|
نصركم حتمي ومحسوم بنص القرآن والسنة بعد أن آتاكم الله من كل شيء سببا فأتبعتم سببا ، وبمعطيات البيئة والمشهد والنظام الكوني في كل منظومته.
وبكل سهولة وسلاسة ويسر أتت العوائق والتحديات اليكم مسخرة تسعى بردا وسلاما ، نصرة وتمتينا ووئاما ..
وهي التي استعصت قبل ، ولم توات من كان قبلكم ..
وسيسقط صالح قطعا وحتما لا رافعا رأسه كما زعم واردتموه له قبيل هذا ، بل هو من سيلقي بنفسه في الدرك ، منتكسا ، حاسرا ، وهو يصرخ لا مساس .
( سنة الله في الذين خلوا من قبل . وكان أمر الله قدراً مقدرواً)
( كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم ، فأهلكناهم بذنوبهم ، وأغرقنا آل فرعون . وكل كانوا ظالمين } .
{ ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }
ـــــ لم تبطيء ثورتكم كما يحسب البعض ، بل قد حازت بفضل الله على غيرها السبق ، لأنها مجموعة ثورات اختزلتموها في ثورة ، تصوغ الحاضر والمستقبل معا في سابقة ابداع ..
إنها ثورة القناديل والحب ، وهي ثورة الارض والانسان ، وهي ثورة الثقافة والحضارة ، وثورة اجتماعية وادارية ، وثورة الانسان في مجمله ، وستطل على الانسانية عند صباحها الاول بحيث يصح عليها اكثر من غيرها انها لوحدها الاممية .
ستظل لعقود ملهمة للشعراء والمؤرخين والكتاب ، وكم ستشغل مراكز البحث والدراسات ، والبحث الاكاديمي .
لكن ونحن في هذا الزخم واللحظات الاخيرة للمخاض علينا التوقف بروية وإنصات عند الآتي :
ـــــ التشابه حاصل بين الثورتين المصرية واليمنية في كثير من الجوانب ، والشواهد أن الابداع اليمني في اكثر من معطى وزاوية يسبق في الترتيب على التونسية والمصرية ، وأن حشد ساحات التغيير في اليمن يفوق في الكم ميادين التحرير في مصر ، فلماذا سبقنا اخواننا في مصر ؟
الحق انهم لم يسبقونا في التكتيك والكم ، أو في الفتوة والعضلات ..
إنما لأمر آخر شدوا انفسهم بقوة اليه بعد ان استنفذوا كل ما كان لهم من سبب .
أتذكر آخر جمعة لهم في ميدان التحرير وإمامهم في الصلاة محمد جبريل في قنوت يدعو الله ويناجيه في تذلل وحرقة وخشوع والقوم يؤمنون من خلفه ويجهشون بدوي جعلنا في بيوتنا نقشعر ونهتز ونبكي بعويل ، احسسنا ان ظاهرة روحية عجيبة تمثلت تخر لها الجبال وكأن السماء لها تشقق ، أقسمت في نفسي يومها ان مبارك لن تسعفه حيلته بعدها الى يوم آخر.
وقد كان المشهد الموحي يعكس ان المصريين( الثورة ) قد نفروا الى الله بكليتهم في كل حركة وسكنة ، صغيرا وكبيرا ، إمرأة ورجل ، وانهم واجهوه قبل اسبابهم بالله سبحانه وتعالى وحده ، وقد قدموا الى الله في صفوفهم ومناجاتهم من حسبوهم خيارهم ومن ظنوا فيهم الصلاح من الشيوخ ، اسوة بعمر بن الخطاب وهو يستسقي بعم رسول الله .
قد كان لمبارك ونظامه اسبابا يتفوق بها كثيرا على كل من عداه ، فجهازه الاداري والرسمي منظومة امنية متكاملة ، وله الحزب الوطني ، والسويس والاهرام ، والنيل يجري من تحته ، وله رساميل ورجال مال واعمال وقد اصبح لكل منهم ما يشبه الفرقة العسكرية من البلاطجة ، ووراء مبارك اسرائيل وهو عندها في مقام الكتيبة القتالية الامامية , والسياج الاول ، ومن هناك امريكا والاتحاد الاوربي، والنظام الاقليمي العربي ، فضلا عن جهاز امني محترف ومتمترس قوامه اكثر من مليوني عنصر ، لكنه سقط مبارك ....ووالله ما اسقطته الا قوة خفية مهولة ..
