صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
مأرب برس - خاص
لا أحسب أيّ من ذوي الغيرة على مصير أمتهم يمكن أن يظلّ متفرجاً على المشهد الفلسطيني بكل فصوله المأساوية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً، وهو يتداعى يوما بعد آخر نحو الهاوية المفزعة، إذا لم يتراجع – ولو قليلا- أولئك المهرولون بسرعة الرياح نحو أحضان العدو الصهيو أمريكي ، في حين يضعون الشروط التعجيزية لحوارهم مع أشقائهم، ما يعني استمرارهم في التصلّب(الأهوج) تجاه أي لقاء، تحت ذرائع جدّ متهافتة، كاسطوانة إعادة الأمور إلى وضعها السابق؛ ، حتى يعودوا إلى المستوى ذاته من الهيمنة المطلقة على كل مفاصل السلطة في قطاع غزّة، إذ لم يتعودوا أن يعشوا في مواقع أدنى في ظل حكم شعبهم، الذي قال كلمته فيهم في العام 2005م.
لقد كان من آخر مشاهد العار لهؤلاء ماقام به ما يسمّى بمندوب فلسطين في الأمم المتحدة يوم 7112007م من تقديم مشروع قرار يحضّر لاعتبار حركة المقاومة الإسلامية(حماس) جماعة (إرهابية) بطلب فلسطيني، تحت الذريعة إياها (انقلاب) غزّة. وكأن ذلك الحدث أتى معزولا، وليس استباقا لانقلاب الجنرال الأمريكي (دايتون) ووكيله صاحب الامتياز (دحلان)، ولم يستطع أيّ من هؤلاء إنكار ذلك أو نفيه، سوى أن (سيكولوجيا) الكرسي دفعتهم نحو التجسيد العملي للمقولة العربية الشهيرة:" عنزة ولو طارت".
إن مثل هذه المطالبة ليست جديدة إلا أننا تعودنا أن تطرح عادة من العدو الصهيوأمريكي ومن في فلكهما ، أمّا الجديد الصاعق اليوم فأن يقدّم باسم من يدعي انتماءه أو تمثيله للشعب الفلسطيني!!
كان صاحب هذه السطور منذ بداية فتنة دايتون- دحلان يبدي تحفّظه من أن تندفع الهامات الفكرية الكبيرة، والمرجعيات العلياء إلى إعلان موقف صريح منحاز لفريق على حساب آخر، لتبقى حكما للجميع، رغم وضوح المشهد، ظنا منه أن عقلاء فتح سيعملون على احتواء الموقف وتداعياته المؤسفة، كما نادى بذلك بعض قياداتهم التاريخية أمثال هاني الحسن وشقيق الحوت، غير أنّه اتضح أن جناح دحلان قد تمكّن من اختطاف الحركة وجرجر الجميع وراءه ليدفعهم نحو تنفيذ المشروع الصهيوني بامتياز. حتى (أبو مازن) الذي كان يصنّفه البعض ضمن عقلاء الحركة -وإن بحكم موقعه رئيساً للسلطة الفلسطينية- إذا به يغدو مجرّد تابع صغير لفريق دحلان، وراح يرددّ معزوفته المملّة عن اشتراط إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل (انقلاب) غزّة والاعتذار للشعب الفلسطيني، محاولاً خداع نفسه- قبل أي طرف آخر- بأنه ينطلق في موقفه من موقع السلطة الشرعية الشعبية، وكأن الآخرين جاءوا بمشروعية صهيونية أو أمريكية أو صهيو أمريكية أو أنهم نزلوا من كوكب المريخ، أو فرضوا على الشعب الفلسطيني بقوة ضغط دافعة من وراء البحار ! ولعل ترديده المستمر لهذه المقولة دفعه لأن يعتقد أنه أجاد لعبة الخداع لبعض القيادات العربية، حين نادى بعضها بضرورة حوار الأشقاء، بوصف ذلك هو السبيل الوحيد لتجاوز الفتنة التي حلّت بالفلسطينيين. ولم يكترث أبو مازن لإدراكهم أنه يخادعهم ، إذ إن الطرف الأقوى لم يعد أيّا من هؤلاء، بل غدا الأقوى الثنائي الصهيوأمريكي.
وحين يردّد: إنه لا يمانع من الحوار ، مرددّا اشتراطاته التعجيزية، فإنّه يذكِّرك بالمثل الشعبي الشامي القائل:" الّلي مابدّه يزوّج بنته يغلّي مهرها"، كما يفسّر سرّ هرولته اللافتة نحو مؤتمر الخريف البائس في أنا بوليس، وكأن أبا مازن لم يستفد من تجارب سلفه الذي مضى مع المحتل إلى نهاية المشوار في مسلسل التنازل ، سوى أنه لم يفرّط بكل شيء كما يفعل هو اليوم، إذا ما تذكّرنا موقف الراحل أبي عمّار التاريخي الممانع في (كامب ديفيد) ، ولم تشفع له كل تنازلاته السابقة، من أن يعتقل من لحظة الممانعة في مقرّ المقاطعة في رام الله ، إلى أن يقتل مسموما فيها، فضلا عمّن خطّط لقتله، ممن كان من رفاق دربه يوما، وإن ذرف عليه اليوم دموع التماسيح عليه في ذكراه الثالثة!
بعد كل ذلك لم يعد مقبولا من أي طرف على المستوى الفردي أو الجماعي أن يلتزم الحياد السلبي ، أو يؤثر المتابعة المجرّدة، حتى لو افترضنا صدق النويا، أو حسن الدوافع، لاسيما مع اشتداد وطأة الحصار الجهنمي الممنهج على غزّة والتوعّد الصهيوأمريكي بالمزيد من قبل خصوم حماس الصهاينة والأمريكان وحلفائهم في رام الله، في مقابل كيل الوعود المتتابعة بالإغداق على حكومة رام الله والدعم المطلق لأبي مازن وسلام فياض لإنجاح (مشروعهم).
كل ذلك يؤكِّد من هو الممثّل الحقيقي للشعب الفلسطيني ومن هو عدّوه الفعلي، وصدق من قال:" قل لي مَنْ يصفّق لك أقل من أنت ".