ التي على الطريقِ
تسمَعُ الصدور
تعزفُ الأشواقَ
تعصِرُ الأسى
هشامُ لن ينام
قد كان نومه على ذراع والده
نهادُ لن تذوقَ زادَها
لأنها تعوّدتْ أن تبدأَ الطعامَ من يدِ الأسير
شريكةُ الأسى بدا جناحُها الكسير
تُخَبِّئُ الدُّموعَ عن صغارِها
وحينما يلفُّها السُّكون
سترتدي الصَّقيع
كي تقدّمَ الحياةَ للرضيع
في الجمعة 10 سبتمبر-أيلول 2010 12:12:04 ص