ـــ ونحن هنا رغم ما نحسبه من فضل وصلاح وقرب الى الله من شباب ثورتنا ، لا نمن على الله أن هداهم إليه ، الا أن الذي نخشاه أن نكون قد اتكلنا على اسبابنا المادية ، وأعجبتنا كثرتنا { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ، فلم تغن عنكم شيئاً ، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ، ثم وليتم مدبرين } ..
صحيح ان للاعتصام والمسير المليوني أثره وصداه ، لكن الاستغراق الكلي في هذه اللوحة سيلهينا ويشغلنا عن { قل : اللهم مالك الملك : تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء . وتعز من تشاء وتذل من تشاء . بيدك الخير . إنك على كل شيء قدير . } . .و{ ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا : ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامناً وانصرنا على القوم الكافرين } ( وما كان قولهم إلا أن قالوا : ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ، وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين } { الذين قال لهم الناس : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيماناً وقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل }
]• "
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي
إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ
مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ " غافر
44]
.
(وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
لذلك ففروا الى الله ، وبيتوا النية مع كل خطوة وحركة ، جددوا الايمان في قلوبكم ، وحركوه وأحيوه في قلوب شعبكم ، ولتكن هناك حالة قصوى من الجاهزية والاستنفار الروحي ، فلم يعد لنا الا ذك ، وعلى نحو :
ـــــ الاعلان عن الصيام وليلة للقيام ، ولن يستجيب الشعب اليوم لداع كاستجابته لكم وبانشراح لصيام نهاره وإحياء ليله إذا دعوتموه..
ـــ الاعلان عن يوم للاستغفار ، وعليه الشعب معكم (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)... وللاستغفار أسرار يعلمها من جرب وذاق.
ــــ الاعلان عن ليلة للتسبيح : (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ )" الأنبياء 88
وللراشد (
وكان داود عليه السلام يسبح بالعشيّ و الإشراق ، فسخر الله تعالى الجبال يسبحن معه ، وقال : { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي و الإشراق } ، فوهبه الله هبة عظمى ذكرها فقال : { وشددنا ملكه }
ــــ الصدقة : الاعلان عن يوم يُطعم فيه مائة الف فقير ، وعن يوم آخر يكسى فيه 10000 يتيم ...
ــ الاصلاح بين متخاصمين : ويكون من خلال دعوة شباب الثورة لكل من كان بينه وبين غيره خصومة ان يصطلحا لله سبحانه وتعالى ، وان يجعلا محل ما كان الاخوة والوئام ..
ـــــ الاعلان عن يوم حسبنا الله ونعم الوكيل ....
ـــــ الاعلان عن يوم يستنفر فيه الشعب لصلاة الحاجة ...
وعلى هذا من التي تقربنا الى الله ، وتستنزل النصر ...على ان يكون هذا البرنامج الروحي بهذه النوعية والتركيز على مدار أيام الحسم المعلن عنها ...
وأقسم أنها لو كانت فلن تقوم لصالح ونظامه بعدها قائمة .... ألجوا بيا ذالجلال والاكرام ، ويامالك الملك ، واستعينوا بالله عليه اولا ، ثم اتبعوها بالأسباب ...
رحم الله شهداءكم ، واعقبهم الفردوس ..وليحفظكم الله يا أكرم الناس ، وأطهر الناس ، يا أرواحنا ، وأكبادنا التي تمشي على الارض ، يا أحب الينا من انفسنا وأهلينا والولد ، يا حبنا وحزننا وآهاتنا والانين ...
عرفنا اليوم طعم عبارة ومعنى ( نقبل تراب اقدامكم ) وعشنا اليوم وجع أهل غزة ...
يا جوهر الجزيرة ومعدنها النفيس ، ونبضها وطهرها ....ماذا وكيف سيكتب التاريخ ويقول عن صالح الكذاب وهو يرش شعبه بمياه المجاري ، لعن الله من لعن شعبه ، وقتل الله من قتل شعبه ..
في الأربعاء 11 مايو 2011 11:20:32 م