آخر الاخبار

ترامب يطيح بهيكلية الدولة العميقة وممثليها في إدارة الديمقراطيين الاحتلال يرتكب انتهاكات مفضية إلى الموت بحق المعتقلين ...بلا قيود ترصد جرائم إسرائيل بحق المعتقلين الفلسطينيين سفارة اليمن في قطر تدشن موقعها الإلكتروني الجديد .. نافذة حديثة تلبي احتياجات المقيمين والزوار وتسهم في توفير الخدمات القنصلية خدمة إلكترونية جديدة لحجاج اليمن تطلقها وزارة الأوقاف ..لتفعيل نشاطها الرقمي ومواجهة الروابط الوهمية وزارة الاوقاف تدشن في عدن المسابقة القرآنية ويخوضها 41 حافظاً وحافظة في فروع القراءات السبع والتلاوة،والتجويد وحفظ المصحف والاذن عدن ستغرق في الظلام.. حلف قبائل حضرموت يعلن منع خروج النفط الخام من المحافظة رئيس هيئة العمليات العسكرية بوزارة الدفاع يصل جبهات تعز إب تحتفل في مأرب بالعرس الجماعي الأول لـِ 36 عريسا وعروسا من أبناء المحافظة توافق أمريكي يمني على إغلاق كافة القنوات الفضائية التابعة للحوثيين وإغلاق كافة منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي قبائل أرحب ونهم وبني الحارث تعلن النفير وتؤكد جاهزية رجالها لدعم الشرعية في معركة استعادة الدولة (فيديو+صور)

الحوثي، هل هو في طور الانتقال من موقع الضحية الى موقع الجلاد؟
بقلم/ نبيل سبيع
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 5 أيام
الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:04 م

يبدو أن عبدالملك الحوثي في طور التحول إلى صورة القادة السيئين الذين أنزلوا بأسرته أبشع الجرائم والإنتهاكات والتنكيل مع طائفته أيضا طيلة السنوات الماضية، وهذا خبر سيء للغاية لجميع اليمنيين وفي مقدمتهم جماعة الحوثيين تحديدا.

فمنذ عدة أيام، وأمين عام نقابة الصحفيين الزميل مروان دماج يبذل جهودا مضنية مع قيادات الحوثيين في صعدة من أجل إطلاق سراح عدد من الزملاء الصحفيين الذين توجهوا الى منطقة دماج لتغطية الأحداث الجارية هناك وتعرضوا للإحتجاز ومصادرة بعض متعلقاتهم الشخصية من قبل عناصر تابعة للحوثي، لكن جهوده لم تفض الى نتيجة حتى الآن وحتى بعد تدخل عديدين تربطهم علاقات جيدة بقيادة الجماعة. هذا يذكرني بالانتهاكات التي تعرضت لها الزيدية والتي تمخضت عنها جماعة الحوثي طيلة الفترة 2004- 2010 كما بالجهود المضنية والحزينة التي كانت تبذل لإطلاق سراح المعتقلين منهم من قبل أجهزة أمن نظام صالح. لذلك، فاحتجاز الزملاء الصحفيين محمد الأحمدي، حمود هزاع، مختار الرحبي والمصور فاروق الشعراني والإنتهاكات غير المبررة والخطيرة التي تعرضوا لها ومايزالون لن تلحق الأذى بهم فقط وإنما بسمعة الحوثيين التي تشكلت طيلة السنوات الماضية وخلال فترة الثورة في الأساس.

الحوثيون جماعة كانت ثمرة الإنتهاكات والجرائم الممنهجة ضدها من قبل نظام علي عبدالله صالح وحلفائه في المعارضة. وبالرغم من أنها لم تلق التعاطف الوطني الذي تستحقه شأنها في ذلك شأن الحراك الجنوبي ومختلف فئات المجتمع التي تقع تحت طائلة التنكيل الجماعي، إلا أن هذا ليس بسبب عدم تعاطف اليمنيين بل بسبب غياب القنوات السياسية والإعلامية التي تحشد هذا التعاطف وتعبر عنه، ولهذا اقتصر التعاطف على شرائح صحفية وحقوقية ومدنية قادرة الى إيصال صوتها الى حد ما. وقد شكل هذا التعاطف جزءا مهما من سمعة الجماعة وقوتها على السواء.

غير أن ممارسات الحوثيين اليوم أصبحت على مايبدو تستلهم سلوكيات من كانوا بالأمس ينتهكون حقوقها وينكلون بها وتعيد صب هذه الإنتهاكات على ضحايا جدد وهذا سيفقدها رصيدا كبيرا من التعاطف في اليمن وخارج اليمن، وبالطبع سيخصم قدرا لا بأس به من قوتها المعنوية والمادية أيضا على المستويين المحلي والدولي. وإلا ماذا نتوقع بعدما حدث للمنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي تم طردها بشكل غير لائق وغير مبرر والتي توجهت أصابع الإتهام في هذا العمل الى الحوثيين أيضا؟

إن سمعة الحوثيين باتت اليوم على المحك ويتعين على قادة الجماعة وحكمائها القيام بعملية إنقاذ لهذه السمعة والرصيد السياسي الذي كونوه في الفترة الماضية التي شكلت مرحلة الضحايا بالنسبة إليهم في نظر الإعلام المحلي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان. ولاشك ان عبدالملك الحوثي وكل القيادات التي معه في أمس الحاجة اليوم لمراجعة أدائهم وأداء جماعتهم في الميدان بما يكفل إزالة غبار الأخطاء والأوساخ التي أخذت تحجب صورتهم السياسية الجيدة نسبيا مقارنة ببقية الجماعات المسلحة، وهذا ما لن يتأتى بدون الإقلاع عن ممارسات الجلاديين التاريخيين في اليمن الحديث.